عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

كيف نجح حزب الله وإسرائيل في تجنب حرب شاملة رغم التصعيد الخطير؟

حزب الله وإسرائيل
حزب الله وإسرائيل

رغم أن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله كان يوحي بانزلاق المنطقة نحو حرب شاملة، إلا أن الحسابات الاستراتيجية الدقيقة لكلا الطرفين أدت إلى احتواء الموقف. هذا المقال يستعرض كيف استطاع الجانبان تفادي المواجهة الكبرى رغم الاغتيالات والتوترات المتصاعدة.

اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية: شرارة التصعيد

في 30 يوليو، هزّت عملية اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، الضاحية الجنوبية لبيروت، مما دفع حزب الله إلى التوعد بالرد. وفي الوقت نفسه، جاء مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، ليضيف وقودًا إلى نار التوتر. ورغم الاتهامات التي وجهتها حماس وإيران لإسرائيل، إلا أن الأخيرة لم تؤكد أو تنفِ مسؤوليتها عن الهجوم، مما زاد من الغموض حول دوافع التصعيد.

التصعيد المتبادل: ضربات محدودة لتجنب الحرب الشاملة

بعد ساعات من اغتيال شكر وهنية، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا غير مسبوق، حيث أعلن حزب الله استهداف قاعدة للاستخبارات العسكرية قرب تل أبيب، بينما أكدت إسرائيل إحباط "جزء كبير" من هجوم الحزب عبر ضربات استباقية. وعلى الرغم من حدة التصعيد، إلا أن خسائر الجانبين كانت محدودة؛ حيث أشارت إسرائيل إلى "أضرار بسيطة للغاية" ومقتل جندي جراء صاروخ اعتراضي إسرائيلي، مما أعاد الأمور إلى مستوى التبادل اليومي المعتاد لإطلاق النار.
 

حزب الله وإسرائيل

الاستعدادات العسكرية والتحليل الاستراتيجي: تفادي الحرب بتكتيكات محسوبة

يرى محللون أن رد حزب الله المحدود يعكس رغبته في تجنب التصعيد الشامل مع إسرائيل. ووفقًا لدبلوماسي من الشرق الأوسط، فإن كلا الطرفين "راضٍ" عن نتائج التصعيد المؤقت. في هذا السياق، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحاجة لطمأنة الناخبين بأنه "متناغم مع الوضع في الشمال"، بينما كان حزب الله يسعى لعرض علني للانتقام دون الانجرار إلى حرب شاملة. الانتظار لمدة ثلاثة أسابيع لضربات حزب الله المتوقعة أتاح لإسرائيل فرصة "الاستعداد بشكل أفضل"، حيث قام الجيش الإسرائيلي باختبار سيناريوهات هجومية وجمع معلومات استخباراتية كافية لمواجهة الهجوم الوشيك.
 

العودة إلى العمليات الروتينية: حسابات الربح والخسارة

مع انتهاء التصعيد، عاد تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله إلى مستواه المعتاد، ما يشير إلى أن كلا الطرفين يسعى للحفاظ على توازن القوة دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة. وفقًا لمصدر لبناني مقرب من حزب الله، فإن الحزب مستعد للعودة إلى دوره كـ"جبهة دعم" في مواجهة إسرائيل، طالما استمرت الحرب مع حماس في غزة. هذا التوجه يعكس حرص الحزب على تجنب معركة شاملة قد تكون لها تداعيات كارثية على لبنان والمنطقة.

خطر الحرب الإقليمية: هل تم تأجيل الصدام الأكبر؟

رغم نجاح الطرفين في تجنب الحرب الشاملة حتى الآن، إلا أن خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا لا يزال قائمًا. يرى المحللون أن تجنب الصدام الأكبر يعتمد إلى حد كبير على نتائج محادثات وقف إطلاق النار في غزة. ومع استمرار التوترات والضربات المتبادلة، يبقى مستقبل الصراع مفتوحًا على جميع الاحتمالات، مما يجعل المنطقة في حالة ترقب دائمة.

تابع موقع تحيا مصر علي