هل تقبل حماس بعرض إسرائيل؟ خطوة نحو حل أزمة الرهائن

قدّمت إسرائيل مقترحًا جديدًا يقضي بمنح يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، ممرًا آمنًا للخروج من غزة، مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين والتخلي عن سيطرة الحركة على القطاع. جاء هذا العرض، الذي كشف عنه غال هيرش، منسق ملف المفقودين والمختطفين الإسرائيليين، كجزء من محاولة لكسر الجمود المتواصل في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق يضع حدًا للصراع المستمر

تفاصيل العرض الإسرائيلي: ممر آمن مقابل الرهائن

في مقابلة مع بلومبيرج، صرح هيرش أنه مستعد لتوفير ممر آمن للسنوار وعائلته، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي هو استعادة الرهائن ونزع سلاح حركة حماس. وأضاف أن المقترح عُرض على المعنيين منذ يومين دون توضيح رد الحركة حتى الآن. يشمل العرض الإسرائيلي أيضًا استعدادًا للإفراج عن السجناء الفلسطينيين الذين تعتقلهم إسرائيل كجزء من أي صفقة. ووصف هيرش هذا العرض بأنه جزء من جهد أكبر للتوصل إلى حلول جديدة مع تضاؤل فرص وقف إطلاق النار.
 

ضغط داخلي ودولي على إسرائيل: البحث عن حلول وسط

جاء هذا المقترح في وقت تزايدت فيه الضغوط الدولية والمحلية على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة. الولايات المتحدة تلعب دورًا رئيسيًا في هذا السياق، حيث تواصل الإدارة الأمريكية الضغط على كلا الطرفين للتوصل إلى اتفاق. وفي هذا الإطار، شدد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، على ضرورة التوصل لاتفاق حول القضايا العالقة بأسرع وقت​.
 

حماس تهدد: الأسرى الإسرائيليون لن يروا النور ما لم يتم الضغط على نتنياهو

صحيفة أمريكية: حماس تشترط مطالب جديدة لإبرام صفقة التبادل مع إسرائيل

تحليل للموقف: هل يقبل السنوار بالعرض؟

يرى المحلل الإسرائيلي شلومو غانور أن العرض يمثل محاولة لكسر جمود المفاوضات ويأتي في إطار جهود متواصلة من إسرائيل لإيجاد حلول مبتكرة. إلا أن حماس، من جانبها، تُصر على انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع كشرط أساسي لوقف إطلاق النار، مما يجعل قبول هذا العرض تحديًا كبيرًا. كما أضاف غانور أن "الكرة الآن في ملعب السنوار وقادة حماس" لتقرير ما إذا كانوا سيقبلون التفاوض بناءً على هذا العرض.

محور فيلادلفيا والخلافات المتبقية في المفاوضات

تشكل منطقة محور فيلادلفيا، الحدودية بين غزة ومصر، إحدى القضايا الرئيسية التي تعرقل التوصل لاتفاق. إذ يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الاحتفاظ بوجود عسكري إسرائيلي في المنطقة، بينما تطالب حماس بانسحاب كامل. وجاء المقترح الأمريكي، المدعوم من وسطاء مصريين وقطريين، كخطوة لحل هذه المعضلة عبر نشر قوات فلسطينية مدربة أمريكيًا على الحدود، لكن الاتفاق النهائي لم يُحسم بعد.
 

إبعاد قادة حماس: استراتيجية إسرائيلية لإبعاد التهديد

تدرس إسرائيل خيار إبعاد قادة حماس، بما في ذلك يحيى السنوار، كجزء من حل الأزمة. وفي تصريحات سابقة، أشار نتانياهو إلى أن هذا الخيار مطروح دائمًا، معتبرًا أن الترحيل قد يكون أحد الحلول إذا استسلمت حماس وألقت سلاحها. ويرى المحلل الإسرائيلي يوآب شتيرن أن إبعاد قادة حماس مثل السنوار يمكن أن يقلل من خطر التنظيمات المتطرفة ويحد من قدراتها على إعادة التنظيم.

هل يمكن أن يكون المقترح حلاً قابلاً للتطبيق؟

لا تزال هناك تساؤلات حول مدى قابلية هذا المقترح للتنفيذ، خاصة في ظل تاريخ الصراع الطويل بين إسرائيل وحماس. تشكك حماس في النوايا الإسرائيلية، محذرة من استخدام المفاوضات لإطالة أمد الصراع. ومع استمرار تعثر المحادثات، يبقى الموقف معقدًا للغاية، حيث تتشابك القضايا العسكرية والسياسية والأمنية بشكل عميق.