بين الفشل والإحراج الأمني.. طوفان الأقصى تطيح بـ الجنرالات الإسرائيلية وتعترف بالهزيمة الاستخباراتية أمام حماس
ADVERTISEMENT
يتوالى سقوط كبار القيادات العسكرية في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مثل تساقط الأوراق من على الشجر عصفت بهم عملية طوفان الأقصى واطاحتهم من على مناصبهم، رافعين راية الهزيمة الساحقة أمام الهجوم المباغت التي شنته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من أكتوبر.
طوفان الأقصى تطيح بـ الجنرالات الإسرائيلية
فمنذ أن شنت حماس الهجوم على إسرائيل، لم تستوعب القيادات الإسرائيلية حجم الخسائر المعنوية والبشرية التي تكبدتها في هذه العملية المفاجئة، والتي هزت هيبة وكيان الدولة العبرية بشكل عام، والهالة الأمنية المزيفة المرسومة عن الجيش الإسرائيلي بشكل خاص وتصنيفه على أنه الجيش الذي لا يهزم، إلا أن هجوم حماس عري هذه الأكذوبة وأظهر العالم أنه من خلال فصائل مسلحة وليس (جيش نظامي) استطاع اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية وتنفيذ هجوم لم يكون متوقع داخل المجتمع الأمني الإسرائيلي، وعليه شنت الدولة العبرية هجوم غاشم وسمت عملياتها “السيوف الحديدية” وأطلقت ترسانتها العسكرية في وجه المدنيين الفلسطينيين، للانتقام من حماس وإخفاء الهزيمة المدوية التي تكبدتها خلال هجوم السابع من أكتوبر.
ومع مرور الوقت واستمرار الحرب في غزة، يعلن مسؤل عسكري واحد تلو الأخر الاستقالة من منصبهم في رسالة ويبدو أن كاتبها شخص واحد و أن سبب الاستقالة (الفشل في صد هجوم السابع من أكتوبر) .
واليوم انضم قيادي عسكري جديد إلى قائمة التي أعلنت استقالتها منذ بداية الحرب، حيث أبلغ العميد يوسي ساريئيل، قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بقرار التنحي عن منصبه.
استقالة قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200
وفي رسالة وزعت داخل الوحدة، كتب ساريئيل: "في السابع من أكتوبر، لم أنجز المهمة كما توقعت من نفسي، ولا كما توقع مني مرؤوسي ورؤسائي ومواطنو إسرائيل. أنا أسعى إلى الوفاء بمسؤوليتي الشخصية كقائد للوحدة، وفي الوقت الذي يحدده رؤسائي، سأسلم الراية إلى التالي في الصف".
ثم استطرد ساريئيل في تفصيل التحقيق الأولي الذي أجري داخل الوحدة "حول دورهم في الفشل الاستخباراتي في السابع من أكتوبر وأنشطة الوحدة أثناء الحرب. واختتم حديثه بالإشارة إلى المعايير التي حددها لنفسه، والتي أدت إلى قرار الاستقالة.
وشملت هذه المعايير بحسب الرسالة "حالة الحرب في قطاعات مختلفة، والمرونة والاستمرارية العملياتية للوحدة بشكل خاص، والاستخبارات العسكرية بشكل عام، فضلاً عن عمليات التحقيق التي تهدف إلى تحديد التصحيحات والتغييرات الضرورية التي يتعين عليهم القيام بها بشكل واضح".
وأضاف في الرسالة: "لقد فشلت المعلومات التفصيلية التي جمعناها ووزعناها على الأجهزة المختلفة حول خطط واستعدادات حماس وتحديد ساعة الهجوم".
خرق أمني كبير
الجدير بالذكر، أن اسم ساريئيل قد تصدر عناوين الأخبار في وقت سابق من هذا العام، وذلك بعدما كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن هويته بسبب "خرق أمني كبير".
وبحسب الجارديان ، نشر ساريئيل كتابا على أمازون تحت الاسم المستعار "العميد واي إس" بعنوان " فريق الآلة البشرية " . وأدى نشره إلى الكشف عن حساب خاص على جوجل باسمه.
وبهذا القرار، ينضم ساريئيل إلى مسؤولين كبار آخرين في جيش الإسرائيلي الذين استقالوا في أعقاب الفشل في صد هجوم السابع من أكتوبر، وفي أغسطس الماضي قدم رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء أهارون حاليفا استقالته من منصبه.