لافروف: الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية خرق للقانون الدولي وتصعيد يهدد السلام
ADVERTISEMENT
أدان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، السياسات الإسرائيلية الرامية إلى توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، مشددًا على أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وتقويضًا لجهود تحقيق السلام في المنطقة. وأكد لافروف أن معظم دول العالم تشاطر هذا الموقف وتدين بشدة التوسع الاستيطاني الذي يعمّق الخلافات ويزيد من تعقيد الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
التسوية العادلة: ضرورة مراعاة مصالح الطرفين
أوضح لافروف خلال حديثه أمام مسؤولي معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية أن أي محاولة لتسوية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يجب أن تقوم على احترام مصالح كلا الطرفين بشكل متساوٍ، وليس على تغليب مصلحة طرف على حساب الآخر. وأشار إلى أن روسيا كانت ولا تزال تلعب دورًا رئيسيًا في إطار المجموعة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى تسهيل مفاوضات عملية السلام في الشرق الأوسط.
لافروف أكد أن موسكو تبذل جهودًا مكثفة لوضع خارطة طريق لتأسيس دولة فلسطينية ذات سيادة كجزء من حل شامل وعادل للصراع المستمر. وأضاف أن روسيا تؤمن بأن تحقيق السلام يتطلب تعاونًا دوليًا وإقليميًا واسع النطاق، يشمل احترام القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.
دور المنظمات الدولية والإقليمية: شراكة من أجل الاستقرار
وأشار لافروف إلى الأهمية المتزايدة للمنظمات الإقليمية والدولية في تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب. وذكر في هذا السياق منظمات مثل منظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة الدول المستقلة، وجامعة الدول العربية، التي تلعب دورًا حيويًا في تعزيز التكامل الإقليمي والاستقرار العالمي. كما شدد على أن روسيا تعمل جنبًا إلى جنب مع هذه المنظمات لتعزيز مراكز القوة الجديدة في السياسة الدولية.
مجموعة بريكس: تنسيق عالمي في مواجهة الهيمنة الغربية
لافروف تطرق أيضًا إلى دور مجموعة بريكس التي تضم كلًا من روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، مؤكدًا أن هذه المجموعة شهدت نموًا ملحوظًا وأصبحت تلعب دورًا مهمًا كمنسق غير رسمي في النظام العالمي الجديد. وأوضح أن المجموعة تعمل على تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي وتقليل الاعتماد على النظام المالي الذي يهيمن عليه الغرب، والذي وصفه لافروف بأنه أداة تستخدمها واشنطن لتحقيق مصالحها الخاصة.
انتقادات للسياسات الأمريكية: محاولات للحفاظ على الهيمنة وإفشال المنظمات الإقليمية
لم تخلُ تصريحات لافروف من انتقادات لاذعة للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا. حيث اتهم الولايات المتحدة وحلف الناتو بمحاولة الحفاظ على هيمنتهما من خلال تهميش القوانين الدولية والتلاعب بالمنظمات الإقليمية. وأشار إلى أن واشنطن تستغل الدولار كأداة لتحقيق مصالحها، وتعمل على زعزعة استقرار المنظمات مثل منظمة آسيان في شرق وجنوب شرق آسيا.
لافروف أضاف أن الغرب يتجاهل الجرائم التي ترتكبها الحكومة الأوكرانية بحق الأقلية الروسية، بالإضافة إلى محاولاته المستمرة للحفاظ على نفوذه المتآكل في القارة الإفريقية، في وقت تتزايد فيه الشراكة الروسية-الصينية كقوة موازنة تسعى لتعزيز الاستقرار العالمي.
ممر الشمال-الجنوب: مشروع استراتيجي لتعزيز التعاون الروسي-الآسيوي
وفيما يخص التعاون الاقتصادي، استعرض لافروف مشروع ممر "الشمال - الجنوب"، وهو مشروع استراتيجي يربط بين مدينة سانت بطرسبورغ الروسية ومنطقة الخليج والمحيط الهندي. وأوضح أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز التجارة وتقليل الوقت والتكاليف، ما يمثل خطوة مهمة في تعزيز التعاون بين روسيا والدول الآسيوية. كما أشار إلى أن هذا المشروع يندرج ضمن سلسلة من المشاريع المشتركة التي تشمل محطات نووية واستثمارات ثنائية أخرى تهدف إلى تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
لافروف اختتم تصريحاته بالتأكيد على أن روسيا ستواصل لعب دورها كقوة موازية في السياسة الدولية، وستستمر في تعزيز الشراكات الإقليمية والعالمية من أجل بناء نظام عالمي جديد قائم على التعددية والتعاون الدولي.