عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

إسرائيل تؤكد مقتل الرجل الثاني في حزب الله.. ما تداعيات اغتيال هاشم صفي الدين؟

اغتيال هاشم صفي الدين
اغتيال هاشم صفي الدين

في إعلان رسمي يعد الأول من نوعه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، مقتل هاشم صفي الدين، الرجل الثاني في حزب الله ورئيس مجلسه التنفيذي، والذي كان يعتبر خليفة محتملاً لحسن نصر الله. جاءت هذه التصريحات بعد أسابيع من الضبابية حول مصير صفي الدين، الذي استُهدف في غارات جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية. وأكد نتنياهو في خطابه أن الجيش الإسرائيلي "نجح في اغتيال نصر الله وصفي الدين ووريثهما المحتمل"، مما يزيد من تصعيد التوترات بين إسرائيل وحزب الله.

تصعيد متزايد في الصراع مع حزب الله

هذا الإعلان يأتي في ظل تصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، والتي ازدادت حدتها بعد انضمام الحزب إلى القتال إثر هجوم 7 أكتوبر. وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في تصريح سابق أن صفي الدين كان من بين المستهدفين في سلسلة غارات استهدفت قيادات حزب الله في بيروت، مشيرًا إلى أن الحزب "بات بلا قدرات نارية كبيرة" بعد هذه الضربات.

نتنياهو يحرض اللبنانيين على حزب الله: "إنقاذ لبنان من الفوضى"

استغل نتنياهو مقتل صفي الدين لتحريض اللبنانيين على حزب الله، داعيًا إياهم إلى اتخاذ موقف ضد الحزب لإنقاذ بلدهم من الفوضى والمعاناة. وصرّح نتنياهو قائلاً: "لقد انسحبت إسرائيل من لبنان منذ 25 عامًا، ولكن الدولة التي تسيطر فعليًا على لبنان هي إيران عبر حزب الله". وأضاف أن حزب الله لا يهتم بمصلحة لبنان، بل يخدم الأجندة الإيرانية التي جعلت من لبنان "مخزنًا للأسلحة وقاعدة عسكرية متقدمة لإيران".

وتابع نتنياهو تحذيراته قائلاً: "إذا استمر حزب الله في محاربة إسرائيل على حساب اللبنانيين، فإن لبنان سيواجه مصيرًا مشابهًا لما يحدث في غزة من دمار ومعاناة". كما وجّه رسالة إلى الشعب اللبناني قائلاً: "أمامكم فرصة فريدة لاستعادة دولتكم وإعادتها إلى مسار السلام والازدهار"، محذرًا من أن حزب الله سيقود لبنان إلى "حرب طويلة تؤدي إلى المزيد من الفوضى والدمار".
 

رسالة إلى الشعب اللبناني: الخيار بأيديكم

في خطابه المتلفز، أرسل نتنياهو رسالة مباشرة إلى الشعب اللبناني، مشيرًا إلى أن لبنان يقف الآن على "مفترق طرق مهم"، داعيًا المواطنين إلى استغلال الفرصة لإبعاد حزب الله عن السلطة، قائلاً: "يمكنكم استعادة دولتكم وجعل لبنان مرة أخرى بلدًا آمنًا ومستقرًا"، وأضاف: "إذا لم تتحركوا الآن، فإن حزب الله سيستمر في جر لبنان إلى المزيد من الحروب العبثية".

نتنياهو حرص أيضًا على توجيه خطابه إلى الأمهات والآباء في لبنان، طالبًا منهم التفكير في مستقبل أبنائهم: "هل يستحق الأمر كل هذا؟ أنتم تستحقون أن تعيدوا للبنان أيام السلام والازدهار. لا تدعوا حزب الله يدمر مستقبلكم ومستقبل أطفالكم".

حزب الله في موقف ضعيف؟

تأتي تصريحات نتنياهو في وقت تشير فيه التقديرات الإسرائيلية إلى تراجع قوة حزب الله العسكرية بعد اغتيال عدد من قياداته، بما في ذلك صفي الدين، إلى جانب الخسائر المادية والبشرية التي تكبدها الحزب في النزاع مع إسرائيل. ومع تزايد الضغوط الدولية على إيران وحزب الله، يبدو أن إسرائيل تسعى لتعزيز موقفها الإقليمي من خلال إضعاف الحلفاء الإيرانيين في المنطقة.

ورغم هذا، فإن الصراع بين إسرائيل وحزب الله لا يزال متواصلاً، حيث يستمر الحزب في شن هجمات صاروخية على المدن الإسرائيلية. ومع تزايد هذا التصعيد، يبقى السؤال مطروحًا: هل يمكن أن يؤدي اغتيال صفي الدين إلى تقويض حزب الله، أم أن الحزب سيجد طرقًا لتعويض خسائره واستمرار القتال؟

تابع موقع تحيا مصر علي