رحيل نبيل العربي.. رمز الدبلوماسية المصرية وأمين جامعة الدول العربية الأسبق
ADVERTISEMENT
توفي نبيل العربي، وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عن عمر يناهز 88 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا دبلوماسيًا وقانونيًا كبيرًا. شغل العربي مناصب عليا في السلك الدبلوماسي المصري، وكان له دور بارز في العديد من المحافل الدولية. تولى منصب أمين عام جامعة الدول العربية من 15 مايو 2011 إلى 30 يونيو 2016، بعد فترة قصيرة قضاها كوزير للخارجية في أعقاب ثورة 25 يناير.
من كلية الحقوق إلى محكمة العدل الدولية: مسيرة أكاديمية متميزة
بدأ نبيل العربي مسيرته العلمية بتخرجه في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1955، ثم حصل على ماجستير في القانون الدولي، تلاها درجة الدكتوراه في العلوم القضائية من جامعة نيويورك. هذه الخلفية الأكاديمية الثرية لم تقتصر على الجانب النظري، بل جعلت منه أحد أبرز الشخصيات القانونية في العالم، حيث شغل منصب قاضٍ في محكمة العدل الدولية من 2001 إلى 2006، وساهم في إصدار حكم تاريخي يدين بناء الجدار الفاصل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية.
دور بارز في مفاوضات طابا وكامب ديفيد: مهندس الاتفاقات التاريخية
كان للعربي دور رئيسي في إنهاء نزاع طابا بين مصر وإسرائيل خلال الفترة من 1985 إلى 1989، حيث ترأس الوفد المصري المفاوض. كما عمل مستشارًا قانونيًا للوفد المصري في مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 1978. هذه الإنجازات جعلت منه شخصية بارزة في الساحة الدولية، وعززت من مكانته كدبلوماسي محنك قادر على التفاوض في أصعب الظروف.
المسيرة الدبلوماسية: من الهند إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية
شغل نبيل العربي مناصب دبلوماسية عديدة على مدار حياته، منها سفير مصر لدى الهند من 1981 إلى 1983، وممثل دائم لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف ونيويورك بين 1987 و1999. هذه المناصب الرفيعة منحته خبرة واسعة في التعامل مع القضايا الدولية والإقليمية المعقدة، مما أهله لتولي رئاسة مركز التحكيم الدولي، ثم أمانة جامعة الدول العربية في 2011، حيث قاد الجامعة خلال فترة حرجة من تاريخ المنطقة.
أبرز إنجازاته كوزير للخارجية: دعم القضية الفلسطينية وتعزيز العلاقات الدولية
خلال فترة توليه وزارة الخارجية في 2011، عمل نبيل العربي على تعزيز مكانة مصر الدولية بعد ثورة 25 يناير، وحذر إسرائيل بلهجة حادة من القيام بأي عمل عسكري ضد غزة. كما طالب بإعادة النظر في عقود تصدير الغاز المصري لإسرائيل، مما أثار ردود فعل قوية في الأوساط الإسرائيلية. ساهم العربي أيضًا في حل أزمة المصريين العالقين في تونس خلال الثورة الليبية، ولعب دورًا مهمًا في المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس.
إرث دبلوماسي خالد: مدرسة في القانون الدولي وفن التفاوض
يعتبر نبيل العربي مدرسة في الدبلوماسية والقانون الدولي، تتلمذ على يديه أجيال من الدبلوماسيين المصريين. كانت إدارته للمفاوضات تتسم بالحكمة والصرامة، ما جعله يحظى باحترام واسع على الساحة الدولية. ورغم رحيله، سيظل تأثيره ممتدًا من خلال إنجازاته ودوره البارز في خدمة مصر والعالم العربي.