عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

مناورة سياسية أم تهديد حقيقي.. هل إسرائيل جادة بغزو لبنان؟

 علم لبنان
علم لبنان

تطورات خطيرة تشهدها الساحة اللبنانية، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية عسكرية تحت مسمي "سهام الشمال"، مستهدف خلالها مواقع حزب الله بغرض إجباره على وقف الهجمات ضد الدولة العبرية. 

لبنان بين مطرقة إسرائيل وسندان حزب الله

على المستوى الميداني، عمدت إسرائيل على رفع مستوى التصعيد العسكري مع حزب الله وبدأت تدريجياً بشن عمليات سيبرانية لشل والإضرار بشكل كبير بعملية التواصل بين عناصر الحزب، كما أن عملية تفخيخ اجهزة الاتصال والتي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها بشكل صريح عنها، أدت إلى إصابة نحو 1500 شخص من حزب الله اوقفتهم عن الخدمة نظراً للإصابات الحرجة التي تعرضوا لها فقد البعض خلالها عيونه أو أيديهم. 

ثم شنت هجوم جديد استهدف قيادات وحدة الرضوان وقتل خلالها 16 عنصر بينهم قيادي الوحدة العسكرية التابعة لحزب الله. 

واليوم تواصل إسرائيل في غاراتها الجوية على لبنان لاسيما منطقة الجنوب، مستهدفا القواعد التابعة لحزب الله بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي، ومخلفاً خسائر كبيرة لحزب الله.

ومتابعة للتطورات الدراماتيكية في لبنان، وسط ترقب دولي وإقليمي من تباعيات هذا التصعيد الإسرائيلي،شن حزب الله العديد من الهجمات الصاروخية على إسرائيل من بينها مقر الموساد إلا أن على المستوى الفعلي لم تسبب أضرار كبيرة مقارنة بما تكبده الحزب المدعوم من إيران. 

إسرائيل تهدد بغزو لبنان

ومع استمرار الضربات الإسرائيلية على لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي استدعاء 10 آلاف جندي احتياط، تمهيداً كما أعلن على لسان قيادتها العسكرية لشن غزو بري على الدولة اللبنانية. 

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي خلال تفقده لمناورة في المنطقة الشمالية: “لا نتوقف. الطائرات تهاجم على مدار المدار اليوم ونستعد للمناورة البري.. نهاجم طيلة النهار. وذلك من أجل تحضير الساحة تمهيدًا لاحتمال دخولكم ومن أجل مواصلة ضرب حزب الله على حد سواء".

وأضاف:" لقد وسّع حزب الله اليوم دائرة نيرانه. وسيلقى ذلك ردًا قويًا للغاية في وقت لاحق من هذا اليوم. فأنتم ستتخذون الإجراءات استعدادًا لذلك".

وتابع قائلاً:" الغارات الجوية ستتواصل من أجل تدمير البنية التحتية لحزب الله.. لن نتوقف. سنواصل مهاجمتهم وإيذاءهم في كل مكان".

ومضى يقول بلهجة تشجيعية: "أنتم قادمون أقوى منهم بكثير، وأكثر خبرة منهم بكثير، ادخلوا ودمروا العدو هناك واذهبوا لتدمير البنية التحتية".

يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه قصف 60 هدفاً لأجهزة استخبارات حزب الله في لبنان، مشيراً إلى أنه دمر أدوات لجمع المعلومات ومراكز قيادة وبنى تحتية أخرى يستخدمها العدو".

و أكد أيضاً أنه قصف الأربعاء أكثر من 280 هدفا لحزب الله في لبنان، وقال في بيان إنه:" إثر إطلاق حزب الله مقذوفات عديدة من لبنان، قام الجيش بضرب قاذفات استخدمت لإطلاق المقذوفات، إضافة إلى أهداف إرهابية أخرى بلغ مجموعها أكثر من 280 هدفاً لحزب الله". 

مع استمرار التصعيد الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية، وتحويل حملتها العسكرية ضد حزب الله، والتلويح بورقة الغزو البري للبنان، وسط تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، هذا النهج الإسرائيلي يضع العديد من التساؤلات حول جدية تل أبيب في فتح جبهة قتالية جديدة! 

لبنان بين المناورة السياسية والتهديد العسكري 

فهل إسرائيل لديها القدرة على شن عملية عسكرية برية والدخول إلى الأراضي اللبنانية وخوض (حرب شوارع) مع حزب الله؟ وهل ستنجح قدراتها التكنولوجية في ردع الحزب المدعوم من إيران؟ فإذا لم تستطيع تحقيق ذلك مع حماس في غزة رغم الخسائر البشرية التي تكبدها القطاع فهل ستنجح مع حزب الله الذي يمتلك ترسانة من الصواريخ؟! وهل تهدف إسرائيل من خلال التلويح بورقة الغزو العسكري إجبار حماس على الموافقة على صفقة الأسرى؟! 

وعلى المستوى السياسي هل إسرائيل ونتنياهو بالأخص على استعداد للتضحية بمصيره السياسي لخوض هذه الحرب مع حزب الله؟ هل الدولة العبرية مستعدة لمواجهة حملة جديدة من الاستنكار والملاحقة الدولية في سبيل حرب مهزومة فيها سواء على المستوى السياسي أو العسكري؟! 

وإذا كان ميزان التفوق الجوي في صالح إسرائيل فماذا عن التفوق البري.. فالساحة الميدانية ستكون لصالح من؟! 

تابع موقع تحيا مصر علي