الأمم المتحدة: قصف إسرائيل للبنان يهدد سلامة قوات حفظ السلام ويزيد المخاطر
ADVERTISEMENT
في جلسة لمجلس الأمن الدولي عُقدت يوم الخميس لمناقشة الأوضاع في لبنان، دعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، إسرائيل إلى وقف هجماتها الجوية على الأراضي اللبنانية وسحب قواتها من جنوب لبنان. وشددت على ضرورة احترام قرارات مجلس الأمن ووقف جميع أشكال القتال بين الأطراف المتنازعة.
التهديدات المتزايدة
وأعربت ديكارلو عن قلقها العميق إزاء التهديدات المتزايدة التي تواجهها قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بسبب التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل. وأكدت أن سلامة وأمن قوات حفظ السلام أصبحت في خطر كبير، نتيجة الاشتباكات المستمرة والاعتداءات المتكررة. كما أشارت إلى ضرورة أن تحترم إسرائيل القانون الدولي الذي يضمن سلامة القوات الأممية، منتقدة إقامة مواقع عسكرية إسرائيلية قرب مقار يونيفيل في الجنوب اللبناني.
يونيفيل تواصل جهودها بالتنسيق مع الجيش اللبناني لحماية المدنيين
في السياق نفسه، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام أن يونيفيل تواصل جهودها بالتنسيق مع الجيش اللبناني لحماية المدنيين وتيسير العمليات الإنسانية في المناطق المتضررة.
ودعت ديكارلو جميع الأطراف اللبنانية إلى احترام وقف إطلاق النار والتعاون من أجل استعادة الاستقرار، محذرة من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على السلم والأمن في المنطقة.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترات متصاعدة، حيث يتبادل الطرفان القصف والهجمات العسكرية بشكل يومي، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع إلى نزاع واسع النطاق.
غارة جوية قوية استهدفت منطقة قرب المقر العام لليونيفيل
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء الخميس غارة جوية قوية استهدفت منطقة قرب المقر العام لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بمنطقة الناقورة جنوب لبنان، وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية هذه الغارة تأتي في سياق التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله، وسط توتر متصاعد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
الهجوم الإسرائيلي جاء بعد ساعات من تنديد "يونيفيل" باستهداف جنودها في الناقورة من قبل دبابة إسرائيلية، حيث تعرضت القوة الأممية لنيران مباشرة تسببت في إصابة اثنين من جنودها، وفقاً لبيان صادر عن القوة الأممية. كما أشار البيان إلى وقوع اعتداءات إسرائيلية أخرى على مواقع "يونيفيل" في بلدة اللبونة ومنطقة رأس الناقورة، ما ألحق أضراراً مادية كبيرة.
انتهاك القانون الإنساني
"يونيفيل" اعتبرت هذه الهجمات انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينص على الحفاظ على وقف إطلاق النار في المنطقة. في هذا السياق، وصف وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو الهجوم على مقر "يونيفيل" بأنه قد يصل إلى حد "جريمة حرب"، مشدداً على خطورة الاعتداءات المتعمدة على قوات حفظ السلام.
على الجانب الإسرائيلي، اقترح داني دانون، الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، نقل قوات "يونيفيل" شمالاً بمسافة 5 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، في ظل اشتداد المعارك على الحدود. ومع ذلك، رفضت الأمم المتحدة هذا الاقتراح، مؤكدة أن "يونيفيل" ستبقى في مواقعها الحالية وستواصل أداء مهامها وفق التفويض الممنوح لها.
إسرائيل توسع نطاق عملياتها العسكرية
منذ أواخر سبتمبر، وسعت إسرائيل نطاق عملياتها العسكرية لتشمل أجزاء واسعة من لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، مع تصاعد الغارات الجوية والتوغلات البرية. ووفقاً للإحصاءات اللبنانية الرسمية، أسفرت هذه العمليات عن مقتل 1351 شخصاً وإصابة 3811 آخرين، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص عن منازلهم.
في المقابل، يواصل "حزب الله" شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة والقذائف المدفعية على المواقع الإسرائيلية، خاصة في شمال إسرائيل. وبينما تعلن إسرائيل عن بعض الخسائر، يعتقد المراقبون أن الرقابة العسكرية تفرض قيوداً صارمة على الكشف عن حجم الخسائر الفعلية.