بعد ضرب الزوجة لحماتها.. عالم أزهري: آثمة شرعا ويجب علينا احترام الكبير
ADVERTISEMENT
أثار مقطع فيديو ضرب سيدة لحماتها في الشرقية، استياء كبيرًا من المصريين، وظهرت زوجة الابن تضرب وتسحل حماتها بوحشية، بينما تقوم والدتها بنهرها والفصل بين الزوجة والحماة التي ظهرت تبكي جراء اعتداء زوجة ابنها، والأصل في التعامل بين الناس أنه يقوم على المودة والرحمة والعطف والتسامح في الأقوال والأفعال، قال عز وجل: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» (البقرة:83)، وقال تعالى: «وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» (الإسراء:53).
حماتها بمنزلة أمها
وتعليقاً على هذه الواقعة، أكد الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن هذه الزوجة بعيدة كل البعد عن القيم والعادات والتقاليد، مؤكًدا أن حماتها بمنزلة أمها، والله عز وجل أمرنا باحترام الآباء والكبار، مستدلا بقول الله تعالى: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا».
واستدل «مهنا» في تصريح له: بقول الله عز وجل «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ»، وقال صلى الله عليه: «ليس مِنَّا مَنْ لَمْ يَرحمُ صَغيرَنا ولَمْ يَعرِفْ شَرَفَ كبيرِنا».
أذت نفساً بشرية وأذت زوجها
وتابع: إن هذه الزوجة ليس لها أب ربى ولا أم علمت، وعليها ذنب عظيم، لأنها أذت نفساً بشرية وأذت زوجها في غيابه، ومن حق زوجها أن يضع حدًا لما حدث لأمه».
حكم خدمة الزوجة لأم زوجها
خدمة الأم ورعايتها إذا احتاجت إلى ذلك تجب على أولادها بنات كن أو أبناء، ولا تجب على زوجة الابن خدمة أم الزوج ولا رعايتها، ولا تأثم إذا امتنعت عن ذلك، وليس في الشرع ما يدلّ على إلزام المرأة بخدمة أهل زوجها أو أمّه، ولا يكون ذلك إلّا في حدود المعروف وقدر الطاقة، وذلك من باب حُسن العشرة لزوجها وبرّاً فيمن يجب عليه برّه، كما أنّ خدمة أهل الزوج وأمّه وأخواته ونحو ذلك ليس من لوازم عقد الزواج، فلا ينبغي أن يُختلف فيه، وللزوجة أن تتبرّع بخدمتهم إن شاءت ذلك احتساباً للأجر، وينبغي للزوج أن يقف عند هذا الحكم الشرعيّ، ولا يطلب من زوجته ما لم يلزمها الشرع به، كما يجدر به العلم أنّه لا طاعة له عند زوجته إن أمرها بذلك لكونه ليس من شرع الله.
حكم خدمة الزوجة لأهل زوجها
قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، إن رعاية الزوجة لوالد ووالدة زوجها ليست واجبة، مشيرًا إلى أنها لا تأثم إن قصرت في خدمتهما لكن هذا يكون من باب التطوع وخدمة إنسان مسلم الذي يثاب عليه العبد.
واَوضح «ممدوح»، في فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، ردًا على سؤال: «هل أكون آثمة بعدم خدمتي لأهل زوجي؟»، أن زوجة الابن غير مكلفة شرعًا برعاية أهل الزوج، إلا إذا تطوعت بذلك، فلها الأجر والثواب الجزيل عند الله تعالى، مشيرًا إلى أن الله عز وجل قد غفر لمن أزاح الأذى عن الطريق وأدخله الجنة بذلك، فمن باب أولى أن يكتب الله الأجر العظيم على رعاية الإنسان والعطف عليه من قبل المؤمنات الصالحات.
وأضاف أنه ليس في الشرع ما يدل على إلزام الزوجة أن تساعد أم الزوج، إلا في حدود المعروف، وقدر الطاقة إحسانًا لعشرة زوجها، وبرًّا بما يجب عليه بره".
حكم خدمة المرأة لأهل زوجها
رأى الفقهاء أن زوجة الابن غير مكلفة شرعًا بخدمة ورعاية أهل الزوج، إلا إذا تطوعت بذلك، فلها الأجر والثواب الجزيل عند الله تعالى، وأنه ليس في الشرع ما يدل على إلزام الزوجة أن تساعد أم الزوج، إلا في حدود المعروف، وقدر الطاقة؛ إحسانًا لعشرة زوجها، وبرًّا بما يجب عليها بره.
والواجب على المراة أن ترعى زوجها وأبناءها، وأن أهل الزوج إذا كان لديهم قدرة مالية على استئجار خدمة فهذا الأولى، وإلا يراعهما ابنهما، ولا مانع للزوجة من مساعدة أهل زوجها برًا ورحمة منها ولها الأجر على ذلك.
هل خدمة الزوجة لأهل الزوج فرض؟
قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن «خدمة الزوجة لأهل الزوج ليست فرضا لكنها مستحبة وتكرم منها وبر بالزوج، إذا فعلتها عن راحة نفس وبر لزوجها فلها ثوابها»، مضيفاً: «لكن لو أن خدمة أهل الزوج كانت ثقيلة على الزوجة ولديها أولويات أهم فهى ليست مكلفة بخدمة أهل زوجها».