الرئيس السيسي يستمع لابتهالات دينية في احتفال المولد النبوي الشريف
ADVERTISEMENT
استمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لابتهال ديني للمنشد مصطفى عاطف، في حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلال احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف.
تخلل احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي فقرة الابتهالات والمدائح النبوي، تقدم بالتعاون مع وزارة الثقافة دار الأوبرا المصرية، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو ما نال إعجاب الحضور.
تقدم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بالتهنئة بمناسبة المولد النبوي الشريف، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى شعب مصر العظيم، وإلى الأمتين العربية والإسلامية، وإلى الإنسانية كلها بأطيب التهاني بالمولد النبوي الشريف المعظم، داعيا المولى جل جلاله أن يعيده علينا وعلى حضراتكم بكل الخير واليمن والسرور
وقال الأزهري، في كلمته باحتفال المولد النبوي الشريف سنة 1446ه، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، إن اليوم ميلاد النبي المصطفى، النبي المصطفى المرفوع، الحبيب المتحبب المختار، لا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح ويغفر، رحيما بالمؤمنين، يبكي للبهيمة المثقلة، ويبكي لليتيم في حجر الأرملة، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا متزين بالفحش، ولا قوال للخنا، لو يمر إلى جنب السراج لم يطفئه من سكينته، ولو يمشي على القصب الرعراع، يعني اليابس، لم يسمع من تحت قدميه، بعثه الله مبشرا ونذيرا فسدده الله بكل جميل، ووهب له كل خلق كريم، وجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة معقوله، والصدق والوفاء طبيعته ، والعفو والمغفرة والمعروف خلقه ، والعدل سيرته ، والحق شريعته ، والهدى إمامه، والإسلام ملته ، وأحمد اسمه.
وتابع: واسمحوا لي أن أقف عند لمحات: اللمحة الأولى: لقد جاء صلى الله عليه وسلم بالعمران، ونهى نهيا شديدا عن الفساد في الأرض وأهلاك الحرث والنسل، وأمر أصحابه بالحرف والمهن، وحضهم على ذلك، فأحصى العلماء عدد المهن التي وجدت في زمنه الشريف فزادت على مئتي مهنة، وهو صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بإتقان تلك المهن وتجويدها وتحسينها، حتى تفتح أبواب الأرزاق، وتعمر البيوت، وننأى عن الفقر، ويحصل الرخاء، وألف الإمام الجليل ذو الوزارتين أبو الحسن علي بن محمد الخزاعي التلمساني كتابه الجليل العجيب: (تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية) ويطعناه عندنا قديما في وزارة الأوقاف في مطبوعات المجلس الأعلى، وأحصى أستاذنا الجليل الشيخ رفاعة الطهطاوي كتابه الجليل في السيرة النبوية (نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز) فخصص فيه فصلا عظيما يكاد يكون ربع الكتاب عن رعايته صلى الله عليه وسلم للحرف والمهن في الزمان النبوي، وقفز بذلك الإمام السيد عبد الحي الكتاني في كتابه: (التراتيب الإدارية، في نظام الحكومة النبوية)، وطور قبلهم جميعا الإمام تاج الدين السبكي قوانين إتقان المهن في كتابه: (معيد النعم ومبيد النقم)، وبرعاية الشرع الشريف لهذا الجانب العظيم من العمران والتمدن تتطور المؤسسات، وتصنع الحضارة.
وأكد وزير الأوقاف، أن احتفالنا بالمولد النبوي الشريف هو في حقيقته إحياء لمقاصد رسالته وبعثته ودعوته، وأخلاقه وشمائله، حتى نتخلق بها، ونترجمها إلى واقع وعمل يبرهن على صدق حبنا له وإيماننا به.
وواصل: اللمحة الثانية: لقد قال صلى الله عليه وسلم: (أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام) فهذا خطابه لأمته، أي للمسلمين جميعا، أي لمليارين من البشر اليوم، أن تكون هذه المعاني هي رسالتهم بين بقية البشرية، وأن تكون هذه المعاني والقيم وظيفة الأمة المحمدية في الإنسانية، أن نطعم الطعام، وأن نحول إطعام الطعام من مسلك فردي إلى دور مؤسسي جماعي يقوم به المسلمون في كافة دولهم ومجتمعاتهم وشعوبهم، حتى لا يبقى على ظهر الأرض جائع، وحينئذ يلتقي وحي السماء وهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بما انتهى إليه تفكير البشر في الأمم المتحدة التي اعتمدت في سنة 2015م خطة التنمية المستدامة لسنة 2030 فأقرت سبعة عشر هدفا وجعلت على رأسها شعار: (لا لجوع)، أين أنتم أيها المسلمون من ذلك، وهدي نبيكم يقول: (أطعموا الطعام)، (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).
وأكمل: إن من وراءنا يوما عظيما يبعثنا الله فيه، ويسألنا ماذا فعلنا بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم، وهل انطلقنا إلى العالمين بهديه وقيمه وأخلاقه، فأعدوا أيها المسلمون جميعا عدتكم لذلك اليوم العظيم.
واستطرد: وكذلك أن نحول إفشاء السلام إلى دور مؤسسي جماعي يسعى بها الملياران من المسلمين بين البشر فنطفيء نيران الحروب في العالم جميعا، وأن نواجه كل فلسفات صراع الحضارات، وأن ننادي بتعارف الحضارات لقوله تعالى: (لتعارفوا) وأن نصل الأرحام فنشيد العلاقات الحسنة بين كافة الشعوب والأمم لأن الجميع أبناء آدم وبينهم رحم الإنسانية، ثم بعدها يقول: (وصلوا بالليل والناس نيام)، فأخرها بعد الإطعام والسلام وصلة الأرحام، حتى نعلم أن الإنسانية الكاملة هي مفتاح العبادة الكاملة.
وأردف: وإذا كان الهدي النبوي الشريف لأمته أن تطفيء نيران الحروب في العالم أجمع، فلهذا نبذل كمصريين بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي كل جهودنا لإطفاء نيران الحرب في غزة وفي الضفة الغربية، ونأبى لأشقائنا أن يهجروا من أرضهم، وندعوهم للتمسك التام بأرض وطنهم مهما كانت التضحيات الفادحة وأنه لا حل للأزمة إلا بقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت إلى أن اللمحة الثالثة: جاء صلى الله عليه وسلم كما سبق بالعمران ورعاية المهن، فنخرج بشعار: (فليعمروا). وجاء بإطعام الطعام وإفشاء السلام وإطفاء الحروب فنخرج بشعار (فليصلحوا).
وجاء بالفرح بالله وبرسوله فقال: ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، فنخرج منها بشعار: (فليفرحوا). وقال لمن سأله عن قيام الساعة: (ماذا أعددت لها) قال: أعددت لها حب الله ورسوله، فقال له: (أنت مع من أحببت)، فقال سيدنا أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: فإنك مع من أحببت) فنخرج بشعار: (فليحبوا) ولا يكرهوا ولا يحقدوا
وجاء بالخلق العظيم (وإنك لعلى خلق عظيم) وقال: (أحبكم إلي أحسنكم خلقا) فنخرج بشعار: (فليتخلقوا).
وواصل: وجاء بالأمر بالفكر والتعقل والتدبر والنظر والتعلم فنخرج بشعار (فليفكروا) وليبدعوا وليطوروا وليخترعوا وليتحضروا). وقال: (إن الله جميل يحب الجمال)، فنخرج بشعار: (فليتجملوا)
إذن: فليعمروا، فليصلحوا، فليفرحوا، فليحبوا، فليتخلقوا، فليفكروا، فليتجملوا، هذا هو سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يوم مولده الشريف.
وختم: فإنني وبحضور فخامة الرئيس وعلى مسمع من العالم أجمع أقول لزملائي وأبنائي الكرام من الخطباء والأئمة وكافة أبناء وزارة الأوقاف، هذه مواريث النبوة، فتحققوا بها في أنفسكم، واحملوا مشاعل نورها في دعوتكم وفي رسالتكم لتنوروا بها ربوع الوطن، ولتملئوا بها وعي المصريين جميعا، ارفعوا رؤسكم عزيزة بشرف ما تحملونه وبنبل ما تؤدونه، وكونوا في الناس شامة، مظهرا حسنا، وحكمة منيرة، واجعلوا خطابكم ينزل على قلوب الناس رحمة وراحة والله من وراء القصد، وهذا ختام كلمتي والله تعالى أعلى وأعلم.