عام على اندلاع الحرب.. أبو عبيدة يتوعد إسرائيل بمعركة طويلة ونتنياهو يتعهد بإعادة الرهائن
ADVERTISEMENT
مع مرور عام على اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر من العام الماضي، تصاعدت حدة الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، وسط تبادل مكثف للهجمات الصاروخية والغارات الجوية. وفي هذا السياق، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن قصف تل أبيب برشقة من الصواريخ، فيما أكدت المصادر الإسرائيلية إطلاق 14 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه المناطق الإسرائيلية.
أبو عبيدة يتعهد باستنزاف إسرائيل
في خطاب هو الأول منذ شهور، أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، أن الحركة عازمة على استنزاف إسرائيل في "معركة طويلة ومؤلمة" طالما استمرت العمليات الإسرائيلية ضد غزة. وفي إشارة إلى العمليات العسكرية الأخيرة، أكد أبو عبيدة أن هذه المعركة ستكلف إسرائيل ثمنًا باهظًا، مشددًا على أن الحركة ستواصل المقاومة مهما تصاعدت الهجمات.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لعدة بلدات شمالي القطاع، منها بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا. وفي الوقت نفسه، استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
نتنياهو يتعهد بإعادة الرهائن
من جانبه، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة جميع الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفتهم حماس خلال الهجمات. وأكد نتنياهو أن هذه القضية تشكل أولوية قصوى لحكومته، وأنه سيبذل كل ما في وسعه لضمان عودة المختطفين.
كما أشار أبو عبيدة إلى أن حركة حماس لا تزال تحتفظ بعدد من الرهائن الإسرائيليين، مؤكدًا أن "ما حدث مع الرهائن الست في رفح قد يتكرر"، في إشارة إلى احتمال حدوث عمليات أخرى مشابهة إذا لم تلب إسرائيل مطالب المقاومة الفلسطينية.
تصاعد العنف وتزايد الخسائر البشرية
مع استمرار التصعيد العسكري، يتزايد عدد الضحايا بين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، بلغت حصيلة الضحايا في قطاع غزة منذ بدء الحرب 41,870 قتيلًا و97,166 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء. وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل نحو 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى اختطاف 251 رهينة.
وفي أحدث تطورات الصراع، أفادت مصادر محلية في غزة عن قصف مكثف على مدينة رفح ومخيم البريج، حيث تتعرض تلك المناطق لهجمات عنيفة من الطائرات الحربية والدبابات الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، تستمر كتائب القسام في قصف المدن الإسرائيلية، حيث أعلنت عن استهداف مواقع عسكرية في معبر رفح وكرم أبو سالم.
التوترات الإقليمية والدعم لحماس
على المستوى الإقليمي، أشاد أبو عبيدة بالدعم الذي تتلقاه حماس من حلفائها في لبنان والعراق واليمن، معتبرًا أن هذا التضامن يعزز قوة المقاومة ضد إسرائيل. كما أشاد بالحراك الشعبي في اليمن ودعا إلى مزيد من التضامن العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية.
هل تتصاعد الحرب إلى مواجهة إقليمية؟
مع تصاعد وتيرة العنف والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحماس، يتزايد القلق من أن تتوسع هذه الحرب إلى مواجهة إقليمية أوسع. التصريحات الإيرانية الأخيرة حول "كسر قواعد اللعبة" مع إسرائيل وتكثيف الهجمات على الأهداف الإسرائيلية، تزيد من تعقيد الموقف، وتفتح الباب أمام احتمالات تصعيد جديدة قد تشمل أطرافًا أخرى في المنطقة.
عام على السابع من أكتوبر، هل تشهد المنطقة تصعيدًا جديدًا؟
مع دخول الحرب عامها الثاني، يبقى الصراع مفتوحًا على جميع الاحتمالات. الهجمات المتبادلة والتصريحات المتشددة من كلا الجانبين تعكس مستوى عالٍ من التوتر الذي قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد. ومع استمرار حماس في التأكيد على استراتيجيتها لاستنزاف إسرائيل، واستعداد نتنياهو لردود فعل قوية، يبدو أن المنطقة قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع.