عالم أزهري: لا يجوز منع طفل عن رؤية أبيه بعد الطلاق
ADVERTISEMENT
قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، إنه لا يجوز منع طفل عن رؤية أبيه بعد الطلاق، منوها بأن الطفل يبكي ويعاني من مشاعر سلبية، ويشعر بالحيرة بين ولائه لأمه أو لأبيه، وهذا يشكل خطرًا كبيرًا على الطفل.
الانفصال بين الوالدين يسبب انشقاقًا مشابهًا نفس الطفل
وأضاف «المهدي» في تصرح له: الانفصال بين الوالدين يسبب انشقاقًا مشابهًا في نفس الطفل، حيث يصبح محتارًا بين من هو على حق، أو من هو المخطئ، في بعض الأحيان، يحاول أحد الأطراف جذب الطفل نحوه بطرق قد تكون مؤذية، لكن هذا لا يعطي الأم الحق في منع الطفل من رؤية والده".
وتابع: "من واقع الحياة، نجد أن بعض الأمهات قد تبالغ في تصوير الأب بشكل سلبي لتبرير منع الطفل من رؤيته، لكن، من الناحية التربوية والنفسية، يحتاج الطفل إلى وجود الأب في حياته تمامًا كما يحتاج إلى وجود الأم، إذا كان الأب يتصرف بشكل غير صحيح، فيجب أن يكون هناك وسيط يفهمه أنه يؤذي ابنه وليس زوجته".
فيما يتعلق بالناحية الشرعية، قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى: "وَلا تَنْسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ". يجب عليك أن تتجاوزي مشاعر الحقد والضيق والانتقام، وتعاملي مع الوضع بحكمة، فالأحقاد لن تعيد لك شيئًا، بل ستضر بك وبابنك. تقبلي الواقع واعملي على التعامل معه بشكل إيجابي.
وتابع الورداني: "نصيحتي لك هي أن تركز على مصلحة ابنك، عيشي حياتك واعملي على تطوير ذاتك، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، تعاملي بالحسنى مع طليقك، فأنتم تجتمعون على مصلحة ابنكم".
العلاقات التوكسك
وواصل الدكتور محمد المهدي، أن العلاقات السامة تؤدي إلى زيادة مستويات الأدرينالين والكورتيزول في الجسم، مما يسبب تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة النفسية.
وأضاف أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف: "هذان الهرمونان يمكن أن يسببا مشاكل صحية عديدة، حيث يزيد الأدرينالين من ضربات القلب ويجعل الشخص يشعر وكأنه يواجه خطرًا شديدًا، من ناحية أخرى، الكورتيزول يُفرز لمساعدة الجسم في حالات الطوارئ".
العلاقة السامة قد تجعلنا في أسوأ حالاتنا
وتابع: "العلاقة السامة قد تجعلنا في أسوأ حالاتنا وتستخرج أسوأ ما فينا، على سبيل المثال، قالت إحدى الزوجات إن دخول زوجها إلى المنزل يجعلها تشعر وكأن الأكسجين قد سُحب من الشقة، مما يسبب لها صداعًا شديدًا، وتقلصات في البطن، ورغبة في دخول الحمام، بل وتفكر في الهروب".
وأوضح: "هناك جانب بيولوجي للعلاقات السامة، ولكن أيضًا هناك جوانب أعمق تتطلب اهتمامًا خاصًا، العلاقات السامة قد تكون مع أشخاص مهمين مثل الأهل أو الزوج أو الزوجة، ولا يمكن دائمًا تجنبها، لذا، من الضروري النظر في استراتيجيات بديلة للتعامل مع هذه العلاقات بدلاً من مجرد الابتعاد".
الحفاظ على صلة الرحم
فيما يتعلق بالناحية الشرعية، قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى: "من المهم الحفاظ على صلة الرحم، ولكن ذلك لا يعني أن تتعرض للأذى، القاعدة الأولى هي أن الواصل ليس مكافئًا، أي أنه إذا أساء إليك أحد الوالدين، فلا يجب الرد بالمثل، كما قال أحد الإخوة، يجب ألا نرد الأذى بالأذى أو نسعى للانتقام، لأن هذا لن ينهي الدائرة بل سيزيدها".
وتابع الورداني: "القواعد الشرعية تنص على أن الإحسان للوالدين يجب أن يكون موجودًا رغم الأذى، كما يُفضل أن يُمارس البر بما يتعلق بهم فقط وليس بما يتعلق بنا، مثل طلباتهم التي قد تتداخل مع اختياراتنا الشخصية، على سبيل المثال، إذا طلب الوالد منك تغيير عملك أو الطلاق، يجب أن تكون حكيمًا في اتخاذ القرار ".