صراعات سياسية وشخصية|كتاب «حرب» يكشف أسرار البيت الأبيض.. بايدن يصف نتنياهو بـ «القذر» وبوتين «شرير» وبلينكن توسل لبايدن للتنحي
ADVERTISEMENT
كشف الصحفي المخضرم بوب ودورد في كتاب "حرب" كواليس ما يدور داخل البيت الأبيض ويمكن أن نقول عليها بحسب اسم الكتاب سلسلة من الحروب السياسية والشخصية تتم خلف الغرف المغلقة ولا يسمع عنها الرأي العام سواء المحلي أو العالمي سوي مقتطفات منها.
كتاب حرب يكشف المستور داخل البيت البيضاوي
الكاتب بوب اشتهر عبر العالم بـ "مفجر فضيحة ووترجيت" والتي أدت إلى استقالة الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون من منصبه، والتى عرفت حينها بأكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا عندما قرر الرئيس نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبني ووترجيت وكان المرشح للحزب آنذاك جورج ماكغفرن واستطاع البيت الأبيض تسجيل 64 مكالمة وانتهت بتقديم الرئيس نيكسون استقالته عام 1974.
يقدم لنا اليوم الكتاب والذي سيتم إصداره في 15 أكتوبر والذي حصلت شبكة CNN على سلسلة من الأحداث الصادمة من بينها مكالمات كانت بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفه بالعديد من الألفاظ والشتائم، وعلاقة الرئيس الأسبق دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتهديد سيد الكرملين باستخدام السلاح النووي وحصول الولايات المتحدة بحسب وصف الكاتب على كنز من المعلومات الاستخباراتية حول الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى جانب نصائح كامالا هاريس للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتخوفات من "اغتياله".
نتنياهو قذر وبوتين شرير!
شبكة CNN الإخبارية قدمت لمحات من الكتاب ففي أحد الفصول يقول بوب أن بايدن وصف نتنياهو في لقاء خاص مع أحد مساعديه خلال تصاعد وتيرة الحرب في غزة:"هذا الابن القذر، بيبي نتنياهو، هو رجل سيء. إنه رجل سيء للغاية!".
وقال بايدن عن نتنياهو في جلسة خاصة بعد دخول إسرائيل إلى رفح: "إنه كذاب لعين".
وبحسب الكاتب، صرخ بايدن في وجه نتنياهو في يوليو بعد أن قتلت غارة جوية إسرائيلية قائدا عسكريا بارزا في حزب الله وثلاثة مدنيين في بيروت: "بيبي، ماذا حدث؟"
وقال بايدن لنتنياهو: "أنت تعلم أن تصور إسرائيل في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد هو أنك دولة مارقة وممثل مارق".
ورد نتنياهو بأن الهدف كان "أحد الإرهابيين البارزين".
وقال نتنياهو "لقد رأينا فرصة واغتنمناها، وكلما زادت قوة الضربة كلما زادت فرص نجاحك في المفاوضات".
ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية علق بايدن قائلاً:"بوتين اللعين. بوتن شرير. نحن نتعامل مع نموذج الشر"
كما يكشف الكتاب أيضًا عن معلومات سرية حول المحادثات التي اجراها ترامب مع بوتين بشأن شحنة سرية من معدات اختبار كورونا وأرسلها الرئيس الأمريكي السابق إلى سيد الكرملين لاستخدامه الشخصي خلال ذروة الوباء، مشيراً إلى أنه كان هناك "ربما ما يصل إلى سبع مكالمات" بين ترامب وبوتين منذ مغادرة ترامب البيت الأبيض في عام 2021.
سيد الكرملين ابتلع أوكرانيا ويهدد باستخدام السلاح النووي
وضمن التفاصيل المثيرة التى تطرق لها الكاتب الصحفي بوب ودورد هو اعتقاد فريق الأمن القومي التابع لبايدن في مرحلة ما أن هناك تهديدًا حقيقيًا، بنسبة 50٪، بأن يستخدم بوتن الأسلحة النووية في أوكرانيا.
وكشف أيضاً أن الولايات المتحدة حصلت في الفترة التي سبقت الغزو الروسي على كنز من المعلومات الاستخباراتية من (داخل الكرملين)، والتي أظهرت "بشكل قاطع" في أكتوبر2021 أن بوتن لديه خطط لغزو أوكرانيا بـ 175 ألف جندي.
وبحسب قوله:" فكان الأمر كما لو أنهم دخلوا سراً إلى خيمة قائد العدو، وكانوا يتأملون الخرائط، ويتفحصون عدد وحركة الألوية والتسلسل المخطط بالكامل للغزو متعدد الجبهات".
في ديسمبر2021، واجه بايدن بوتن بالمعلومات الاستخباراتية مرتين، أولاً في مؤتمر عبر الفيديو، ثم في ما وصفه وودوارد بـ "مكالمة ساخنة لمدة 50 دقيقة" أصبحت ساخنة للغاية لدرجة أن بوتن "أثار في مرحلة ما خطر الحرب النووية بطريقة تهديدية".
ورد بايدن بتذكير بوتن بأن "الفوز" في حرب نووية أمر "مستحيل".
على الرغم من التحذيرات المتكررة، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة أن بوتن يعتزم الغزو بالفعل، حتى بعد أن أخبرته نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال اجتماع في فبراير 2022 في مؤتمر ميونيخ للأمن أن الغزو وشيك.
وقالت هاريس لزيلينسكي إنه يحتاج إلى "البدء في التفكير في أشياء مثل وضع خطة خلافة لإدارة البلاد في حالة القبض عليه أو قتله أو عدم قدرته على الحكم". وكتب وودوارد أنه بعد الاجتماع، قالت هاريس إنها كانت قلقة من أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يرونه فيها على الإطلاق.
كما يروي الكاتب تفاصيل محادثة هاتفية مثيرة بين وزير الدفاع لويد أوستن ونظيره الروسي سيرجي شويجو في أكتوبر 2022.
مكالمة هاتفية فاصلة بين دولتين نويتيين
وبحسب وودوارد، قال أوستن لوزير الدفاع سيرجي شويجو: "إذا فعلتم هذا، فسوف نعيد النظر في كل القيود التي كنا نعمل بموجبها في أوكرانيا. وهذا من شأنه أن يعزل روسيا على الساحة العالمية إلى درجة لا يمكن للروس أن يقدروها بالكامل".
ورد شويجو قائلا "لا يروق لي أن أتعرض للتهديد".
وقال أوستن، بحسب وودوارد: "سيدي الوزير، أنا قائد أقوى جيش في تاريخ العالم. أنا لا أطلق التهديدات".
وبعد يومين، طلب الروس مكالمة أخرى. وهذه المرة، زعم وزير الدفاع الروسي بشكل دراماتيكي أن الأوكرانيين كانوا يخططون لاستخدام "قنبلة قذرة" - وهي قصة كاذبة اعتقدت الولايات المتحدة أن الكرملين كان يروج لها كذريعة لنشر سلاح نووي.
وبحسب الكتاب، قال أوستن بحزم ردًا على ذلك: "نحن لا نصدقك. لا نرى أي مؤشرات على ذلك، وسيكتشف العالم ذلك".
وقال كولن كاهل، أحد كبار المسؤولين في البنتاجون، في وقت لاحق عن هذه الحادثة: "ربما كانت هذه اللحظة الأكثر إثارة للرعب في الحرب بأكملها".
ملعب الجولف وكوريا الشمالية
وذكر مؤلف الكتاب أيضًا عن قرار ترامب بالترشح للرئاسة مرة أخرى، بما في ذلك سلسلة من المحادثات مع حليفه وصديقه في لعبة الجولف، السيناتور ليندسي جراهام.
وقال جراهام "الذهاب إلى مار إيه لاغو يشبه إلى حد ما الذهاب إلى كوريا الشمالية، حيث يقف الجميع ويصفقون في كل مرة يأتي فيها ترامب".
ونُقل عن الجمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية قوله إن بايدن "فاز بشكل عادل" لكن ترامب "لا يحب سماع ذلك
وحث غراهام ترامب مرارا وتكرارا على المضي قدما في انتخابات 2020، وقال له إذا أعيد انتخابه، "فإن السادس من يناير لن يكون نعيك".
كما يوثق الكاتب المخضرم الصراعات الشخصية والسياسية التي واجهها بايدن، بما في ذلك ما وصفه بايدن بترامب في الخاص، ومكالمة هاتفية مفاجئة من الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وإحباط بايدن من أوباما، وندمه على اختياره للمدعي العام ميريك جارلاند.
ويقول الكاتب أن نادرًا ما يذكر بايدن اسم ترامب علنًا، ويشير إليه باعتباره "سلفي" أو "الرجل السابق"، إلا أنه في السر يناديه بـ "ذلك الأحمق اللعين".
وقبل غزو روسيا لأوكرانيا، اشتكى بايدن من أن أوباما لم يفعل ما يكفي لوقف بوتن في عام 2014، عندما غزا سيد الكرملين شبه جزيرة القرم.
وبحسب بوب قال بايدن لصديق له: "لقد أخطأوا في عام 2014، ولهذا السبب نحن هنا. لقد أخطأنا. لم يأخذ باراك بوتين على محمل الجد قط".
وأضاف بايدن: "لم نفعل شيئًا. لقد منحنا بوتين ترخيصًا لمواصلة ذلك!"، وكان بايدن غاضبًا: "حسنًا، سأسحب ترخيصه اللعين!"
بلينكن يتوسل بايدن للتنحي عن منصبه
كما تطرق الكتاب إلى كواليس ما حدث بعد المناظرة الكارثية التى دارت بين ترامب وبايدن وانتهت بانسحاب بايدن من السباق الرئاسي وإعطاء الشعلة لنائبته كامالا لتترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية وتحقيق النصر ضد ترامب. حيث دارت التساؤلات حول قدرة بايدن على البقاء في السباق البيت الأبيض والحزب الديمقراطي بعد أدائه الكارثي في المناظرة. وعلى مدى الأسابيع القليلة التالية، تمسك بايدن بموقفه وأصر على أنه لن ينسحب.
وأشار الكتاب أن بلينكين المعروف بولائه وعلاقته الوثيقة مع بايدن تناول القضية الحساسة خلال غداء خاص في الرابع من يوليو.
وقال بلينكين: "لا أريد أن أرى إرثك معرضًا للخطر. أي شخص يُكتب عنه يحصل على جملة واحدة. هذا هو الإرث. إذا قادك هذا القرار إلى البقاء والفوز بإعادة الانتخاب، فهذا رائع. إذا قادك إلى البقاء وخسارة إعادة الانتخاب، فهذه هي الجملة".
ثم سأل بلينكين بايدن: "هل تستطيع أن تتخيل نفسك تستمر في هذا المنصب لمدة أربع سنوات أخرى؟ عليك أن تجيب على هذا السؤال".
وعندما انسحب بايدن في 21 يوليو ، أيد هاريس على الفور، مما سمح لها بتعزيز الدعم الديمقراطي وتجنب الاقتتال الداخلي الفوضوي في الحزب.
وتذكر أيضًا كيف كان شعوره عندما لم يحصل على تأييد الرئيس.
وقال بلينكين، بحسب بوب: "أعتقد أن الأمر ربما يعود إلى شعور بايدن بأنه لم يحصل على ذلك من الرئيس أوباما في عام 2016. لقد شعر بخيبة أمل. لقد شعر، كما تعلمون، بصفته نائبًا للرئيس، أن هذا هو النظام الطبيعي".