رئيس الوزراء اللبناني: 1.2 مليون نازح تحت القصف الإسرائيلي وأزمة إنسانية تلوح في الأفق
ADVERTISEMENT
أعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن حوالي 1.2 مليون لبناني نزحوا خلال الأيام القليلة الماضية بسبب الهجمات الإسرائيلية العنيفة على المناطق الجنوبية للبلاد.
وفقا لعدد من التقارير الصحفية، أوضح ميقاتي أن عمليات النزوح الجماعي تمت بشكل سريع وغير مسبوق، مشيرًا إلى أن لبنان يواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة اللبنانية تسعى جاهدة لتأمين احتياجات النازحين، لكن التحديات ضخمة بسبب الطبيعة المفاجئة والكبيرة لحجم الكارثة.
حزب الله يرد على العدوان بالصواريخ ويزيد التوتر في المنطقة
وفي الوقت الذي يستمر فيه العدوان الإسرائيلي، أعلن حزب الله اللبناني عن استهدافه لتجمع لجنود الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ بين مسجاف عام وكفر جلعادي، مؤكدًا أنه حقق إصابات مباشرة في صفوف القوات الإسرائيلية.
وقد تصاعدت الأحداث بعد أن دوّت صفارات الإنذار في عدة مستوطنات إسرائيلية على طول الحدود الشمالية، بما فيها أفيفيم ومستوطنات الجليل، مما أدى إلى حالة من الذعر والتوتر الشديد في أوساط السكان.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في سياق رد حزب الله على الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية، مما يزيد من احتمالية نشوب مواجهة عسكرية واسعة النطاق بين الطرفين في المستقبل القريب.
وزير البيئة يحذر: المؤسسات الصحية في خطر
في جانب آخر من الأزمة، كشف وزير البيئة اللبناني ورئيس لجنة خطة الطوارئ والكوارث ناصر ياسين عن تهجير 600 من عمال أكبر مستشفى في لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي.
وفي تصريحات لموقع تحيا مصر، أشار ياسين إلى أن هذه الكارثة تشكل تحديًا كبيرًا للمؤسسات الصحية في البلاد، حيث يتعرض الأطباء والعاملون في القطاع الصحي للخطر الشديد.
وأضاف أن استمرار هذا الوضع سيعني كارثة إنسانية أعمق بكثير من تلك التي شهدها لبنان في حرب 2006، حيث إن الأوضاع الحالية تتفاقم بوتيرة أسرع وتؤثر على جميع المناطق اللبنانية.
التهجير أسرع وأوسع من حرب 2006
أوضح وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين أن حجم النزوح الحالي يفوق بكثير ما شهده لبنان خلال حرب 2006.
وأضاف أن عمليات التهجير الحالية تتم بسرعة فائقة، وقد طالت جميع مناطق البلاد بشكل متزامن، وهو ما لم يحدث من قبل في الصراعات السابقة.
وأشار ياسين إلى أن الحكومة تتعرض لضغوط هائلة بسبب التهجير الجماعي الذي شمل ربع السكان خلال ساعات قليلة فقط، مما يتطلب جهودًا غير عادية لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين.
المنظمات الإنسانية تستعد لفصل الشتاء وسط أزمة معقدة
وأشار ياسين إلى أن الحكومة اللبنانية وضعت سيناريوهات متعددة لتخفيف حدة الأزمة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي يزيد من تعقيد الأوضاع.
وأضاف أن العديد من النازحين قد توجهوا إلى المناطق الجبلية بحثًا عن الأمان، إلا أن الظروف المناخية في تلك المناطق تتطلب تجهيزات خاصة، مثل الملابس الشتوية والتدفئة، وهو ما يضع الحكومة والمنظمات الإنسانية أمام تحديات كبيرة لتلبية هذه الاحتياجات الملحة.
وأكد وزير البيئة أن التنسيق مع المنظمات الدولية يجري على قدم وساق لضمان توفير المساعدات الضرورية للأهالي المتضررين، مشيرًا إلى أن الأزمة الحالية قد تستمر لفترة أطول مما كان متوقعًا في ظل غياب الحلول السياسية.
لبنان في مفترق طرق بين التصعيد والحلول الدبلوماسية
مع تزايد حدة النزاع وتصاعد المواجهات العسكرية، يبقى لبنان في مفترق طرق بين التصعيد الشامل والبحث عن حلول دبلوماسية تنقذ البلاد من الغرق في صراع إقليمي أوسع.
وتبقى الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في لبنان أكثر هشاشة من أي وقت مضى، حيث يحتاج لبنان إلى دعم دولي عاجل لمواجهة هذه الكارثة المتفاقمة.
وسط هذه الأوضاع، تظل الأنظار متجهة نحو الساحة الدولية ومدى قدرتها على التدخل لاحتواء الأزمة ومنع تحول لبنان إلى ساحة حرب جديدة في الشرق الأوسط.