طاقة نظيفة تعزز الاستدامة بعد 12 عامًا.. اكتمال التشغيل لمحطة براكة للطاقة النووية
ADVERTISEMENT
استعرض تقرير تلفزيوني، ببرنامج "اقتصاد مصر" الذي يقدمه الإعلامي أحمد أبو طالب، على قناة أزهري، تقريرًا عن اكتمال التشغيل التجاري لمحطة "براكة" والتي تعمل بنظام الطاقة النووية، الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
محطة براكة تتكون من أربعة مفاعلات نووية
وبحسب التقرير التلفزيوني، فإن محطة براكة هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات، واليت تعمل بنظام الطاقة النووية، حيث تمثل تطوراً هاماً في استخدام الطاقة النووية السلمية، تقع المحطة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، على بعد حوالي 53 كلم جنوب غرب مدينة الرويس، وتطل على الخليج، وفق ما نقله موقع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية.
وأشار التقرير إلى أن محطة براكة تتكون من أربعة مفاعلات نووية من طراز "APR1400"، وهي تقنية متقدمة تهدف إلى تحسين الأمان والكفاءة في إنتاج الطاقة. عند تشغيلها بالكامل، ستتمكن المحطة من تلبية نحو ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء، مما يعزز تنوع مصادر الطاقة في الدولة ويقلل الاعتماد على المصادر التقليدية.
وبدأت الأعمال الإنشائية في محطة براكة، في يوليو عام 2012، بعد استكمال التصاريح المطلوبة من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وهيئة البيئة في أبوظبي. وقد تم منح رخصتين، في يوليو عام 2010: واحدة لتحضير الموقع وأخرى للإنشاءات المحدودة، مما أتاح البدء في بناء البنية التحتية غير المرتبطة بالمفاعلات، مثل الشوارع ومباني الإدارة، وتصنيع وتجميع بعض المكونات الأساسية.
تلعب محطة براكة دوراً كبيراً في دعم الأهداف البيئية والطاقوية لدولة الإمارات. من المتوقع أن تساهم المحطة في تقليص الانبعاثات الكربونية بنحو 22 مليون طن سنوياً، وهو ما يعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرقات.
تقليص الانبعاثات الكربونية بنحو 22 مليون طن سنوياً
هذه الخطوة تعزز جهود الدولة في تقليل البصمة الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية، كما ستوفر المحطة 25 في المئة من احتياجات الدولة من الكهرباء، مما يجعلها أكبر مصدر للطاقة النظيفة في المنطقة.
أهمية الطاقة النووية السلمية
تُعتبر الطاقة النووية السلمية واحدة من أهم مصادر الطاقة الحديثة التي تساهم في تلبية احتياجات العالم المتزايدة من الطاقة، مع التركيز على تقليل الآثار السلبية على البيئة. في ظل التحديات البيئية التي تواجهها البشرية، تبرز الطاقة النووية كحل فعال ومُستدام للعديد من المشاكل المرتبطة بإنتاج الطاقة.
1. مصدر طاقة نظيف
تتميز الطاقة النووية بأنها تُنتج كميات كبيرة من الطاقة دون انبعاثات غازية ضارة، مثل ثاني أكسيد الكربون. بينما يعتمد العالم بشكل كبير على الوقود الأحفوري الذي يُسهم في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، يمكن للطاقة النووية أن تلعب دورًا حيويًا في تحقيق الأهداف البيئية وتقليل البصمة الكربونية.
2. كفاءة عالية
تُعتبر الطاقة النووية من أكثر مصادر الطاقة كفاءة. حيث يُمكن لمحطة نووية واحدة أن تُنتج طاقة تعادل عدة محطات كهرباء تعمل بالغاز أو الفحم. ذلك يعني أن الطاقة النووية قادرة على تلبية احتياجات الطاقة لملايين السكان في الوقت نفسه، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لدعم التنمية الاقتصادية.
3. استدامة الموارد
تُستخدم الطاقة النووية وقود اليورانيوم، الذي يمكن استغلاله بشكل فعال لفترات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن إعادة تدوير الوقود النووي المستخدم، مما يُقلل من كميات النفايات النووية. يُعتبر ذلك تطورًا إيجابيًا يساهم في تحقيق الاستدامة البيئية.
4. توفير الأمن الطاقي
في عالم يعتمد بشكل متزايد على الطاقة المتجددة، تظل الطاقة النووية خيارًا استراتيجيًا لضمان توفر الطاقة. تُساعد الطاقة النووية في تقليل الاعتماد على واردات الطاقة وتقوية الاقتصاد الوطني من خلال تأمين احتياجات الطاقة المحلية.
5. التقدم التكنولوجي والبحث العلمي
تُسهم الطاقة النووية في دفع عجلة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي. فتقنيات مثل الطاقة النووية المتقدمة والتكنولوجيا الحديثة للتخلص من النفايات النووية تُعزز من فرص الابتكار وتطوير حلول جديدة لمشاكل الطاقة.
6. التحديات والمخاطر
رغم فوائدها، تواجه الطاقة النووية تحديات كبيرة، بما في ذلك المخاطر المرتبطة بالسلامة النووية، وموضوع النفايات النووية، والقلق العام حول استخدام الطاقة النووية. ومع ذلك، فإن التقدم في تكنولوجيا الأمان وتحسين العمليات التشغيلية يُساهم في تقليل هذه المخاطر بشكل كبير.
خاتمة
في الختام، تمثل الطاقة النووية السلمية خيارًا محوريًا في مواجهة تحديات الطاقة العالمية. يتطلب تحقيق أقصى استفادة من هذه الطاقة التزامًا قويًا بتطوير التكنولوجيا، وتعزيز الأطر التنظيمية، وتحسين التوعية العامة حول فوائدها ومخاطرها. من خلال الجهود المشتركة، يمكن للطاقة النووية أن تُسهم في تحقيق مستقبل طاقي أكثر استدامة وأمانًا.