عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

تحذير نصر الله من الهواتف يتحقق.. هل كانت نبوءة تفجيرات البيجر في لبنان؟

تحذير نصر الله من
تحذير نصر الله من الهواتف

في ضوء الهجمات التي هزّت لبنان وتحديدًا تفجيرات أجهزة البيجر التي أودت بحياة العشرات وأصابت الآلاف، عاد مقطع فيديو قديم للأمين العام لـ حزب الله، حسن نصر الله، إلى الواجهة، حيث يبرز نصر الله محذرًا بشدة من الهواتف المحمولة ووصفها بأنها "عميل قاتل". هذه التحذيرات لم تكتف بالتحذير من استخدام الهواتف لأغراض التجسس، بل تجاوزت ذلك لتكشف عن واقع مرير يعيشه الحزب اليوم، في ظل اختراق أمني نوعي يُعتقد أن الموساد الإسرائيلي يقف وراءه.

نصر الله في خطابه: الهاتف عميل قاتل

في مقطع الفيديو، الذي يعود إلى خطاب ألقاه نصر الله في فبراير/شباط 2023، قال نصر الله بحزم: "الهاتف الخلوي هو جهاز تنصت.. هو عميل قاتل يقدم معلومات محددة ومميتة". دعا نصر الله المقاتلين إلى التخلي عن استخدام الهواتف المحمولة، مشددًا على أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت سلاحًا بيد العدو الإسرائيلي لاستخدامه في تتبع مواقع الشخصيات الهامة واستهدافها.
 

يضيف نصر الله: "الكاميرات الموصولة بالإنترنت تسهل على العدو مراقبة الطرقات والأشخاص دون الحاجة لزرع عملاء في الميدان". هذه التصريحات جاءت في وقت لم يكن الكثيرون يتوقعون أن تتحقق بهذه السرعة.

تفجيرات البيجر: تحقيق "نبوءة" نصر الله

لم يمض وقت طويل حتى أصبحت هذه التحذيرات واقعًا مأساويًا. يوم الثلاثاء، وقعت تفجيرات متزامنة لأجهزة البيجر التي يستخدمها مقاتلو حزب الله في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 2800 آخرين. وفقًا لتقرير نشرته نيويورك تايمز، زُرعت متفجرات دقيقة بجوار بطاريات البيجر وتم التحكم بها عن بُعد عبر إشارات مشفرة أرسلت في نفس اللحظة إلى جميع الأجهزة، ما أدى إلى انفجار متزامن.
 

الاختراق الأمني: دور الموساد

تشير التقارير إلى أن الموساد الإسرائيلي نجح في اختراق شبكات الاتصالات الخاصة بحزب الله، وزرع مواد متفجرة في أجهزة البيجر. وفقًا للمصادر، كان هذا الهجوم بمثابة اختراق أمني كبير، حيث تمت السيطرة على الأجهزة المستخدمة في الاتصالات الحساسة داخل الحزب.

هذه الهجمات تعكس تصعيدًا للحرب الاستخباراتية بين إسرائيل وحزب الله، ويبدو أن إسرائيل قد حققت نجاحًا غير مسبوق في تعطيل شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب، مما يثير تساؤلات حول مدى تأمين هذه الشبكات.

تداعيات على حزب الله

بعد هذا الهجوم، يواجه حزب الله تحديًا كبيرًا في إعادة تقييم منظومة الاتصالات التي يستخدمها. لم يعد استخدام الأجهزة التقليدية مثل البيجر أو الهواتف المحمولة أمرًا آمنًا، في ظل التهديدات السيبرانية المتزايدة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف سيتعامل الحزب مع الحرب التكنولوجية، وما هي البدائل التي قد يعتمدها لحماية شبكاته من الاختراقات المستقبلية.

حرب تكنولوجية في عمق الصراع

بين تحذيرات نصر الله التي تحولت إلى حقيقة مرعبة، والهجمات الإسرائيلية التي زعزعت ثقة حزب الله في قدرته على تأمين اتصالاته، يبدو أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله قد دخل مرحلة حرب سيبرانية متقدمة. التكنولوجيا الحديثة أصبحت سلاحًا رئيسيًا في هذه المعركة، ولا يمكن التكهن بكيفية تطورها في المستقبل.

 

تابع موقع تحيا مصر علي