بين توحيد المؤسسات وحظر الأسلحة.. مجلس الأمن يبحث مستقبل ليبيا الغامض
ADVERTISEMENT
أكدت الولايات المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي دعمها الكامل لتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، معتبرة أن هذا التمديد هو مفتاح أساسي لتحقيق استقرار دائم في البلاد. وأشادت واشنطن بتعيين محافظ جديد للمصرف المركزي الليبي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعزز استقرار الاقتصاد الليبي، وتساهم في إعادة بناء الثقة في المؤسسات المالية.
واعتبرت الولايات المتحدة أن وجود إدارة مختصة في البنك المركزي سيُسهم في تعزيز الحوكمة المالية والشفافية، مشيرة إلى ضرورة توحيد ميزانية واحدة بين المناطق الشرقية والغربية لتأمين التوزيع العادل لعائدات النفط. كما حثت على تجنب الإجراءات الأحادية التي من شأنها تقويض الاستقرار الوطني.
روسيا تعارض التمديد وتدعو إلى حل شامل
على الجانب الآخر، عارضت روسيا بشدة تمديد ولاية البعثة الأممية لفترة أطول، معتبرة أن المرحلة الانتقالية في ليبيا طالت كثيرًا. وأوضح الممثل الروسي في مجلس الأمن أن الوضع في ليبيا يتفاقم بسبب وجود سلطة مزدوجة وتنافس بين مختلف القادة السياسيين، مشيرًا إلى أن الحل لن يأتي إلا من خلال عملية سياسية شاملة يقودها الليبيون بأنفسهم دون تدخل خارجي.
وأشار الممثل الروسي إلى أن التمديد غير المفيد لولاية البعثة قد يعرقل جهود إيجاد حلول حقيقية للأزمة، مؤكدًا أن أي تدخلات دولية يجب أن تأتي بالتنسيق مع الحكومة الليبية وأن تأخذ في الاعتبار الواقع السياسي المعقد.
بريطانيا تدعو إلى تسوية سياسية طويلة الأمد
من جانبها، دعت بريطانيا إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة تُمكّن ليبيا من استعادة استقرارها، مشيرة إلى أن الوضع الحالي يفتقر إلى الاستقرار الدائم. رحبت بريطانيا بالجهود المتواصلة التي تبذلها الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسات، وأكدت على ضرورة الإسراع بتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أسرع وقت ممكن.
الصين تدعو للاستفادة من عائدات النفط في تحسين المعيشة
أكدت الصين دعمها لاستئناف إنتاج وتصدير النفط في ليبيا، مشددة على أهمية استخدام عائدات النفط لتحسين الظروف المعيشية للشعب الليبي. وأشار ممثل الصين إلى ضرورة تعزيز الحوار بين الأطراف السياسية في ليبيا، محذرًا من أن الجمود السياسي الحالي قد يعرقل جهود التنمية ويؤثر سلبًا على الاقتصاد الليبي.
الأوضاع الأمنية وتوحيد المؤسسات العسكرية في المقدمة
تشكل الأوضاع الأمنية تحديًا رئيسيًا أمام جهود الاستقرار في ليبيا. أكدت الولايات المتحدة وروسيا أهمية توحيد المؤسسات العسكرية تحت قيادة واحدة، مشيرة إلى أن ذلك يمثل خطوة أساسية لتحقيق الاستقرار. وشددت الأطراف الدولية على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي الليبية كجزء من الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع.
على الرغم من الجهود المبذولة لتوحيد المؤسسات العسكرية، لا تزال الانقسامات الداخلية والعنف المتصاعد يُعقِّدان الوضع، وهو ما يجعل مسألة الأمن تحديًا أكبر يجب معالجته كجزء من أي تسوية سياسية.
وفي سياق متصل، نفى رئيس لجنة العقوبات الدولية، يامازاكي كازويوكي، اتخاذ أي إجراءات سلبية بشأن الأصول الليبية المجمدة. وأكد كازويوكي في إحاطته أن اللجنة ملتزمة تمامًا بدعم جهود الاستقرار في ليبيا، مشيرًا إلى أن أي تحركات بخصوص الأصول ستتم بالتنسيق الكامل مع الجهات الليبية وبما يتوافق مع القانون الدولي.
استقرار ليبيا مرهون بتسوية سياسية وأمنية شاملة
تُظهر المناقشات التي دارت في مجلس الأمن بشأن تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن هناك تباينًا واضحًا في المواقف الدولية حول كيفية تحقيق الاستقرار في البلاد. وفيما تواصل الولايات المتحدة وبريطانيا دعم جهود الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات، تؤكد روسيا على ضرورة إيجاد حل شامل يُجنب البلاد المزيد من التدخلات الخارجية.
ورغم التحديات الاقتصادية والأمنية الكبيرة، يبقى توحيد المؤسسات، بما في ذلك البنك المركزي والمؤسسة العسكرية، أمرًا حاسمًا لتحقيق مستقبل مستقر لليبيا. تتطلب هذه الجهود تنسيقًا مستمرًا بين القوى الإقليمية والدولية، إلى جانب حوار سياسي حقيقي بين الأطراف الليبية نفسها.