السودان وأمريكا.. محادثات جدة تنهار وسط خلافات حول تمثيل الحكومة
ADVERTISEMENT
تعثرت المشاورات بين الحكومة السودانية والمسؤولين الأمريكيين في جدة، دون التوصل إلى اتفاق حول مشاركة الحكومة السودانية في محادثات السلام المرتقبة في جنيف. يُعد هذا الفشل مؤشرًا مقلقًا على مستقبل المفاوضات المقررة بعد ثلاثة أيام، حيث تُثار تساؤلات حول إمكانية تحقيق تقدم ملموس في مسار السلام.
خلافات جوهرية حول طبيعة المفاوضات
الوفد السوداني، الذي قاده وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، أبدى مخاوفه من طبيعة المحادثات المرتقبة في جنيف. وطلب الوفد ضمانات بأن تُركز المفاوضات على تنفيذ اتفاق جدة الذي تم توقيعه في مايو الماضي. كما أكد الوفد على ضرورة تمثيل الحكومة بكافة مكوناتها في هذه المحادثات، وليس فقط من قبل المؤسسة العسكرية.
في المقابل، كان الوفد الأمريكي بقيادة المبعوث الخاص توم بيرييلو مصراً على أن محادثات جنيف ستكون ذات طابع عسكري في المقام الأول. وأوضح أن الهدف الأساسي من هذه المحادثات هو تحقيق وقف لإطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة. وشدد بيرييلو على أن الدعوة قد وُجهت لقيادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع فقط.
انهيار المشاورات وعودة الوفد السوداني
التباين الواضح في وجهات النظر أدى إلى انهيار المحادثات في جدة، ما دفع الوفد السوداني إلى العودة إلى بورتسودان يوم الأحد دون التوصل إلى أي تفاهمات ملموسة. ووفقًا لمصادر عسكرية تحدثت لـ"سودان تريبيون"، فإن الجانب الأمريكي لم يُعالج بشكل كافٍ مخاوف الحكومة السودانية، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق جدة وضرورة تمثيل الأطراف المدنية في المفاوضات.
تأثير تعثر محادثات جدة على مفاوضات جنيف
إن فشل التوصل إلى اتفاق في جدة يضع مصير محادثات جنيف على المحك. من المقرر أن تبدأ هذه المفاوضات في 14 أغسطس، ولكن الفجوة الكبيرة في التفاهم بين الجانبين تلقي بظلالها على فرص النجاح. مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن الحكومة السودانية تتبنى موقفًا حذرًا إزاء هذه المفاوضات، لكنها تبقى منفتحة على استكشاف جميع السبل الممكنة.
تحضيرات لمشاورات أولية مع الولايات المتحدة
رغم التعثر في جدة، فإن الحكومة السودانية لا تزال ملتزمة بالانخراط في مسار السلام. وتؤكد المصادر أن الوفد السوداني سيعود إلى بورتسودان، مع توقعات بإجراء اتصالات رفيعة المستوى بين قيادة الجيش والإدارة الأمريكية في الأيام المقبلة.