القس طوني جورج: تمثيل العشاء الأخير في أولمبياد باريس لم يُسئ للمسيحية بل للإنسانية
ADVERTISEMENT
قال القس طوني جورج، راعي بالكنيسة المعمدانية الإنجيلية، مؤسس خدمة tC مصر؛ إن ما جرى في حفل افتتاح أولمبياد باريس بعرض محاكاة العشاء الأخير له مغزى أكبر بكثير من كونه صورة للعشاء الرباني، فالمشهد أساء للإنسانية وليس للمسيحية وحدها، حيث سعى القائمين على تمثيل العشاء الرباني للترويج لفكر الانحرافات الجنسية بأنواعها، وعدم الإقرار بفكرة نوع الإنسان وتحدي للطبيعة التي خلق الله الانسان، وفي الأونة الأخيرة انتشرت في المجتمعات الغربية أفكار تقول بأن المسيح من الممكن أن يكون سيدة وليس رجل!، علاوة على تدريس المثلية الجنسية في مدارس بأوروبا وأمريكا وأن من حق الفرد أن يختار جنسه، وهذه هي النوايا الحقيقية التي أظهرتها أولمبياد باريس مؤخرًا.
حفل افتتاح أولمبياد باريس بعرض محاكاة العشاء الأخير له مغزى أكبر بكثير من كونه صورة للعشاء الرباني
واستكمل القس الإنجيلي: وبالرغم من أن مصدر الخطية هو السقوط لكن ايضاً الكثير من الخطايا تأتي نتيجة اضطرابات نفسية يمر بها الإنسان في حياته وهذه الاضطرات لها علاج، لكن حالة اللغط التي أثيرت حول هذا المشهد ليست في تجسيد وإعادة تمثيل صورة العشاء الأخير التي رُسمت في القرن الـ16 -أي قبل أكثر من 500 عام- بقدر ما احتواه المشهد في تمثيلها على أشكال ورموز معبرة عن أفكار الانحراف الجنسي. مؤكدًا؛ أن العشاء الأخير لحظة مقدسة في حياة السيد المسيح وفيها جسد تضحيته المطلقة ومحبته اللا نهائية للإنسان، والسخرية من هذا الحدث اليوم وبهذه الطريقة الساخرة أمر غير مقبول تمامًا ولا يليق.
الكثير من الخطايا تأتي نتيجة اضطرابات نفسية يمر بها الإنسان في حياته وهذه الاضطرات لها علاج
وأكمل "جورج": وسط كل ذلك فنحن لدينا قضية وسوف نستمر في إيصال النور في كل مكان مليء بالظلام والموت مهما حدث، وسنظل نجاهد من أجل رسالة المسيح وهي المحبة، والخلاص للجميع وسنكمل تجسيد مشهد المرأة التي أمسكت بذات الفعل، وبحسب قول الإنجيل "أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ فَقَالَتْ: لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ! فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ". وفي موضع آخر أعلن السيد المسيح بقوله: "لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَة".
وكان مجلس كنائس مصر أصدر بيان رسمي، في ذات الأمر، مؤكدًا أن العرض قد تجاوز حدود الحريات المشروعة، وأساء إلى مشاعر الملايين من المسيحيين حول العالم الذين يعتبرون لوحة العشاء الأخير رمزًا للتضحية المحبة والتجمع حول مائدة السيد المسيح، داعيًا المجتمع المسيحي لليقظة والانتباه للمحاولات المستمرة لزعزعة ثوابت إيماننا والتمسك برسالتنا الأصلية، رسالة المحبة، كما اعتبرت الكنيسة الإنجيلية المصرية ما حدث في باريس يضرب جذور القيم الأخلاقية التي تسعى لها الروح الرياضية للألعاب الأولمبية، ومحذرة من أن مثل هذه المواقف قد تفقد اللجنة الأولمبية الدولية هويتها الرياضية المميزة ورسالتها الإنسانية.
فيما عبر مجلس الأساقفة الفرنسيون عن أسفهم لمشاهد استهزاء وسخرية من المسيحية، خلال حفل افتتاح أولمبياد باريس، وهو ما تبعه بيانات واستنكارات عدة كنائس وطوائف مسيحية بدول العالم أجمع.