دمار شامل..هل يسمح المجتمع الدولي بعام آخر من معاناة المدنيين في غزة؟
ADVERTISEMENT
رغم المناشدات الدولية المتكررة والدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار في غزة، تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في حصد الأرواح. يومًا بعد يوم، ترتفع أعداد الضحايا في القطاع المحاصر، وتزداد معاناة المدنيين الذين يواجهون ظروفًا معيشية كارثية. وقد شهد العالم، من خلال وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان، حجم الدمار الذي يطال المنشآت الحيوية والبنية التحتية في غزة، مما يطرح تساؤلًا حقيقيًا: هل سيسمح المجتمع الدولي باستمرار هذه المأساة الإنسانية لعام آخر؟
مجزرة جديدة في مدرسة نازحين بدير البلح
في أحدث تصعيد، أفادت مصادر طبية بأن 28 شخصًا لقوا حتفهم وأصيب 54 آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي عائلات نازحة في مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة. هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، حيث تعرضت المدارس، التي يفترض أنها ملاذ آمن للمدنيين، للقصف المتكرر منذ بدء العدوان. وبينما يؤكد الجيش الإسرائيلي استهدافه "عناصر إرهابية"، تنفي حماس بشكل قاطع استخدام المدارس لأغراض عسكرية، معتبرةً أن هذه الهجمات تستهدف المدنيين بشكل مباشر.
ارتفاع غير مسبوق في أعداد القتلى والمصابين
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، بلغت حصيلة القتلى منذ بداية العدوان الإسرائيلي 42,065 شخصًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 97,886، غالبيتهم من الأطفال والنساء. هذه الأرقام الصادمة تعكس حجم الكارثة التي يعيشها سكان القطاع، حيث يتعذر على المستشفيات تقديم الرعاية الكافية نتيجة تدميرها أو نفاد الإمدادات الطبية. وبينما تتواصل الغارات الجوية، يتوقع أن ترتفع حصيلة الضحايا بشكل كبير إذا استمر الصراع دون تدخل دولي فعّال.
محاولات إسرائيلية لتصفية الأونروا وسط انتقادات دولية
في خطوة تصعيدية، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تمرير قانونين لإنهاء عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الأراضي المحتلة. وتتهم إسرائيل بعض موظفي الوكالة بالتعاون مع حماس خلال الهجوم الذي شنته الأخيرة في أكتوبر 2023. وفي رد فعل سريع، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ من هذه الخطوة، محذرًا من أن إلغاء عمل الأونروا سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر في غزة والضفة الغربية، حيث تعتمد ملايين العائلات على المساعدات التي تقدمها الوكالة.
المجتمع الدولي يندد بالمحاولات الإسرائيلية ويطالب بالحفاظ على الأونروا
في جلسة استثنائية لمجلس الأمن، حذّر أعضاء المجلس من العواقب الوخيمة لأي محاولات لإيقاف عمل الأونروا. وفي كلمتها، أعربت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن "قلق بلادها العميق إزاء المساعي الإسرائيلية لتغيير وضع الأونروا"، مؤكدةً أن هذه الخطوة قد تعرقل التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين وتجرد الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية. كما اعتبر رئيس الأونروا، فيليب لازاريني، أن التشريع الإسرائيلي هو تحدٍ صارخ لإرادة المجتمع الدولي المعبر عنها في قرارات الأمم المتحدة.
كارثة إنسانية شاملة: البنية التحتية تحت الأنقاض والنزوح يتفاقم
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن البنية التحتية في قطاع غزة تعرضت لدمار شامل. فقد تم تدمير 92% من شبكة الطرق، فيما تضررت أكثر من 84% من المنشآت الصحية. ولم تسلم المرافق التعليمية من القصف، حيث تضررت 85% من المدارس، مما يعطل مستقبل آلاف الأطفال. كما تُظهر البيانات تدمير 68% من الأراضي الزراعية، وهو ما يهدد الأمن الغذائي في القطاع. ويعيش النازحون في ظروف صعبة، حيث اضطر 90% من سكان غزة إلى النزوح مرة واحدة على الأقل منذ بدء العدوان.