عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

هجوم قنصلية بنغازي 2012: الشرارة التي أشعلت الفوضى في ليبيا

هجوم قنصلية بنغازي
هجوم قنصلية بنغازي 2012

في الذكرى السنوية لاغتيال السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز، تتجه الأنظار مجددًا إلى الهجوم الإرهابي الذي نفذته الجماعات المتطرفة على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012. الهجوم الذي أودى بحياة السفير وثلاثة من مرافقيه كان بداية لسلسلة من الأحداث التي جعلت المدينة محورًا للصراعات بين التنظيمات المتطرفة مثل أنصار الشريعة والقاعدة، ما أدخل ليبيا في دوامة من الفوضى.

بنغازي تحت سيطرة المتطرفين

بعد أحداث 2011، سقطت بنغازي في أيدي التنظيمات الإرهابية، حيث سيطرت أنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازي على المدينة، مستغلين حالة الفراغ الأمني لتحقيق مصالحهم الخاصة. خلال تلك الفترة، نفذوا عمليات اغتيال وتفجيرات مستهدفة نشطاء سياسيين ومواطنين، محولين المدينة إلى مركز لعملياتهم الإرهابية.

هجوم القنصلية واغتيال السفير الأمريكي

في 11 سبتمبر 2012، شنت الجماعات الإرهابية هجومًا على القنصلية الأمريكية في بنغازي، مما أدى إلى مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة من مرافقيه. تورط في هذا الهجوم شخصيات بارزة مثل أحمد بوختالة ومختار بلمختار، بالإضافة إلى محمد الزهاوي زعيم تنظيم أنصار الشريعة.

وبحسب التقارير الأمريكية، كان هناك دور بارز لمجموعة بقيادة وسام بن حميد، الذي زار القنصلية قبل يومين من الحادثة بزعم مناقشة الأمن في المدينة.
 

إطلاق عملية الكرامة واستعادة السيطرة

في ظل تصاعد الإرهاب والفوضى، أطلق الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر عملية الكرامة عام 2014، بهدف القضاء على التنظيمات المتطرفة واستعادة الأمن في بنغازي. نجحت العملية في تفكيك العديد من التنظيمات الإرهابية، مما دفع بعض قادتها وعناصرها إلى الفرار نحو الغرب الليبي، حيث انضموا إلى الميليشيات المسلحة في تلك المناطق.

دعم الميليشيات في الغرب الليبي

بعد هروب الجماعات المتطرفة من بنغازي، تمكنت من إعادة تشكيل نفسها في غرب ليبيا بدعم غير مباشر من حكومة الوفاق بقيادة فائز السراج. هذه الجماعات، التي كانت تعمل سابقًا تحت الأرض، حصلت على شرعية سياسية ودعم مالي كبير. وعندما تولت حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة السلطة، ازداد نفوذ هذه الميليشيات بشكل كبير، مما هدد استقرار البلاد وأعاق العملية السياسية.

تأثير الهجوم على مستقبل ليبيا

هجوم بنغازي كان نقطة تحول في الصراع الليبي، حيث أظهر قوة الجماعات المتطرفة وأثرها الكبير على الساحة السياسية والعسكرية في البلاد. وعلى الرغم من نجاح عملية الكرامة في تطهير بنغازي، فإن بقاء الميليشيات المسلحة في الغرب الليبي يظل تهديدًا كبيرًا لسلامة البلاد واستقرارها. اليوم، وبعد مرور سنوات على الهجوم، لا تزال ليبيا تعاني من تداعيات تلك الأحداث، وسط جهود مستمرة لإعادة بناء الدولة وإعادة الاستقرار.

تابع موقع تحيا مصر علي