حروب المستقبل.. كيف تهدد الهجمات السيبرانية اقتصاد العالم؟
ADVERTISEMENT
ضغطة زر واحدة كفيلة بإحداث كوارث مادية وبشرية ومنفذ الهجوم لا يحتاج إلى الظهور العلني لتنفيذ عمليته بإحكام، أو حشد جيش من الجنود مدجج بالأسلحة والدبابات لإحداث خسائر في دولة تمثل تهديد له.
9.5 تريليونات دولار تكلفة الهجمات السيبرانية
تجد منفذ الهجوم جالس في دولة أخرى وعندما يحين الوقت لشن الهجوم يكتفي بضغطة الزر وتبدأ الكارثة، فمنفذ الهجوم لم يتكبد هنا خسائر وتكلفة الهجوم قليلة مقارنة في حال شن هجوم عسكري.
وما حدث في لبنان نموذج مصغر لأشكال الحروب في المستقبل، فنظرة للتاريخ نجد تدرج في أساليب الحروب بدأ من الأساليب البدائية ثم تطورت إلى استخدام الدبابات والطائرات بمختلف أنواعها إلى أن وصلنا الحروب السيبرانية التي أصبحت أداة إسرائيل في حربها ضد إيران وضرب وكلائها كما حدث بشن هجوم استهدف أجهزة البيجر التي تستخدمها حزب الله للتواصل مع بعضهم البعض للتخفي من أجهزة المراقبة الإسرائيلية، إلا أن ذلك لم يمنع الدولة العبرية من تنفيذ مخططها بتفخيخ أجهزة الاتصال وبضغط زر انفجرت الأجهزة لدى حاملينها في مختلف أنحاء لبنان وفي توقيت واحد وأدت هذه العملية إلى مقتل 32 شخص وإصابة أكثر من 3000.
ويمكن اختراق هذه الأجهزة من خلال موجات الشبكة، عبر معدات كشف إلكترونية مخصصة، ثم يُنفذ الانفجار عندما يتم تحميل الجهاز أكثر من قدرته فتنفجر بطاريته عندما يتم تحميل الجهاز أكثر من قدرته فتنفجر بطاريته.
ويتوقع أن تصل تكلفة الهجمات السيرانية في العالم لهذا العام حوالي 9.5 تريليونات دولار ويتوقع أن تصل إلى 24 تريليون دولار بحلول 2027
هذه الهجمات السيبرانية أدت إلى دق ناقوس الخطر حول تأثير المالي على الشركات، حيث حذّرت شركة "كاسبرسكي لاب" للأمن الإلكتروني من هذه الهجمات مشيرة إلى الآثار المالية والعواقب طويلة المدى المترتبة على هذه الهجمات.
التأثير المالي للهجمات الإلكترونية على الشركات
وفحصت الشركة الروسية تأثير الهجمات الإلكترونية على الشركات للكشف عن الخسائر الكبيرة التي قد تتكبدها الأعمال غير المحمية.
وكشفت أن الهجمات مثل برامج الفدية وخروقات البيانات يمكن أن تؤدي إلى العديد من العواقب السلبية مثل انقطاع العمليات، والإضرار بالسمعة، والمشاكل القانونية، إضافة إلى الخسائر المالية.
وأضافت الشركة بأن الهجمات السيبرانية على البنى التحتية الرقمية للشركات قد توقف نشاطها، وتقلل الإنتاجية، ما يؤدي إلى خسارة الإيرادات وعدم رضا العملاء.
كما أشارت الشركة الروسية إلى أن سرقة بيانات العملاء تؤدي إلى الإضرار بسمعة العلامة التجارية بصورة خطيرة.
وأوضحت الشركة أن انتهاكات اللوائح مثل اللائحة العامة لحماية البيانات للاتحاد الأوروبي يمكن أن تفرض غرامات عالية على الشركات، وأن سرقة الملكية الفكرية يمكن أن تعرض المشاريع التي تعمل عليها الشركات لسنوات للخطر.
كما أكدت الشركة على ضرورة تحميل التحديثات الخاصة بالثغرات الأمنية الجديدة في أسرع وقت ممكن.
وقال المختص بالأمن في الشركة أوليغ غوروبيتس، أن:"الهجمات الإلكترونية يمكن أن تحدث بعدة طرق مختلفة، وأنه يجب استخدام حلول الحماية متعددة الطبقات لمنعها"، مشدداً على ضرورة أن تكون الشركات يقظة وتتعامل بمرونة أكثر من أي وقت مضى، وتتأكد من أن لديها الحلول والعمليات المناسبة لاكتشاف التهديدات واحتوائها بشكل فعال.