الحرب الروسية الأوكرانية.. مستجدات الصراع وتحولات استراتيجية كبرى
ADVERTISEMENT
في الأسابيع الأخيرة من أغسطس 2024، كثفت روسيا من هجماتها الجوية والبرية على أوكرانيا، مستهدفة بشكل خاص البنية التحتية الحيوية مثل محطات الطاقة والمياه. الهجمات التي طالت 15 من أصل 24 منطقة أوكرانية أدت إلى مقتل 18 شخصًا وإصابة 37 آخرين، مما فاقم من معاناة المدنيين وعمّق الأزمة الإنسانية في البلاد. هذه الهجمات استهدفت أيضًا البنية التحتية في دونيتسك، حيث انقطعت الكهرباء عن 29 مستوطنة نتيجة القصف المتواصل.
إطلاق 200 صاروخ وطائرة روسية باتجاه أوكرانيا
وأمس، أطلقت روسيا، أكثر من 200 صاروخ وطائرة بدون طيار ، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإلحاق أضرار بالبنية التحتية للطاقة في هجوم أدانه الرئيس الأمريكي جو بايدن ووصفه بأنه "شائن".
وقال الكرملين يوم الاثنين إنه سيكون هناك رد على تحرك أوكرانيا في كورسك، ولكن بعد ثلاثة أسابيع من التوغل، تزعم كييف أنها أحرزت المزيد من التقدم. وتقول موسكو إنها تواصل قصف القوات الأوكرانية هناك - لكنها لا تزال غير قادرة على إخراجها.
ولم يعرف على الفور حجم هجمات الثلاثاء وتأثيرها الكامل، لكن القوات الجوية الأوكرانية قالت إنها سجلت إطلاق عدة مجموعات من الطائرات بدون طيار وإقلاع قاذفات استراتيجية من طراز توبوليف 85 وطائرات اعتراضية تفوق سرعة الصوت من طراز ميج 31 من المطارات الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربات التي شنتها يوم الاثنين أصابت "جميع الأهداف المحددة" في البنية التحتية الحيوية للطاقة في أوكرانيا.
الدفاع الأوكراني وابتكارات جديدة في المعارك
على الرغم من الهجمات الروسية المكثفة، أظهرت القوات الأوكرانية مقاومة قوية، مستفيدة من الدعم العسكري الغربي المتزايد. خلال أغسطس، قامت أوكرانيا بتجربة صواريخ باليستية جديدة محلية الصنع، وهو ما يعد تطورًا هامًا في قدرتها الدفاعية. بالإضافة إلى ذلك، نفذت القوات الأوكرانية عمليات هجومية محدودة على مناطق تحت سيطرة روسيا، بما في ذلك هجوم على ميناء كافكاز الروسي، حيث تم تدمير سفينة محملة بالوقود كانت متجهة إلى شبه جزيرة القرم.
الأزمات الإنسانية: نزوح واسع ومعاناة متزايدة
مع اشتداد العمليات العسكرية، تتفاقم الأزمة الإنسانية في أوكرانيا. في دونيتسك وشرق أوكرانيا بشكل عام، تتعرض المدن والقرى لضربات يومية، مما دفع الآلاف إلى النزوح نحو الغرب بحثًا عن الأمان. تشير التقارير إلى أن المدن المتضررة تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والكهرباء، مع تزايد عدد النازحين الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
التحولات الدولية والدعم الغربي المتزايد
شهدت الأشهر الأخيرة تزايد الدعم الغربي لأوكرانيا، حيث قدمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مساعدات عسكرية واقتصادية ضخمة. هذا الدعم شمل إرسال أسلحة متطورة وتعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية، بالإضافة إلى فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا. ومع ذلك، ورغم هذه الجهود الدولية، لا تزال موسكو تصر على مواصلة عملياتها العسكرية، مما يزيد من تعقيد الوضع ويجعل الوصول إلى حل دبلوماسي أمرًا بعيد المنال.
التوقعات المستقبلية: استمرار الصراع دون أفق واضح
مع استمرار التصعيد على الأرض، يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية دخلت مرحلة جديدة من التعقيد. في ظل تمسك الطرفين بمواقعهما وعدم وجود تقدم في الجهود الدبلوماسية، من المتوقع أن يستمر الصراع لفترة طويلة، مع تزايد الضغوط الدولية على روسيا وارتفاع تكلفة الحرب بالنسبة لكل من موسكو وكييف.