هل شدة الحر من فيح جهنم.. تحذير نبوي ماذا قال سيدنا محمد؟
ADVERTISEMENT
هل شدة الحر من فيح جنهم ؟ ثبت في السنة النبوية أن شدة الحر وشدة البرد هما من أثر نفسي جهنم، فأشد ما نجد من الحر يكون من فيح جهنم، فهذا الحر الذي يعيشه الناس في كافة أنحاء العالم من فيح جهنم؛ وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: «اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير».
ويرشدنا هذا الحديث إلى أن نتق هذه الشمس المحرقة؛ وحماية فلذات الأكباد منها، ومن أضرارها وآثارها، فصغار السن لا يعون خطورتها، خاصة في وقت الظهيرة، وبعض الآباء والأمهات في غفلة عنهم.
شدة الحر من فيح جهنم
ولا يخفى أن الحرَّ مشقة تلحق بالإنسان، وجهد ينزل ساحته؛ ولذا فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن شدة الحر من فيح جهنم؛ كما في حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» متفقٌ عليه.. قال الإمام الزرقاني في "شرحه على موطأ الإمام مالك": «سَجْرُ جهنم سبب فيحها، وفيحها سبب وجود شدة الحر، وهو مظنة المشقة».
دعاء الحر الشديد
يستحب للإنسان عند اشتداد الحرِّ أن يُكثر من قول "لا إله إلا الله"، وأن يستعيذ بالله تعالى من النار ومن حرِّ جهنم، وأن يسأله سبحانه العافية؛ فيقول: "اللهم أجرني من حَرِّ جهنم"، أو "اللهم أجرنا من النار، ومن عذاب النار، ومن كلِّ عملٍ يقربنا إلى النار، وأصلح لنا شأننا بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفَّار"، ويجوز أن يدعو بغير ذلك من الأدعية التي يباح الدعاء بها عندما يحصُل للإنسان ما يقلقه أو يزعجه.
تأخير صلاة الظهر بسبب الحر
تأخير صلاة الظهر مستحب في شدة الحر، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم» متفق عليه. فإذا لم يشتد الحر لم يشرع الإبراد أي التأخير، وإذا اشتد ولم يكن على الناس مشقة في الحضور كأن كانوا يمشون في كن أو نحوه، فقد اختلف العلماء هل يشرع الإبراد حينئذ أو لا؟ والقول بالمشروعية أقرب، عملا بالعموم.
وقال جمهور أهل العلم: يستحب تأخير الظهر في شدة الحر إلى أن يبرد الوقت، وينكسر الوهج، وخصه بعضهم بالجماعة، فأما المنفرد فالتعجيل في حقه أفضل، وهذا قول أكثر المالكية، والشافعي أيضا، لكن خصه بالبلد الحار، وقيد الجماعة بما إذا كانوا ينتابون مسجدا من بعد، فلو كانوا مجتمعين، أو كانوا يمشون في كن، فالأفضل في حقهم التعجيل، والمشهور عن أحمد التسوية من غير تخصيص ولا قيد، وهو قول إسحاق والكوفيين، وابن المنذر. انتهى.
ثم اختلفوا بعد هذا في حد الإبراد فقيل إلى ثلث الوقت، وقيل إلى نصفه، وقيل غير ذلك. غير أنهم اتفقوا كما قال الحافظ على أنه لا يؤخرها إلى آخر الوقت.
الإبراد في صلاة الظهر بسبب الحر
مظاهر السماحة والسهولة في الشريعة الإسلامية كثيرة، ومن ذلك التيسير أن جعل لكل صلاة وقتا ممتدا تصلى فيه؛ دفعا للحرج والمشق، .وفي هذا الحديث يخبر أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخر الأذان حتى يبرد الجو وتنزل حرارته، فجلس، ثم أراد أن يؤذن بعد مدة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أبرد. حتى رأوا فيء التلول، أي: ظهر ظل التلال العالية؛ نتيجة للتأخير، ثم قال صلى الله عليه وسلم: إن شدة الحر من فيح جهنم -أي: من حرها وفورانها-، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة. والإبراد بالظهر هو تأخير الخروج إلى صلاتها حتى يبرد الجو وتنكسر حرارة الشمس التي تكون في بداية وقت الظهيرة.