دار الإفتاء: الغش في البضائع حرامٌ شرعًا وأكل للأموال بالباطل
ADVERTISEMENT
قالت دار الإفتاء، إن الغش في البضائع حرامٌ شرعًا، و هو أكلٌ للأموال بالباطل، وقد حرَّم الإسلامُ الغش والخداع، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»، رواه الدارمي وأصله في "الصحيحين".
حكم الغش في السلع والبضائع
وأضافت الإفتاء، في إجابتها عن سؤال: ما حكم الغش في السلع والبضائع؛ حيث يبرر بعض الناس ذلك لأنفسهم؟، أن الإسلام أمر المسلمين بالصدق وأن يكونوا مع الصادقين؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119].
أوجب الإسلام الوفاء بالشروط
وتابعت:كما أوجب الإسلام الوفاء بالشروط ما دامت لا تخالف الشرع ولا مقتضى العقود؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ، إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلالًا أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا» رواه الدارقطني.
حكم الغش في لجان الامتحانات
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال متصل حول: "ما حكم الغش في لجان الامتحانات؟".
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "لا يجوز التعميم فى هذا الأمر، امتحانات الثانوية العامة شغالة من قبل عيد الأَضحى بأسبوعين، ولم تذكر عمليات الغش إلا فى حالة أو حالتين، واللى يشوف طالب بيغش لازم يقول للمراقب".
وتابع: "طيب ابنى شاف حد بيغش وهو عاوز يغش نقوله بلاش تكون إمعة مثلما قال لنا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، فالغش ظلم للنفس ومعصية لله، فالشريعة تقول من غشنا فليس منا، وبالتالى الغش عاقبته وخيمة ونشكر الجهات المعنية المشرفة على امتحانات الثانوةي العامة".
قال الشيخ يسري عزام، إمام مسجد عمرو بن العاص، إن الإصرار على الغش والخداع والتزوير يعتبر كبيرة من الكبائر، لافتا إلى أن خداع الناس يعتبر خداع لله ومن علامات المنافقين، وهو ما جاء فى قوله تعالى: "يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ".
الغش فى البيع والشراء مصيبة كبيرة
وأضاف عزام في تصريح له: "الغش فى البيع والشراء، مصيبة كبيرة يوم القيامة، وهذا كثر الآن من بعض التجار جمعت المال بالغش، وبعدين هتسأل يوم القيامة عن مالك وعن التطفيف فى الكيل والميزان، ويا من احتكرت السلع، كل ده أعمال ملعون".
وتابع: "جمعوا المال كله واتركوا المال كله، وهتسأله عن المال كله يوم القيامة من قبل الله سبحانه وتعالى".
يسري عزام لطلاب الثانوية: "مهما غشيت ونجحت هتسقط"
وجه الشيخ يسري عزام، إمام مسجد عمرو بن العاص، رسالة إلى الطلاب فى الامتحانات، قائلا: "أوعى تغش مهما تغش وتنجح وتحقق نجاح هيكون مصيرك الرسوب فى كل حياتك مهما عليت هتكون فاشل".
وواصل: "الرسوب المؤجل، لأنك بتضيع تعب اللى ذاكر، لأن اللى لم يذاكر هيأخذ حق غيره، لازم الانسان يتعلم دون غش".
وتابع: "أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ * سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ".
حكم الغش في الامتحانات
قالت دار الإفتاء، إن الغش في الامتحانات حرامٌ شرعًا، وهو من أخطر المشاكل التي تواجه العملية التعليمية؛ لاشتماله على كثير من المفاسد الأخلاقية والاجتماعية، ولما فيه من الإثم والعدوان والخروج عن مقتضى الفضائل والمكارم التي يجب على المسلم التحلي بها، علاوة على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حذر من الغش في أحاديث عدة حتى عده الفقهاء من الكبائر.
وتابعت: ويستوي في تحريم الغش في الامتحانات أن تكون في المواد الأساسية أو التكميلية أو في امتحانات القدرات للالتحاق بالكليات أو غيرها، ويدخل فيه أيضًا الغش البسيط الذي يحتاج الطالب فيه إلى من يذكره ولو بجزء قليل من الإجابة أو المعلومات ليتذكر بقيتها؛ فكلّ ذلك منهيٌّ عنه، ومخالف للشرع والقانون.
وواصلت: كما يأثم شرعًا من يعين غيره على الغش، وكذلك المراقبُ المتهاون في أداء عمله وضبط اللجنة القائم عليها؛ سواء كان ذلك بمساعدة من يطلب الغش أو بترك الفرصة له أو بتجاهل منعه والإبلاغ عنه، ويصدق عليه حينئذٍ أنه متعاونٌ على الإثم والعدوان.
وأوصت الطالب بتقوى الله عز وجل، وبالحرص على التحلي بالفضائل ومكارم الأخلاق والتعاون على البر والتقوى، كما توصيه بالاعتماد على نفسه، وبالجِدِّ والاجتهادِ، والإخلاصِ لله تعالى في تحصيل العلم.
حكم مساعدة الغير على الغش في الامتحانات
ونبهت دار الإفتاء، على أن من يعين غيره على الغش؛ سواء كان بالمساعدة أو تجاهل القيام بمسئولية منعه أو الإبلاغ عنه، يكون آثمًا ومقصرًا فيما أنيط به من عمل، وكان فعله ذلك من باب التعاون علي الإثم والعدوان المنهي عنه في قولِه تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2].
وشددت على أن المراقب الذي يتهاون في أداء عمله، ويعطي فرصة للطلبة بالغش، أو يلقنهم الإجابات، يكون قد أثم أمام الله سبحانه وتعالى، واعتدى علي حقوق الناس؛ لأن الرقابة مقصودة للحفاظ على نزاهة العملية التعليمية ومنح الشهادة والتقدير لمن يستحق ذلك، وتلك أمانة ومسئولية يسأل عنها المراقب أمام الله عز وجل، وأمام المجتمع والقانون أيضًا، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: 58]، وفي الحديث الشريف عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ» رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.