لا لهاريس و لا لترامب.. هل يغير العرب والمسلمون موازين القوى في الانتخابات الأميركية؟
ADVERTISEMENT
أظهر استطلاع جديد أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR) تحوّلًا كبيرًا في تفضيلات الناخبين العرب والمسلمين في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024. النتائج كانت مفاجئة، حيث كشفت أن 40% من الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان، التي تُعتبر ولاية متأرجحة وحاسمة، يفضلون دعم جيل شتاين، مرشحة حزب الخضر، بدلاً من المرشحين الرئيسيين كامالا هاريس، نائبة الرئيس، و الرئيس السابق دونالد ترامب.
هذا التحول الكبير يعزى بشكل رئيسي إلى المواقف المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وخاصة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. يعتبر العديد من الناخبين المسلمين أن إدارة بايدن، ونائبته هاريس، أظهرت دعمًا مستمرًا لإسرائيل رغم الحرب المدمرة على قطاع غزة، وهو ما أثار خيبة أمل واسعة بين هذه الجالية.
هاريس تحت الضغط: تراجع واضح في الدعم
في ميشيغان، حصلت هاريس على 12% فقط من أصوات الناخبين المسلمين، بينما حصد ترامب 18%. هذه النتائج تشير إلى تراجع كبير لهاريس، حيث كانت قد حصلت على نسبة دعم أكبر بكثير في استطلاعات سابقة. في المقابل، ترتفع شعبية جيل شتاين بين الناخبين المسلمين بسبب مواقفها المؤيدة لفلسطين وتعهدها بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل وفرض عقوبات عليها حتى تلتزم بالقانون الدولي.
التأثير السلبي على حملة هاريس لا يقتصر على ميشيغان فقط، بل يمتد ليشمل ولايات أخرى مثل أريزونا وويسكونسن، حيث تتصدر شتاين أيضًا في استطلاعات الرأي. هذه الولايات متأرجحة وسبق أن لعبت دورًا حاسمًا في تحديد الفائز في انتخابات 2020، ما يجعل خسارة دعم الناخبين المسلمين هناك تهديدًا خطيرًا لحملة هاريس.
ترامب يكسب أرضية: وعود بإنهاء الصراعات وتحقيق السلام
على الجانب الآخر، يسعى دونالد ترامب لاستعادة دعم الجالية العربية والإسلامية من خلال وعده بتحقيق سلام سريع في الشرق الأوسط، كما يشدد على موقفه الداعم لإسرائيل، وهو ما لا يزال محل خلاف بين العديد من الناخبين المسلمين. ومع ذلك، يجد بعض الناخبين في ترامب فرصة للعودة إلى سياسات اقتصادية أكثر استقرارًا، بعدما عانى الكثيرون من تأثيرات التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة خلال فترة بايدن.
رغم هذه الجهود، يظل ترامب يواجه تحديات مع فئات معينة من المسلمين، خاصةً فيما يتعلق بسياسات الهجرة وحظر السفر الذي فرضه سابقًا على بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة. لكن حملته الانتخابية تحاول تجاوز هذه العقبات من خلال التواصل المباشر مع الجاليات العربية والمسلمة عبر العديد من الفعاليات.
جيل شتاين: مرشحة بديلة تجمع التأييد
المفاجأة الأكبر في السباق الرئاسي هي جيل شتاين، التي استطاعت جذب قاعدة كبيرة من الناخبين المسلمين والعرب. جيل شتاين، التي كانت مرشحة حزب الخضر في انتخابات 2016، تعهدت بإنهاء كل المساعدات العسكرية لإسرائيل فورًا وفرض عقوبات عليها حتى تلتزم بالقانون الدولي. هذه المواقف القوية حول فلسطين جعلتها تحظى بتأييد واسع في الدوائر المؤيدة لفلسطين، وتحديدًا بين العرب والمسلمين.
بالإضافة إلى ذلك، شتاين لم تكتفِ فقط بمواقفها السياسية، بل قامت بحملة نشطة في ميشيغان وأريزونا، حيث شاركت في فعاليات متعددة للجالية العربية والمسلمة، مما عزز من شعبيتها. يُنظر إلى شتاين كصوت معارض للسياسات الأميركية التقليدية في الشرق الأوسط، وهو ما جعلها تحظى بتأييد كبير بين الناخبين المستائين من كلا المرشحين الرئيسيين.
مستقبل غير مؤكد للمرشحين الرئيسيين
مع اقتراب الانتخابات، يبقى تأثير الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتأرجحة عاملًا حاسمًا قد يحدد الفائز. إذا استمرت هاريس في خسارة دعم هذه الفئة، فإن فرصها في الفوز قد تتعرض لضربة كبيرة. في المقابل، يحاول ترامب استغلال هذه الفرصة، بينما تستفيد جيل شتاين من التذمر العام من السياسات الأميركية الحالية.
يبقى السؤال الرئيسي: هل ستتمكن هاريس من استعادة دعم المسلمين والعرب؟ أم أن الدعم المستمر لجيل شتاين سيؤثر بشكل جذري على نتائج الانتخابات؟