عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

السويد تبدأ محاكمة رجلين بتهمة حرق المصحف وسط انتقادات دولية

السويد تبدأ محاكمة
السويد تبدأ محاكمة رجلين بتهمة حرق المصحف وسط انتقادات دولية

أعلنت النيابة العامة في السويد، يوم الأربعاء، عن بدء محاكمة رجلين قاما بحرق نسخ من المصحف الشريف في وقائع متعددة خلال العام الماضي. وتسببت هذه الأفعال في موجة من الغضب والاستياء في العالم الإسلامي، وسط تحذيرات من أن تلك التصرفات قد تؤدي إلى تأجيج التطرف وتصاعد الهجمات الإرهابية. وتأتي المحاكمة في وقت تشهد فيه السويد والدنمارك المجاورة زيادة في مستوى التأهب الأمني تحسبًا لأي أعمال انتقامية.

اتهامات بالتحريض على الكراهية: تفاصيل القضية ضد المتهمين

وجهت السلطات السويدية اتهامات رسمية للرجلين بارتكاب "جرائم التحريض على جماعة عرقية أو وطنية" بعد أن قاما بحرق المصحف في أربع مناسبات مختلفة، منها حرق المصحف أمام مسجد وفي أماكن عامة أخرى. وأفادت المدعية العامة، آنا هانكيو، أن تصرفات المتهمين تعكس ازدراءً للإسلام والمسلمين، مما جعلها تندرج ضمن الجرائم المتعلقة بالكراهية الدينية. وأوضحت أن الأدلة الرئيسية في القضية تشمل تسجيلات فيديو تظهر المتهمين وهما يقومان بهذه الأفعال.

تداعيات أمنية: ارتفاع مستوى التأهب في السويد والدنمارك

بعد سلسلة من وقائع حرق المصحف، قررت السلطات الأمنية في السويد رفع مستوى التأهب خوفًا من وقوع هجمات إرهابية كرد فعل على تلك الحوادث. ولم تكن السويد وحدها، إذ قامت الدنمارك، التي شهدت أيضًا حالات مماثلة، بتشديد قوانينها وحظر حرق المصاحف، محذرة من أن هذه الأفعال قد تؤدي إلى تصاعد التوترات وإشعال المزيد من العنف. ويأتي هذا التشديد الأمني في إطار جهود الحكومات لمنع تفاقم الأوضاع والحفاظ على الاستقرار الداخلي.

موقف المتهمين: دوافع الاحتجاج والانتقادات الإنسانية

صرح سلوان موميكا، أحد المتهمين في القضية، وهو لاجئ من العراق، أن حرقه للمصحف كان تعبيرًا عن احتجاجه على الدين الإسلامي ودعوة لحظر الكتاب المقدس. هذا التصريح أثار جدلاً واسعًا حول حرية التعبير وحدودها، خاصة عندما تكون تلك التصرفات مسيئة لمعتقدات دينية. من جهة أخرى، أعلنت مصلحة الهجرة السويدية أنها ترغب في ترحيل موميكا بسبب تقديمه معلومات كاذبة في طلبه للإقامة. إلا أن هذا القرار يواجه عقبات قانونية نظرًا لخطر تعرضه للتعذيب في العراق، مما يجعل تنفيذه أمرًا معقدًا من الناحية الإنسانية والقانونية.

أبعاد دولية: تداعيات القضية على العلاقات بين السويد والعالم الإسلامي

أثارت قضية حرق المصحف في السويد ردود فعل غاضبة من العديد من الدول الإسلامية، التي طالبت باتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الأحداث. وتعكس هذه القضية الحساسية الكبيرة التي تحيط بالعلاقات بين الدول الأوروبية والعالم الإسلامي، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا دينية تمس مشاعر ملايين المسلمين. وتأتي محاكمة الرجلين في ظل ضغوط دولية على السويد لضمان عدم السماح بتكرار مثل هذه الأحداث التي تضر بالعلاقات الدولية وتزيد من حدة التوترات.

تابع موقع تحيا مصر علي