زوجي يسيء معاملتي، فما الحكم؟ دار الإفتاء: آثم شرعا
ADVERTISEMENT
قالت دار الإفتاء، إن ما يصدر من الزوج من إساءة لزوجته، هو أمرٌ غير جائز شرعًا؛ فالإسلام أمر الزوج بإحسان عشرة زوجته، وأخبر سبحانه أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة.
واستشهدت الإفتاء في إحابتها عن سؤال: زوجي يسيء معاملتي، فما الحكم؟ بقول الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21]، وجعل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم معيارَ الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» رواه الترمذي.
حكم العنف الأسري
شددت دار الإفتاء، على العنف الأسري منكر مذموم من الناحية الشرعية، وتشتد الحرمة إذا مُورِس ضد الأنثى داخل الأسرة، وهو أشد إذا مُورِس ضد الزوجة، فقد بَنَتِ الشريعةُ معاملةَ المرأة على أساس المودة والرحمة.
حكم ضرب الزوجة
وأكدت دار الإفتاء، في فتوى لها، أن ضرب الزوجة أو التعرض لها بالعنف حرام شرعًا، وما ذكرته آية سورة النساء من الضرب إنما هو صورة من صور التأديب اللائق بوضع معيَّن، وله ضوابطه التي تناساها الناس حتى وصلوا في التطبيق إلى نقيض مقصوده.
وتابعت: فلا مانع حينئذٍ من منعه وتجريمه وَفقًا لتغيُّر النظم القانونية والاجتماعية، ويكون منعه هو الموافق لفعل النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم ولمقاصد الشريعة الغرَّاء وأخلاقها.
حكم خروج المرأة للعمل
أفادت دار الإفتاء، بأن المرأة التي تخرج للعمل للإنفاق على نفسها أو بيتها لها بابٌ عظيم من أبواب الأجر والثواب، وقد لا يكون للأسرة عائلٌ أو ساعٍ على متطلبات المعيشة غيرها، كما أخبر القرآن الكريم في قصَّة موسى عليه السلام عن الفتاتين اللَّتين كانتا ترعيان الغنم لأبيهما {قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} (القصص:23).
فضل مساعدة المرأة لزوجها في المصاريف
وأضافت الإفتاء، في فتوى لها، أنه يوجد في الإسلام نماذجُ كثيرة لنساء في عهد الصحابة والتابعين كنَّ يعملن في رعي الغنم والزراعة وغيرها من المهن، لمساعدة زوجها مثلًا أو للإنفاق على نفسها وصغارها، وكل ذلك مشروعٌ ما دامت قد التزمت بآداب الإسلام ولم تقصِّر تجاه زوجها وأبنائها. والواجب دعم هؤلاء الساعيات على أرزاقهن بالمعروف لا أن ننظر إليهن بنظرة تزيد من متاعبهن وأوجاعهنَّ.
فضل المرأة في الإسلام
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الإسلام منح المرأة حقوقاً متكافئة وأوصى بتقديرها واحترامها كأم، وزوجة، وابنة، وأخت، مشيراً إلى أن الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة، مثل حق التعليم، والعمل، والإرث، والمشاركة في الشؤون الاجتماعية، تأتي في إطار العدالة والمساواة التي ينادي بها الدين.
ثلاثة أوامر وثلاثة نواهٍ
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc: "الحقيقة، طبعاً، ربنا يقول في القرآن: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تتذكرون»، الآية فيها ثلاثة أوامر وثلاثة نواهٍ، بيقول لك الظلم لا، والعدل نعم باختصار شديد، أنا زعلان جداً، زعلان جداً أن أمة الإسلام، أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، بنقول لهم خذوا بالكم، أنتم بتتصرفوا تصرف غير عادل أو تصرف غير لائق، عيب قوي عندما نقول لأتباع الحبيب محمد، الذي نزل لهم قرآن من عند رب العالمين، أن لديهم خير سلف مثل صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم، وهو يعلمهم كيف يتعاملون مع زوجاتهم، وبناتهم، وأمهاتهم، وأخواتهم. هذا شيء مؤلم".
هناك بعض المفاهيم الخاطئة
وأضاف الشيخ الجندي: "من المؤسف أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة التي تروج لها بعض الجهات وتربط بين حقوق المرأة والانحلال الذى يتعارض مع مبادئ الإسلام السمحة، مستشهدًا بما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عوانٍ عندكم" (رواه مسلم).
وتابع: "والغريب، بل والأغرب، أن يأتي شخص ويقول لك: "أنت نصير المرأة، أنت تدافع عن المرأة وكأنها شيء سلبي أو خطأ"، وكأن الحقوق هذه هي انفلات وانحلال، وكأن البنات يرغبن في عمل أشياء غريبة، رغم أنها حقوق أساسية لكنها مسلوبة".
مواجهة التهديدات التي تستخدم أساليب مثل الابتزاز بالفضائح
وقال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن مواجهة التهديدات التي تستخدم أساليب مثل الابتزاز بالفضائح والإرهاب تتطلب الثبات والتمسك بالقيم الدينية.
تهديد العلماء والدعاة
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، أن الذين يظنون أن بإمكانهم تهديد العلماء والدعاة لثنيهم عن مواصلة رسالتهم، يجهلون تماماً أن هذه الأساليب لن تؤثر على المبدأ الذي يقيم عليه العمل الدعوي.
التهديدات بالفضائح لم تكن أبداً وسيلة فاعلة لإسكات الصوت الحق
وأكد أن التهديدات بالفضائح لم تكن أبداً وسيلة فاعلة لإسكات الصوت الحق، مشيراً إلى أن القيم والمبادئ الإسلامية تأمر بالثبات على الحق ومواجهة كل محاولات التطويع والإرهاب.
لا يجوز التستر على الفساد
وأوضح أن من يتعرض للتهديد عليه أن يتذكر أن الله هو الحسيب، وأنه لا يجوز التستر على الفساد أو السكوت عن المنكرات، قائلا: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً)، دي رسالة لأي واحد متصور أنه ممكن يهدد عالماً أو داعية عشان ما يكملش رسالته، عشان تسكتوا بتلجؤا للإرهاب، ما هو أنتم واخدين على الإرهاب، هو إحنا تايهين عنكم، ما أنتم أصلاً أصحاب نظرية يا نحكمكم يا نقتلكم، يا نحكمكم يا نذبحكم، فمش غريب جداً أنكم تهددون المشايخ بالفضائح، لأن حضراتكم معجونون بالفضائح، وخدوا بالكم من حاجة، بس أنا بقولها للجميع عشان يبقى عارف، اللي بيطلع على الهواء زي حالاتي كده بطلع على الهواء، مالوش هوى، اللي بيطلع على الهواء مالوش مسكة، مالوش هوى، واللي على راسه بطحة هو اللي يخاف، هو اللي يخاف، ولا يجوز التستر على أي فساد، أي حد شايف أي حد فاسد هو مشارك في الإثم لو سكت عليه أو تستر عليه، إنما بعض الناس متربين تربية الحقيقة، محتاجة إعادة نظر، يقول لك: "أنا هأخذك القسم، أنا هعمل لك محضر، أنا هعمل لك ما أعرفش فضائح، أنا سيديهاتك عندي، أوراقك عندي، مستنداتك تحت الترابيزة"، بلاش كذب وبلاش هراء، اختشوا واستروا على عوراتكم، أنتم ما عرفتوش تداروا على عوراتكم، في واحد مش قادر يداري عورته، هيقدر يتستر على عورة غيره؟ ".
رسائل القرآن الكريم
وشدد على أهمية الرجوع إلى القرآن الكريم، قائلاً: "القرآن مليء بالرسائل الواضحة التي تدل على أن الثبات والصبر في مواجهة الأذى هو السبيل الصحيح"، مستشهدًا بالآيات القرآنية التي تحث على الصبر والتوكل على الله، وهذه النصوص تقدم بوصلة واضحة للمؤمنين في كيفية التعامل مع التحديات والصعوبات.
رسالات الله
وأوضح: (ربنا بيقول في كتابه العزيز في سورة البقرة، "يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً، ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)، الآية اللي بعديها بقى، ربنا سبحانه وتعالى يقول لك في كتابه العزيز، على الشيطان إنما يامركم بإيه، اهو بنص الآية القرآنية: (إنما يامركم بالسوء والفحشاء، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)، شوف الآية اللي بعدها عشان تبقى عارف أن ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بيقول لك رسائل وبيقول لك آيات، وبيقول لك إيه، اقرأوا القرآن وأعيدوا النظر في كتاب الله تبارك وتعالى، الذين يبلغون رسالات الله، يخشون ولا يخشون أحداً إلا الله، ربنا سبحانه وتعالى لما بيقول في سورة يوسف: (قالوا وإنك لَأَنتَ يوسف، قال أنا يوسف وهذا أخي، قد من الله علينا، إنه من يتقي ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)".
رسائل قرآنية
وتابع: "الحقيقة رسائل قرآنية، متهيألي بتلخص كلام كتير جداً كنا محتاجين نقوله، لكن بنقول لا، مش هبطل دعوة إلى خير، ولا حبطل أمر بالمعروف، ولا حبطل نهي عن المنكر، لأن دي مهمتي ووظيفتي، وكل واحد ياخد باله من كلامه وياخد باله من تصريحاته، سوف نطارد كل ضلالة، وسوف ننهى عن كل منكر، وننقض القول، مش القائل، المكتوب، مش الكاتب، الرأي، مش صاحب الرأي، إحنا يهمنا الإصلاح، (وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب)".