مواطنة بريطانية توصي نجلها بالدفن في مصر: عايزة أعيش حياتي الآخرة في أم الدنيا
ADVERTISEMENT
في حادثة غريبة شهدها معبد أبوسمبل الأثري في أسوان، تمكن رجال الأمن من إحباط محاولة سائح أجنبي دفن رفات والدته في أرضية المعبد.
أمن معبد أبوسمبل يوقف سائحًا حاول دفن رفات والدته داخل المعبد
جاء ذلك أثناء دخول السائحين للزيارة، حيث أثار صندوق صغير كان يحمل في يده شكوك رجال الأمن الذين قاموا بتفتيشه.
السائح، الذي يحمل الجنسية البريطانية، كان قد جلب الرفات معه من إنجلترا بعد وفاة والدته قبل عام، وكان ينوي تنفيذ وصيتها بدفنها في مصر، عند الفحص، عثر الأمن على برطمان يحتوي على رفات والدته، مما أثار قلقهم حيال محتويات الصندوق.
تعهد بعدم تكرار مثل هذه الواقعة داخل المواقع الأثرية المصرية
وبعد إبلاغ الأثرى فهمى الأمين، القائم بأعمال مدير عام آثار أسوان والنوبة، والدكتور أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وقد أُلزم السائح بتعهد بعدم تكرار مثل هذه الواقعة داخل المواقع الأثرية المصرية، كما تم إبلاغ شرطة السياحة والآثار للتعامل مع الحادث.
هذه الواقعة تُبرز أهمية الإجراءات الأمنية في المواقع الأثرية، حيث تضمن حماية التراث الثقافي ومنع أي انتهاكات قد تُضر بالمعالم التاريخية.
معبد أبوسمبل الأثري رمز من رموز الحضارة المصرية القديمة
يعتبر معبد أبوسمبل واحدًا من أبرز المعالم الأثرية في مصر، حيث يقع في جنوب البلاد بالقرب من الحدود مع السودان. تم بناء هذا المعبد في القرن الثالث عشر قبل الميلاد خلال حكم الفرعون رمسيس الثاني، ويتميز بجمال تصميمه وروعة نقوشه التي تجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة.
تأسس معبد أبوسمبل في عام 1264 قبل الميلاد كجزء من جهود رمسيس الثاني لتعزيز سلطته وإظهار قوته أمام أعدائه، خصوصًا بعد معركة قادش الشهيرة. تم نحت المعبد في الصخر، مما جعله واحدًا من أعظم الإنجازات المعمارية في التاريخ. يشمل المعبد معبدًا رئيسيًا يُعرف بمعبد "رمسيس الثاني" ومعبد آخر يُعرف بمعبد "نفرتاري"، الذي شُيد تكريمًا للملكة نفرتاري زوجة رمسيس الثاني.
تتكون واجهة المعبد من أربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني، يصل ارتفاع كل منها إلى حوالي 20 مترًا. وتظهر هذه التماثيل الملك في وضعية الثبات، مع تعبيرات وجه تعكس القوة والعظمة. وبجانبها، توجد تماثيل أصغر تمثل أفراد الأسرة الملكية، بما في ذلك الملكة نفرتاري.
يحتوي المعبد من الداخل على مجموعة من الغرف والسراديب، حيث تم نقش جدرانه برسومات توضح مشاهد من حياة الملك ومعاركه، بالإضافة إلى مشاهد دينية تعكس معتقدات المصريين القدماء. كما يحتوي المعبد على معبد صغير مخصص للإلهة حتحور، والتي تُعتبر إلهة الحب والجمال.
الحماية والترميم
على مر العصور، تعرض معبد أبوسمبل لعدة تهديدات، بما في ذلك التآكل الطبيعي والفيضانات. في الستينيات من القرن الماضي، تم تنفيذ مشروع إنقاذ ضخم بعد بناء سد أسوان الذي كان سيغمر المعبد. تم نقل المعبد بالكامل إلى مكان أعلى على الجرف، وهو مشروع معقد عكس الجهود العالمية للحفاظ على التراث الثقافي.
يعتبر معبد أبوسمبل اليوم واحدًا من أشهر الوجهات السياحية في مصر، حيث يجذب آلاف الزوار سنويًا. كما أنه مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويُعتبر رمزًا للفخر المصري ولإنجازات الحضارة القديمة.
تحتوي المنطقة المحيطة بالمعبد على عدد من المعالم الأخرى، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق التاريخ والثقافة. تتوفر جولات سياحية في المعبد، حيث يمكن للزوار استكشاف تاريخه الغني ومعمارته المذهلة.
معبد أبوسمبل ليس مجرد معلم سياحي، بل هو شاهد حي على عظمة الحضارة المصرية القديمة وعبقرية الإنسان في مواجهة التحديات. يبقى هذا المعبد رمزًا للأمل والخلود، ويعكس الإبداع الفني والمعماري الذي يتمتع به الشعب المصري منذ آلاف السنين.