بعد أنباء مقتله في غارة إسرائيلية.. من هو هاشم صفي الدين خليفة نصرالله المنتظر؟
ADVERTISEMENT
في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت فجر الجمعة استهدافًا جويًا غير مسبوق من قبل إسرائيل، وذلك في محاولة لتصفية هاشم صفي الدين، الرجل الثاني في حزب الله والمرشح الأبرز لخلافة زعيمه حسن نصرالله. ورغم عدم تأكيد الحزب أو إسرائيل للأنباء حول مقتله، إلا أن حجم الضربة التي تضمنت استخدام عشرات الأطنان من القنابل أثار تساؤلات عديدة حول مصير هذه الشخصية البارزة ودلالات استهدافها.
ضربة إسرائيلية قوية.. هل تحقق هدفها؟
أشارت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن الضربة الجوية استهدفت مقرًا تحت الأرض كان يتحصن فيه هاشم صفي الدين، مُرجحة نجاح العملية بناءً على المعلومات الأمنية المتاحة. وأضافت صحيفة "معاريف" أن العملية تمت بدقة عالية حيث استخدمت القنابل المتطورة لتدمير التحصينات الصلبة. إذا صحّت الأنباء، فإن هذه الضربة ستكون الأعنف منذ استهداف حسن نصرالله سابقًا، ما يعكس جدية التهديدات الإسرائيلية تجاه حزب الله.
من هو هاشم صفي الدين؟ الرجل الثاني في حزب الله وخليفة نصرالله المحتمل
وُلد هاشم صفي الدين في عام 1964 في بلدة دير قانون النهر الجنوبية بلبنان، وهو ابن خالة حسن نصرالله. تم إعداده منذ تسعينيات القرن الماضي لتولي القيادة في حال غياب نصرالله. درس في قم الإيرانية، حيث كوّن علاقات وثيقة مع القيادات الدينية والسياسية هناك، وهو ما عزز نفوذه داخل حزب الله وخارجه.
بصفته رئيسًا للمجلس التنفيذي في حزب الله، يُعتبر صفي الدين المسؤول المباشر عن إدارة مؤسسات الحزب المالية والاستثمارية، سواء في لبنان أو خارجه، مما جعله يحتل مكانة هامة في الهيكل التنظيمي للحزب. علاقته القوية بإيران وسوريا ودوره الحاسم في صناعة القرار داخل الحزب أكسبته لقب "ظل نصرالله"، حيث يصفه المراقبون بأنه القائد الذي يعمل خلف الكواليس لتنسيق الأنشطة السياسية والعسكرية للحزب.
علاقات عائلية متشابكة مع قادة إيران: مصاهرة سليماني
إلى جانب دوره السياسي والعسكري، فإن علاقاته العائلية تضيف له نفوذًا إضافيًا. صهره هو قائد الحرس الثوري الإيراني السابق، قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أميركية عام 2020. هذه العلاقة ازدادت عمقًا حين تزوج ابنه رضا من زينب سليماني، ابنة قاسم سليماني، ما يعزز الروابط بين حزب الله وإيران ويمد شبكة التحالفات بين الطرفين.
الضربة الإسرائيلية: تأثيرات داخلية وإقليمية
استهداف هاشم صفي الدين يعكس الرغبة الإسرائيلية في تقويض الهيكل القيادي لحزب الله ومنع وصول قيادة جديدة قادرة على الحفاظ على تماسك الحزب في ظل الظروف الحالية. ويأتي هذا التطور في وقت حساس، حيث يعاني لبنان من أزمة اقتصادية حادة وتوترات سياسية كبيرة، مما يزيد من تعقيد المشهد الداخلي.
هل يغير مقتل صفي الدين قواعد اللعبة؟
إذا تم تأكيد مقتل صفي الدين، فإن حزب الله سيواجه تحديًا كبيرًا في سد الفراغ الذي سيتركه قائد بحجم ونفوذ صفي الدين. يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات داخلية في الحزب، خاصة أن صفي الدين كان الشخصية الأبرز لوراثة زعامة الحزب من نصرالله. كما يمكن أن تؤدي هذه العملية إلى تصعيد عسكري بين إسرائيل وحزب الله، في ظل رغبة الحزب في الانتقام والتأكيد على بقائه قوياً.
ماذا ينتظر حزب الله بعد اغتيال صفي الدين المحتمل؟
الضربة الإسرائيلية التي استهدفت هاشم صفي الدين قد تكون نقطة تحول في صراع طويل الأمد بين إسرائيل وحزب الله. وبينما يستمر الغموض حول مصيره، فإن الأسئلة الكبرى تظل حول قدرة الحزب على تجاوز هذه الضربة وحماية قيادته في المستقبل، لا سيما في ظل استمرار الضغوط الإقليمية والدولية على التنظيم. أي رد فعل قوي من الحزب قد يفتح فصلًا جديدًا من التصعيد في المنطقة.