الجيش اللبناني أم حزب الله: من يدافع عن لبنان في مواجهة إسرائيل؟
ADVERTISEMENT
يشهد لبنان حاليًا واحدة من أسوأ الأزمات السياسية والاقتصادية في تاريخه، مع غياب رئيس الجمهورية وتدهور الوضع المالي للدولة. هذه الأزمة تؤثر بشكل مباشر على كافة المؤسسات الحيوية في البلاد، بما في ذلك الجيش اللبناني، الذي بات دوره مثار جدل في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة بين حزب الله وإسرائيل.
الجيش اللبناني: انقسام داخلي وصراع على القيادة
في قلب هذه الأزمة السياسية، تصدرت الخلافات حول تمديد فترة رئاسة قائد الجيش اللبناني، الجنرال جوزيف عون، الساحة السياسية في لبنان. أثارت هذه القضية توترات بين القوى السياسية المختلفة، وخاصة بين وزير الدفاع المؤقت موريس سليم وعدة أطراف أخرى، حيث يرفض سليم الاعتراف بتمديد ولاية عون دون توقيعه، معتبرًا ذلك تعديًا على صلاحياته. تدخلت أطراف دولية لدعم تمديد ولاية عون، مشيرة إلى أهمية استقرار القيادة العسكرية في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة
إلى جانب ذلك، أثار غياب رئيس الجمهورية وتباطؤ العملية السياسية في تعيين رئيس جديد فراغًا دستوريًا أدى إلى تصاعد الانقسامات الداخلية، حيث تجد الأحزاب السياسية نفسها متنازعة بين ضرورة تأمين قيادة عسكرية مستقرة وبين ضغوط الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تضرب البلاد
الاقتصاد المنهار: تأثير الأزمة على قدرات الجيش
تفاقمت الأزمة الاقتصادية في لبنان منذ سنوات، لتصل ذروتها مع انهيار الليرة اللبنانية، حيث بلغ معدل التضخم مستويات غير مسبوقة، ما أثر بشكل كبير على قدرة الدولة على تأمين احتياجاتها الأساسية. لم يسلم الجيش اللبناني من هذه الأزمة، إذ يعاني من نقص في التمويل والموارد، ما أدى إلى تدهور مستوى الجاهزية العسكرية وتراجع قدرته على تأمين حدوده أو التصدي للتحديات الأمنية المتزايدة.
هل الجيش اللبناني قادر على الدفاع عن لبنان؟
في ظل هذه الأزمة الاقتصادية والسياسية، يجد الجيش اللبناني نفسه أمام تحديات ضخمة تتعلق بقدرته على مواجهة التهديدات الخارجية. تفتقر المؤسسة العسكرية إلى الدعم المالي الكافي، فيما يستمر حزب الله في تولي زمام الأمور في مواجهة إسرائيل، مما يعزز من تساؤلات حول فعالية الجيش اللبناني في التصدي لأي عدوان إسرائيلي مستقبلي.
لكن الجيش يلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على الاستقرار الداخلي، حيث يركز على منع تصاعد التوترات بين الفصائل السياسية والطائفية المختلفة. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية الكبيرة، يظل الجيش الضامن الرئيسي للأمن الداخلي، على الأقل في الوقت الراهن
مستقبل غامض: بين التحديات الداخلية والخارجية
لبنان اليوم يواجه مستقبلاً غامضًا، حيث تجد مؤسساته الحيوية نفسها محاصرة بين ضغوط الأزمات الاقتصادية والسياسية، وفي ظل غياب الدعم الدولي الكافي، تتصاعد المخاوف من أن تتدهور الأوضاع بشكل أكبر، مما يهدد استقرار البلاد بالكامل.
الجيش اللبناني، رغم كل ما يواجهه من تحديات، يظل القوة الوحيدة التي تحاول تأمين البلاد داخليًا في ظل تصاعد التوترات على حدوده الجنوبية مع إسرائيل، وفي غياب حل سياسي شامل.