بسبب حادث جسر الملك حسين.. الأردن يستعيد مواطنين احتجزتهما إسرائيل قبل أسبوعين
ADVERTISEMENT
أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اليوم، إعادة المواطنين الأردنيين مصلح العودات، وحسين النعيمات إلى المملكة بعد احتجازهما عقب حادثة إطلاق النار التي وقعت في الجانب الفلسطيني من جسر الملك حسين الذي تسيطر عليه إسرائيل في الثامن من شهر سبتمبر الجاري.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة أن الوزارة قامت ومنذ وقوع الحادثة، بمتابعة أحوال المواطنين والتنسيق مع الجهات الأردنية المعنية لتأمين عودتهما بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أنهما قد دخلا بالفعل قبل قليل إلى الأراضي الأردنية وأنهما بصحة جيدة ويتجهان الآن إلى ذويهم.
نتائج التحقيقات الأولية المتعلقة بحادث إطلاق النار عند جسر الملك حسين
أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، مساء الأحد، عن نتائج التحقيقات الأولية المتعلقة بحادث إطلاق النار عند جسر الملك حسين (جسر اللنبي) الحدودي مع الضفة الغربية المحتلة، الذي أسفر عن مقتل 3 إسرائيليين. وأكدت التحقيقات أن منفذ الهجوم هو مواطن أردني يُدعى ماهر ذياب حسين الجازي، والذي تصرف بشكل فردي، مما يعكس التوترات المتزايدة في المنطقة.
تفاصيل الهجوم: عمل فردي من سائق شاحنة أردني
أكدت وزارة الداخلية الأردنية أن منفذ الهجوم هو ماهر ذياب حسين الجازي، البالغ من العمر 39 عامًا، وهو من سكان منطقة الحسينية بمحافظة معان. وأوضحت التحقيقات أن الجازي كان يعمل سائقًا لشاحنة تجارية تنقل بضائع من الأردن إلى الضفة الغربية عبر جسر الملك حسين. في يوم الهجوم، خرج الجازي من شاحنته وأطلق النار باتجاه القوات الإسرائيلية المتمركزة في منطقة البضائع التابعة للجانب الإسرائيلي من الجسر.
ووفقًا لما ذكرته السلطات الأردنية، كانت الهجوم "عملاً فرديًا" حيث لم يتبين وجود أي تنظيم أو شبكة تقف وراء الحادث. وعلى الرغم من ذلك، تستمر التحقيقات للوصول إلى تفاصيل إضافية قد تكشف المزيد عن الدوافع أو الخلفيات وراء الهجوم.
تداعيات الهجوم وعودة الشاحنات الأردنية
عقب الحادث، باشرت السلطات الأردنية التحقيق مع عدد من السائقين الأردنيين الذين كانوا في منطقة الجسر في ذلك الوقت. إلا أن وزارة الداخلية أعلنت لاحقًا عن الإفراج عن جميع السائقين، مؤكدة أنه لا يوجد دليل على تورط أي منهم في الحادث. وقد تم السماح لأكثر من 100 شاحنة بالعودة إلى الأردن بشكل تدريجي يوم الأحد، في إشارة إلى بدء استعادة الحركة التجارية عبر الجسر بعد إغلاقه المؤقت.
وأوضحت الوزارة أيضًا أنه يتم التنسيق مع الجهات المعنية في الأردن لاستلام جثمان منفذ الهجوم، ماهر الجازي، تمهيدًا لدفنه في المملكة.
خلفيات وتداعيات الحادث على الحدود الأردنية الإسرائيلية
الهجوم الذي وقع في منطقة تخضع لسيطرة إسرائيلية هو الأول من نوعه منذ أكتوبر 2023، عندما بدأت موجة جديدة من التوترات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية. الحادث الذي أسفر عن مقتل 3 مدنيين إسرائيليين يعكس تصاعدًا خطيرًا في العنف عبر الحدود، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
الجيش الإسرائيلي أفاد بأن منفذ الهجوم "اقترب من منطقة البضائع على الجسر، وخرج من شاحنته، وأطلق النار على قوات الأمن". وبدورها، ردت القوات الإسرائيلية على الهجوم بإطلاق النار وقتل الجازي في مكان الحادث. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الحادث بأنه "عمل إرهابي بشع"، مؤكداً على ضرورة حماية المدنيين ومتابعة التحقيقات.
ردود فعل إقليمية ودولية على الهجوم
ردود الفعل على الهجوم كانت سريعة، حيث دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى إجراء تحقيق كامل للحيلولة دون تكرار مثل هذه الهجمات. وفي الوقت نفسه، حظي الهجوم بتأييد من بعض الجهات الفلسطينية. ففي بيان رسمي، وصف سامي أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج، الهجوم بأنه "رد طبيعي على جرائم إسرائيل في قطاع غزة". وأشار إلى أن هذا النوع من الهجمات يعكس انخراط الشعوب العربية بشكل أوسع في مقاومة الاحتلال.
استمرار التوترات والمخاوف من تصعيد إضافي
الهجوم يعكس تصاعدًا خطيرًا في التوترات بين الأردن وإسرائيل، خاصة في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة. يأتي هذا الحادث في وقت حساس جدًا للمنطقة، حيث تشتد المواجهات العسكرية والسياسية، مما يثير مخاوف من اندلاع موجة جديدة من العنف على الحدود الأردنية-الإسرائيلية.