لو الزوج مسافر يرسل الأموال لزوجته أم لوالدته؟ أمين الفتوى يجيب
ADVERTISEMENT
أجاب الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول: " لو الزوج مسافر للعمل.. هل يُرسل مصاريف البيت لزوجته أم والدته؟".
العلاقة مع الأم هي علاقة بر
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له "كيف يتصرف الزوج هنا عندنا علاقتان: علاقة زوجية وعلاقة مع والدته، فالعلاقة مع والدته هي علاقة بر، والعلاقة بينه وبين زوجته هي علاقة واجبة يجب أن ينفق عليها نفقه شرعية أصلية".
ماذا نفعل إذًا؟ أرسل أموالاً لوالدتي من باب البر وأرسل أموالاً لزوجتي من باب النفقة
وتابع: "لابد من التمييز بين الأمرين، يجب ألا يرسل الأموال إلى زوجته ثم تشعر زوجته بأنها تتفضل على والدتها من دخل زوجها، هذا خطأ، كما لا ينبغي أن يرسل الأموال إلى والدته، فتشعر والدته أنها تتفضل عليها من حساب ابنها، هذا خطأ، وخصوصًا إذا كان كلاهما لا يحسن التصرف".
وأضاف: "ماذا نفعل إذًا؟ أرسل أموالاً لوالدتي من باب البر، وأرسل أموالاً لزوجتي من باب النفقة الشرعية على زوجتي وأولادي، أنا أيضًا مطالب بأن أعرف كيفية إدارة هذا الأمر أو هذا الموضوع، لا بد من إدارة هذا الأمر بشكل جيد، أرسل لزوجتي من باب النفقة على زوجتي وأولادي ما يكفيهم، بحيث يحفظ لهم حياة كريمة ويضمن لهم احتياجاتهم الأساسية، ثم أرسل لوالدتي ما يكفيها من باب البر، اجعل الأموال مخصصة لكل منهما حسب احتياجاتهما، ولا تخلط بينهما".
أهمية العلاقة الأسرية
قال الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن العلاقة الزوجية هي علاقة تكاملية، وليست قصة من يفرض سيطرته على الآخر، أو من يكون له الريادة والقيادة، وبالطريقة التي فيها تناحر وصراع، ولكنها علاقة تكاملية.
خلق الحق تبارك وتعالى لآدم السيدة حواء حتى يأنس
وأوضح أمين الفتوى في تصريح له: "سيدنا آدم عليه السلام، عندما خلقه الله سبحانه وتعالى في الجنة التي بها كل الملذات، شعر بالوحدة وأراد أن يشعر بالأنس، فخلق الحق تبارك وتعالى له السيدة حواء حتى يأنس، إذاً، فإن وجود الذكر والأنثى هو لتحقيق التكامل بين الاثنين، ولا يوجد صراع بين الرجل والمرأة، إنما هي علاقة تكامل، وسيدنا آدم لم يشعر في الجنة بالراحة النفسية التي كان يتمناها، إنما شعر بالوحدة، فخلق الله سبحانه وتعالى السيدة حواء له حتى يشعر بالأنس. ولذلك، شعر بالأنس والمحبة والطمأنينة مع السيدة حواء".
وأضاف: "توالت الأجيال جيلًا بعد جيل، وشرع الحق تبارك وتعالى الزواج من أجل بناء الأسرة ومن أجل المودة والرحمة، ولذلك، يقول الحق تبارك وتعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»، إذاً الزواج هو الانس والمودة والرحمة، وهو من آيات الله سبحانه وتعالى، فالزواج يخلق علاقات جديدة بين بعض الأشخاص الذين قد لا يعرفون بعضهم البعض مسبقًا، مثل العلاقة بين الزوجة وأم الزوج، الاثنان قد لا يعرفان بعضهما قبل ذلك، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يجمع بينهما في علاقة، العلاقة بين الزوجة وأم الزوج، هي علاقة بين بنت صغيرة وسيدة كبيرة؛ السيدة الكبيرة هي أم الزوج، والبنت الصغيرة هي زوجة الابن، بمجرد عقد القران، يصبح الحمى والحماة في منزلهما كوالدي الزوج، إذاً، العلاقة بين زوجة الابن وحماتها (أم الزوج) هي علاقة بنت بأمها وعلاقة أم بابنتها".
ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا
واستكمل: "من الضروري أن نفهم أن للحماة كل الاحترام والتقدير، وللبنت كل العطف والشفقة، ويجب أن نتذكر قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا"، إذاً، يجب على زوجة الابن توقير الحماة، ويجب على الحماة أن تكون رحيمة بزوجة الابن".