عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

واشنطن ترفض دعم بقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا وتنتقد تصريحات نتنياهو

بلينكن والرئيس الإسرائيلي
بلينكن والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ

نفت الإدارة الأميركية، يوم الثلاثاء، التقارير التي تفيد بموافقة واشنطن على مطلب إسرائيل ببقاء قواتها في محور فيلادلفيا، الذي يشكل حدودًا استراتيجية بين مصر وقطاع غزة. جاء هذا النفي عبر مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية، الذي أكد أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن لم يقتنع بموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن الولايات المتحدة ما زالت تتطلع إلى استمرار المحادثات لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.

واشنطن تتوقع مواصلة الجهود رغم التصريحات الإسرائيلية

في تصريح لوكالة رويترز، أوضح المسؤول أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لم يقتنع بمطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تُفضل التركيز على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تتوقع استمرار المحادثات الرامية إلى تحقيق هذا الهدف خلال الأسبوع الجاري.

محادثات وقف إطلاق النار: تحديات وضغوط مستمرة

وسط ضغوط دولية مكثفة لوقف القتال بين إسرائيل وحماس، تتواصل المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى هدنة طويلة الأمد. ومع ذلك، تقف بعض التصريحات الإسرائيلية عقبة أمام تحقيق تقدم ملموس.

أشار المسؤول الأميركي إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة، التي شدد فيها على عدم انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا ومحور نتساريم، تعتبر "غير بناءة" وتزيد من تعقيد الجهود الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار. وقال إن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى تعقيد الأمور أكثر، خاصة في ظل التوترات الراهنة في المنطقة.
 

نتنياهو: محور فيلادلفيا خط أحمر لأمن إسرائيل

من جانبه، أصر نتنياهو في تصريحاته على أن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا، واصفًا إياه بأنه ذو أهمية استراتيجية قصوى لأمن إسرائيل، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية. وأكد أن الحفاظ على هذه المناطق يعد جزءًا من السياسات الدفاعية الإسرائيلية، خاصةً في ظل ما تعتبره إسرائيل تهديدات مستمرة من جانب الفصائل الفلسطينية المسلحة.

محور فيلادلفيا: الخلفية الاستراتيجية للنزاع

يقع محور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويمتد على مسافة نحو 14 كيلومترًا. منذ سنوات، كانت السيطرة على هذا المحور محط خلافات وصراعات مستمرة بين إسرائيل والفلسطينيين. بالنسبة لإسرائيل، يمثل المحور نقطة حيوية لمنع تهريب الأسلحة والذخيرة إلى غزة، بينما ترى الفصائل الفلسطينية في هذا المحور رمزًا للاحتلال والتضييق على القطاع.

في السنوات الأخيرة، حاولت أطراف دولية عديدة التوسط لتحقيق حل وسط يمكن أن يؤدي إلى تخفيف حدة التوترات في هذا الممر الاستراتيجي، ولكن مع تزايد التصريحات المتشددة من كلا الجانبين، تبدو الحلول الدبلوماسية بعيدة المنال في الوقت الراهن.

واشنطن توازن بين دعم إسرائيل والدبلوماسية

في سياق الجهود الدبلوماسية الحالية، تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق توازن بين دعمها لإسرائيل كموقع استراتيجي في الشرق الأوسط، وبين رغبتها في تحقيق استقرار إقليمي عبر تهدئة التوترات ووقف الأعمال القتالية. تصريحات المسؤول الأميركي تشير إلى استمرار الضغط على جميع الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات، مع التأكيد على أن واشنطن لن تتبنى موقفًا من شأنه أن يعرقل فرص التوصل إلى اتفاق سلام دائم.

تابع موقع تحيا مصر علي