عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

هل يُشعل استعراض كوريا الشمالية لقوتها النووية سباق تسلح في الشرق الأوسط؟

كيم يونغ أثناء تفقد
كيم يونغ أثناء تفقد المنشأة النووية

نشرت وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ صورًا تظهر رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون وهو يتفقد منشآت لتخصيب اليورانيوم التي تُستخدم في إنتاج مواد لصناعة الأسلحة النووية. تأتي هذه الصور في وقت حساس تشهد فيه شبه الجزيرة الكورية تصاعدًا في التوترات الأمنية، مما أثار قلقًا عالميًا حول نوايا كوريا الشمالية المستقبلية وتأثيراتها المحتملة على الساحة الدولية، خصوصًا على توازن القوى في مناطق حساسة مثل الشرق الأوسط.

استعراض للقوة النووية وسط ضغوط دولية

خلال زيارته الأخيرة للمنشأة، تعهد كيم جونغ أون بزيادة إنتاج البلاد من اليورانيوم المخصب، في إشارة واضحة إلى نية بلاده تعزيز مخزونها من الأسلحة النووية. التقرير الصادر عن وكالة الأنباء الكورية الشمالية أكد أن كيم أمر برفع مستوى الإنتاج، ما يعكس توجهاً لزيادة إنتاج الرؤوس النووية في مواجهة التوترات الدولية.
 

كيم يونغ أثناء تفقد المنشأة النووية

ونشرت الصور مشاهد لكيم وهو يسير بين صفوف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، ويتلقى إحاطة من العلماء حول تقدم عمليات التخصيب. ووصفت الوكالة المشهد بأن الزعيم "شعر بالقوة" أثناء زيارته للموقع النووي، الذي لم يكشف عن مكانه أو توقيت الزيارة.

استنكار دولي وتحذيرات من كوريا الجنوبية

كوريا الجنوبية كانت من أوائل الدول التي استنكرت بشدة هذا التطور. فقد أصدرت وزارة الوحدة الكورية بيانًا يدين بشدة الخطط الكورية الشمالية لزيادة إنتاج المواد النووية، معتبرةً أن هذه الخطوة استفزاز خطير ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي. وأكدت الوزارة أن التحالف الأمريكي-الكوري الجنوبي جاهز للرد بقوة على أي تهديد نووي قادم من بيونغ يانغ، وأن هذه التهديدات لن تمر دون ردّ.
 

الرسائل المبطنة لكوريا الشمالية

وفقًا لعدد من المحللين الدوليين، فإن نشر هذه الصور لم يكن مجرد استعراض داخلي للقوة، بل هو رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي. يرى ليف إريك إيزلي، أستاذ في جامعة إيها في سيول، أن كوريا الشمالية تهدف إلى إظهار أن برنامجها النووي أصبح لا رجعة فيه.
 

كيم يونغ أثناء تفقد المنشأة النووية

وأضاف في تصريح لوسائل إعلام دولية أن كوريا الشمالية تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز موقعها على الساحة الدولية، خاصةً في ظل دعمها الدبلوماسي المستمر من روسيا والصين، على الرغم من تزايد الترسانة النووية. كما أشار محللون آخرون إلى أن هذه الخطوة قد تكون رسالة موجهة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، تُحذر من أن أي محاولة لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية ستكون مهمة مستحيلة.
 

كيم يونغ أثناء تفقد المنشأة النووية

تأثيرات محتملة على الشرق الأوسط: السعودية وإيران في دائرة الضوء

في ظل التوترات النووية المتصاعدة في شبه الجزيرة الكورية، تتجه الأنظار إلى الشرق الأوسط، حيث قد تكون تداعيات هذا الاستعراض النووي بعيدة المدى. إيران، التي تواجه ضغوطًا دولية بشأن برنامجها النووي، قد ترى في تصرفات كوريا الشمالية تشجيعًا على التمسك بمواقفها، خاصةً مع تعنت بيونغ يانغ أمام العقوبات.

على الجانب الآخر، السعودية التي تسعى إلى تعزيز قدراتها النووية لأغراض مدنية، قد تنظر بقلق إلى هذه التطورات. هناك مخاوف من أن يؤدي استعراض القوة النووية لكوريا الشمالية إلى سباق تسلح نووي في مناطق مثل الشرق الأوسط، مما يعزز التوترات الإقليمية ويضع المنطقة في موقف صعب.

 

 

تابع موقع تحيا مصر علي