الأمين العام للجامعة العربية: يجب وقف آلة القتل الإسرائيلية فورًا وتحقيق السلام العادل
ADVERTISEMENT
شارك الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم الخميس، في جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي لأعضاء مجلس الأمن وترويكا القمة العربية على المستوى الوزاري، التي عُقدت في مقر الأمم المتحدة بنيويورك. وخلال الجلسة، التي ترأستها السيدة تانيا فاجون، نائب رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا، أكد أبو الغيط أن الأوان قد آن لتدخل المجتمع الدولي بشكل حاسم لفرض حل الدولتين، مشيرًا إلى أن الأزمة الفلسطينية لم تعد تحتمل المزيد من المماطلة وأن الحلول الجزئية لم تعد مجدية في ظل تزايد التوترات والمأساة المستمرة.
الوضع العربي في مفترق طرق: نداء عاجل للمجتمع الدولي
في كلمته خلال الجلسة، أشار أبو الغيط إلى أن المنطقة العربية تقف على "مفترق طرق خطير"، في ظل استمرار العنف الإسرائيلي المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني. وأوضح أن هناك مسؤولية ملحة تقع على عاتق مجلس الأمن والمجتمع الدولي لوقف "آلة القتل والتدمير" الإسرائيلية، والتي تؤدي يوميًا إلى فقدان مزيد من الأرواح وتدمير مزيد من الممتلكات. وأضاف أن فرض حل الدولتين وفقًا للمحددات الدولية المعروفة والتي تم التوافق عليها منذ أكثر من ثلاثين عامًا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد أن الوقت قد حان لإنهاء "السياسات الأحادية" التي تقوم بها إسرائيل، والتي تتصرف وكأنها "فوق القانون وخارج ولاية مجلس الأمن". وشدد على أن الوضع الراهن لا يمكن استمراره في ظل غياب أي أفق سياسي لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
المأساة الفلسطينية مستمرة منذ عقود: العودة إلى أكتوبر لا تمثل الحل
أوضح أبو الغيط أن المأساة الحالية لم تبدأ في السابع من أكتوبر الجاري، بل هي نتيجة لعقود من الصراع وعدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وأضاف أن العودة إلى الوضع الذي كان سائدًا قبل أكتوبر لن تمثل حلًا لأي طرف، مشيرًا إلى أن هذا الوضع لن يجلب الأمن ولا السلام سواء للفلسطينيين أو للإسرائيليين.
وأشار إلى أن إسرائيل تتعامل بشكل متكرر وكأنها خارج إطار القانون الدولي، ما يعزز التوترات في المنطقة ويزيد من احتمالات اندلاع مواجهات جديدة. وتابع بأن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته، ولا يمكنه الاستمرار في تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني.
من الأقوال إلى الأفعال: ضرورة تنفيذ حل الدولتين
في ختام كلمته، أكد أبو الغيط على أن الحديث عن السلام لم يعد كافيًا، بل يجب الانتقال إلى مرحلة التنفيذ. ودعا المجتمع الدولي إلى التحلي بالشجاعة والجرأة للانتقال من الأقوال إلى الأفعال من خلال تنفيذ حل الدولتين على أرض الواقع، مشددًا على أن هذا الحل هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة.
وأضاف أن تحقيق هذا الحل يتطلب تعاونًا دوليًا جادًا، يستند إلى أسس القانون الدولي والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن، وخاصة تلك المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
تعزيز التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية: شراكة لتحقيق السلام
أشاد أبو الغيط في كلمته بأهمية تعزيز التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية لحل الأزمات الإقليمية، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية تعمل باستمرار على دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة. وأضاف أن هذا التعاون هو المفتاح لتحقيق التقدم المنشود في حل القضايا العالقة، وخاصة القضية الفلسطينية التي تُعد القضية المركزية للعالم العربي.
وأكد أبو الغيط أن تنفيذ رؤية حل الدولتين هو الخطوة الحاسمة لضمان استقرار المنطقة، ودعا المجتمع الدولي إلى عدم الانتظار أكثر من ذلك، مؤكدًا أن الأجيال الحالية والمقبلة تستحق العيش في عالم خالٍ من الصراعات والاحتلال.