ليبيا.. الصراع المسلح يعود إلى الواجهة والتحركات العسكرية تتصاعد
ADVERTISEMENT
حذر مندوب ليبيا في الأمم المتحدة، الطاهر السني، من اقتراب بلاده من صراع مسلح جديد بسبب استمرار الانسداد السياسي وعدم وجود حلول واقعية من قبل مجلس الأمن الدولي. وشدد السني على أن الأزمة في ليبيا سياسية بالأساس، داعيًا إلى دعم إرادة الليبيين في إجراء الانتخابات كحل وحيد للخروج من الأزمة. التحركات العسكرية الأخيرة جنوب غربي ليبيا تعزز مخاوف تجدد العنف وعودة البلاد إلى دائرة الحرب الأهلية.
الأزمة السياسية وتأثيرها على الاستقرار:
في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، حذر السني، من أن بلاده قد تشهد تجددًا للصراع المسلح إذا استمر الفراغ السياسي والتدخلات الخارجية. السني شدد على أن الأزمة في ليبيا ليست قانونية بل سياسية بامتياز، داعيًا إلى دعم رغبة الليبيين في إجراء الانتخابات كسبيل وحيد للخروج من الأزمة المستمرة.
أكد السني أن الأزمة في ليبيا تفاقمت بسبب الانسداد السياسي وغياب الحلول الفعّالة من المجتمع الدولي. ووجه انتقادات حادة لمجلس الأمن الذي وصفه بالعاجز عن اتخاذ خطوات عملية لمحاسبة المعرقلين ووقف التدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد الوضع. كما أشار السني إلى خطورة اتخاذ الإجراءات الأحادية من قبل الأطراف الليبية، مثل قرار البرلمان بإلغاء اتفاق جنيف، مما يهدد بزيادة التوترات ويعمق الأزمة السياسية.
التصعيد العسكري في الجنوب الغربي:
في تطور ميداني مثير للقلق، توجهت قوات تابعة للقيادة العامة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إلى بلدة الشويرف جنوب غربي البلاد، حيث أعلن صدام حفتر عن عملية عسكرية تهدف رسميًا إلى تأمين الحدود الجنوبية. هذه التحركات العسكرية، التي تأتي في منطقة تسيطر عليها حكومة طرابلس المعترف بها دوليًا، تثير مخاوف من تجدد الحرب الأهلية بعد أربع سنوات من وقف إطلاق النار.
ردود الفعل الليبية والدولية:
ردًا على التصعيد العسكري، رفعت وحدات الجيش الليبي التابعة لحكومة الوحدة الوطنية درجة الاستعداد لصد أي هجوم محتمل. وأكد رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، على ضرورة التصدي لمن يسعون إلى تجديد الخروقات العسكرية وتعزيز الانقسام في البلاد. وتأتي هذه التطورات في ظل تحذيرات دولية من عودة العنف إلى ليبيا وتفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية في البلاد.
ليبيا تقف على حافة صراع مسلح جديد وسط استمرار الانقسامات السياسية والتدخلات الخارجية. وفي ظل هذه الظروف المعقدة، يظل دعم إرادة الليبيين في إجراء انتخابات حرة ونزيهة هو الحل الوحيد الذي يمكن أن ينقذ البلاد من العودة إلى مربع العنف والانقسام.