عاجل
الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

"انتفاضة طلابية".. ما هو نظام حصص الوظائف الذي أشعل فتيل الاحتجاجات في بنجلاديش؟

احتجاجات بنجلاديش
احتجاجات بنجلاديش

أمرت المحكمة العليا في بنجلاديش، يوم الأحد، بتقليص نظام الحصص المثير للجدل للوظائف الحكومية، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا سيؤدي إلى نهاية فورية للاضطرابات التي تشهدها البلاد وأدى إلى مقتل وإصابة المئات من الاشخاص. 

انقطاع الاتصالات في بنجلاديش 

وتشهد بنجلاديش انقطاعا للاتصالات منذ يوم الخميس، بما في ذلك تعليق خدمات البيانات المحمولة والرسائل النصية. كما تم تمديد حظر التجوال حتى مساء الأحد.

احتجاجات بنجلاديش 

وخرج مئات الآلاف من الطلاب إلى الشوارع مطالبين بإنهاء نظام الحصص الذي يخصص ما يصل إلى 30 في المائة من الوظائف الحكومية لأقارب المحاربين القدامى الذين قاتلوا في حرب استقلال بنجلاديش عام 1971 ضد باكستان.

وبدأت الاحتجاجات في أواخر الشهر الماضي، لكن التوترات تصاعدت يوم الاثنين عندما اشتبك طلاب ناشطون في جامعة دكا، وهي الأكبر في البلاد، مع الشرطة، وأدى احتجاج مضاد إلى تفاقم الوضع.

وأعلن الطلاب أن الاحتجاجات كانت سلمية حتى وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما هاجم الجناح الطلابي لحزب رابطة عوامي الحاكم المتظاهرين. وأصيب المئات من الأشخاص، بما في ذلك أفراد الشرطة.

وأطلقت الشرطة ومسؤولو الأمن الرصاص والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في بنجلاديش يوم الجمعة، بينما قطعت السلطات خدمات الإنترنت والهاتف المحمول في أعقاب اشتباكات دامية في العاصمة دكا ومدن كبرى أخرى.

وفي يوم الأحد، أمرت المحكمة العليا بتخصيص 93% من الوظائف الحكومية على أساس الجدارة، و5% منها للمحاربين القدامى الذين خدموا في الحرب. أما النسبة المتبقية (2%) فستكون لأفراد الأقليات العرقية والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وكان القرار بمثابة انتصار جزئي للطلاب بعد أن اجتمع ممثلون من الجانبين في وقت متأخر من يوم الجمعة لمناقشة الحل. وقال وزير القانون أنيس الحق إن الحكومة منفتحة على مناقشة مطالبهم.

وفي عام 2018 أوقفت الحكومة نظام حصص الوظائف في أعقاب احتجاجات طلابية جماهيرية شهدتها البلاد، ولكن في الشهر الماضي أبطل حكم للمحكمة العليا هذا القرار وأعاد الحصص بعد أن قدم أقارب قدامى المحاربين في عام 1971 التماسات.

هروب أكثر من 800 سجين 

واقتحم مئات المتظاهرين، الجمعة، منطقة نارسينجدي بوسط دكا وأطلقوا سراح أكثر من 850 سجينًا قبل إشعال النار في المنشأة، بحسب ما ذكرت قنوات تلفزيونية.

ورغم حظر التجوال، تم الإبلاغ عن وقوع حوادث حرق متعمد متفرقة يوم السبت. 

و تعرضت المواقع الحكومية الرئيسية، بما في ذلك موقع البنك المركزي ومكتب رئيس الوزراء، لاستهداف من قبل قراصنة. وقيل إن مجموعة أطلقت على نفسها اسم "THE R3SISTANC3" تقف وراء عملية الاختراق. وقالت المجموعة في رسائل متطابقة على الموقعين شوهدت يوم الجمعة: "عملية المطاردة - أوقفوا قتل الطلاب"، وأضافت بخط أحمر: "لم تعد هذه احتجاجات. إنها حرب الآن".

ما هو نظام حصص الوظائف؟ 

وبالإضافة إلى تخصيص ما يقرب من ثلث الوظائف الحكومية لأفراد عائلات قدامى المحاربين في حرب الاستقلال عام 1971، فإن نظام الحصص يخصص أيضا الوظائف الحكومية للنساء، والأشخاص ذوي الإعاقة، وأفراد الأقليات العرقية.

لكن الطلاب احتجوا بشكل رئيسي على الوظائف المخصصة لأسر المحاربين القدامى، والتي يزعمون أنها تعود بالنفع في الغالب على أنصار السيدة حسينة، التي قاد حزبها رابطة عوامي حركة الاستقلال.

وطالب المحتجون الحكومة بإلغاء الحصص باعتبارها "تمييزية" ضد الطلاب، في ظل ارتفاع معدلات البطالة في بلد لا يعمل فيه نحو 32 مليون شاب أو لا يتلقون تعليمهم. ورغم نمو فرص العمل في بعض أجزاء القطاع الخاص، فإن العديد من الناس يفضلون الوظائف الحكومية لأنها تعتبر أكثر استقرارا وربحية.

وقال علام رشيد، وهو طالب من دكا: "يتعين علينا أن نهتم بأنفسنا وبأجيالنا القادمة. نحن بحاجة إلى وظائف في هذا البلد، ونحن نعاني بالفعل من نقصها". وأضاف: "لقد دعونا الحكومة لإجراء محادثة معنا عدة مرات، لكنها بدلاً من ذلك أطلقت العنان لقوة شرطتها علينا " .

رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد هي ابنة الشيخ مجيب الرحمن، الرجل الذي قاد بنجلاديش إلى الاستقلال. وقد دافعت عن نظام الحصص، قائلة إن المحاربين القدامى يستحقون أعلى درجات الاحترام لمساهماتهم في الحرب بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.

وقد وصفت في وقت سابق أولئك الذين يعارضون نظام الحصص بأنهم " رازاكار " أو متطوعون، وهو مصطلح يستخدم لأولئك الذين يزعم أنهم تعاونوا مع الجيش الباكستاني خلال حرب عام 1971.

وبحسب التقارير، اضطرت الشيخة حسينة إلى استدعاء الجيش "للحفاظ على النظام" بعد فشل القوات شبه العسكرية والشرطة في الحد من العنف. واتهمت جماعات حقوق الإنسان الشرطة باستخدام القوة الغاشمة ضد المتظاهرين بعد العثور على إصابات بالرصاص على جثة طالب جامعي يبلغ من العمر 25 عامًا هذا الأسبوع.

وقد رفض الطلاب حتى الآن التراجع عن مطالبهم بدعم من حزب المعارضة الوطني البنجلاديشي.

وكثيرا ما تبادل حزب رابطة عوامي والحزب الوطني البنغلاديشي الاتهامات بتأجيج الفوضى السياسية والعنف، وكان آخرها قبل الانتخابات الوطنية في البلاد، والتي شابتها حملة قمع ضد العديد من الشخصيات المعارضة بينما اتهمت حكومة حسينة الحزب بمحاولة تعطيل التصويت.

تابع موقع تحيا مصر علي