اغتيال البيدجا.. نهاية دامية لأخطر مهربي البشر في ليبيا
ADVERTISEMENT
شهدت العاصمة الليبية طرابلس مؤخرًا عملية اغتيال مثيرة استهدفت عبد الرحمن ميلاد، المعروف بـ"البيدجا"، أحد أبرز وأخطر مهربي البشر في ليبيا، والذي كان يشغل أيضًا منصبًا عسكريًا رفيعًا في خفر السواحل الليبي. هذه العملية جاءت بعد سنوات من نشاطه في مجال تهريب البشر والهجرة غير الشرعية، ما جعله هدفًا للعقوبات الدولية ووصمًا بكونه أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في ليبيا.
رحلة البيدجا من ضابط في خفر السواحل إلى "إمبراطور التهريب"
عبد الرحمن ميلاد، الذي بدأ حياته المهنية كضابط في خفر السواحل الليبي، سرعان ما تحول إلى أحد أخطر مهربي البشر في البلاد. استغل منصبه الرسمي ونفوذه الواسع في مجال الأمن البحري ليبني إمبراطورية من الأنشطة الإجرامية، متورطًا في تهريب آلاف المهاجرين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. بفضل علاقاته القوية مع الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا، استطاع البيدجا تأمين عمليات تهريبه وجعلها أكثر تعقيدًا وإجرامًا، حيث أصبح يُعرف بلقب "إمبراطور التهريب".
تورط في انتهاكات مروعة: من إغراق المهاجرين إلى تهريب النفط
خلال فترة سيطرة الميليشيات المسلحة على معظم أنحاء الغرب الليبي، برز البيدجا كلاعب رئيسي في تجارة البشر وتهريبهم عبر البحر، حيث ارتكب العديد من الانتهاكات ضد المهاجرين، بما في ذلك إغراق مراكبهم في عرض البحر. لم تقتصر نشاطاته الإجرامية على تهريب البشر فقط، بل تورط أيضًا في تهريب النفط، مستغلًا نفوذه وموقعه كآمر للأكاديمية البحرية في منطقة الزاوية شمال غربي طرابلس. تلك الجرائم جعلته هدفًا للعقوبات الدولية، حيث تم إدراجه على قائمة المطلوبين دوليًا بتهم الاتجار بالبشر وتهريب النفط.
اعتقال وإفراج مثير للجدل: كيف نجا البيدجا من العقاب؟
في بداية عام 2021، ألقت السلطات الليبية القبض على البيدجا بتهم تتعلق بجرائم تهريب البشر والنفط، إلا أن ما أثار غضب الرأي العام الليبي والدولي هو الإفراج عنه بعد أربعة أشهر فقط من اعتقاله في طرابلس. الأكثر إثارة للدهشة كان ترقيته أثناء فترة احتجازه، ما أظهر بوضوح حجم النفوذ الذي كان يتمتع به داخل بعض الأوساط السياسية والعسكرية في ليبيا. هذا الإفراج السريع أثار موجة من الانتقادات العارمة، حيث اعتبره الكثيرون تأكيدًا على وجود فساد عميق وتواطؤ داخل النظام.
ظهور علني رغم الجرائم: البيدجا في المحافل العسكرية والسياسية
بعد الإفراج عنه، لم يختفِ البيدجا عن الساحة، بل استمر في الظهور العلني في العديد من المحافل العسكرية والسياسية. وقد شوهد وهو يشرف على اختبارات المتقدمين للأكاديمية البحرية ويشارك في فعاليات عسكرية بصفته آمرًا لمعسكر الأكاديمية. الأدهى من ذلك، كان ظهوره إلى جانب أعضاء ورئيس المجلس الرئاسي الليبي في عدة مناسبات رسمية، ما أثار تساؤلات حول مدى تغلغل نفوذه داخل الدولة الليبية وقدرته على الإفلات من العقاب على الرغم من سجله الإجرامي.
نهاية دموية في طرابلس: ماذا بعد اغتيال البيدجا؟
جاء اغتيال البيدجا في طرابلس ليضع حدًا لحياة مليئة بالجرائم والفضائح، لكن مقتله يفتح أيضًا باب التساؤلات حول مستقبل شبكات التهريب التي كان يقودها. هل سيساهم اغتياله في تفكيك تلك الشبكات والحد من نشاطها الإجرامي؟ أم أن هذه الشبكات ستجد قادة جددًا يواصلون مسيرة الفساد والتهريب في ليبيا؟ يبقى المستقبل غامضًا، لكن اغتيال البيدجا قد يشكل نقطة تحول في الحرب ضد تهريب البشر في ليبيا.