أشرف رشاد يكتب: إلى من ظن نفسه شاعرًا وظن أننا غاوون !!
ADVERTISEMENT
ما جاملناك يومًا في الوطن.. ولن نجاملك اليوم في الله
«كيرلي».. فلتسقط كل دواوين الشعر إن كانت كهذا!!
إلى صاحب ديوان العامية "كيرلي" الذى أثار ضجة بين من رآه تعديًا على الذات الإلهية، وبين من يراه تعبيرًا عن الرأي بحرية.
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}
أنت تبحث عن مجدك بادعاء الوطنية والمعارضة؛ قد نتركك للأيام تُظهر مُبتغاك.
أما أن تعتلي منبر الشعر اليوم تُهدي كتابك لله اهداءً وعتابًا قائلا (لله على انحيازه للقتلة وأولاد الزنا)!!
فلن نُكمل القراءة ونتصدى لك .. لن نُكمل ديوانًا يحمل ذاك الاهداء وتلك القصيدة المتعدية.
أتذكر قول الله مستعيذًا به من قولك ومن الشيطان الرجيم حين قال في محكم التنزيل
{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ}
ما جاملناك يومًا بالوطن، ولم نجاملك اليوم في الله! فأي شعرٍ وأي وطنٍ يتبقى لمن خسر الله!!
سبحان من استثنى من الشعراء الذين آمنوا { إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}
إلى أين بشعرك إن فقدت إيمانك، واتهمت الله!!
وأي شعر يُعليك بين غواتك إن مسست الله جورًا!!!
من قال لك أن حرية التعبير تعني أن تتطاول على ربك!!!
ومن قال أن الإبداع تعدي على الله جل وعلا!!
فحتى إبليس وقد كفر لم يتجرأ على الله وقال له (بعزتك وجلالك).
فلن نأتي اليوم لنصادر فكرك .. فافتي في الوطنية كيفما تشاء..
ولن نأتي اليوم لنصادر شعرك.. فاكتب كل ركاكتك العامية في ديوانك كيفما تشاء..
ولكن نأتي اليوم متصديين لك لئلا تقول على الله شططا..
فحتى الكفار لم يتركوا لحرية التعبير أن تخوض في هبل.
ليتك خاطبت الرب لتعمينا .. لكنك أعماك الله عن الرمزية وذكرت اسم الله في اجتراء لا تقبله كل الأديان السماوية..
لا شعرك شعر.. ولا كلماتك عادت مسموعة.. ولا أبياتك وطنية.. ودربك لا نحو الوطن ولا نحو الله!!
آية سخطنا عليك أن ندعوك للتوبة، تُبْ وبعدها ارقص بين أتباعك بالثورية كيفما تشاء لكن إلا الله..
فلا أنت ولا كنت ولا كان من يرتضي كلماتك..
أوَ ترضى أنت على نفسك أن نتهمك بالانحياز إلى الزناة والقتلة، لنرضاه على الله؟!
﴿وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ﴾
فاحذر من كلمةٍ مهلِكة.. كلمة سوء في حق الله لن يغفرها سبحانه بلا توبة ولا يقبلها عباد الله.
﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾
عاشروا كلماتكم في ليلٍ تاهت فيه القيم، ولتأتيكم حبلى تدارى سوءتها بالدولارات كما اعتدتم..
ثمة حدود يا شاعر ينحني أمامها الإبداع قزمًا لا يتجرأ!! ننكر قولك ولا ننكرك.. ونترك شعرك للمناقشة النقدية بين الأدباء..
لكنا نرفض ذكر لله منحازًا وكفى، فما بالك أن تجعله منحازا للقتلة!!
لا نتعرض للأشخاص؛ فلسنا أهل علم في الدين ولا وصاية لنا على أحد..
لكنا نتعرض لقصيدتك وكلماتك التى مسّت ذات الله.
عُد أدراجك واكتب عن ربك كيفما تشاء، ودع لنا الله غايتنا لا يُذكر في إهدائك بالسوء..
فالأرباب كثر، لكن الله هو الواحد تَقدّس ذكره وجل في علاه، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}..
إن الله سبحانه مُنَزه عن صفات النقص مطلقا، كالسِّنة والنوم والعجز والجهل والانحياز وغير ذلك.
وهو سبحانه متصفٌ بصفات الكمال التي لا نقص فيها على وجه الإطلاق.
نقولها كما قالها سيدنا نوح عليه السلام لقومه: {مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً}
فحتى الكفار خافوا مسّ ذات الله..
قال شيخ الإسلام: «والمشركون ما كانوا يُنكرون عبادة الله وتعظيمه لكن كانوا يعبدون معه آلهةً أخرى».
أو تعلم أن الحبيب محمد ﷺ كان عند الكعبة يقرأ سورة النجم، وفيها أول سجدة نزلت فى القرآن، وكان يسمعه المؤمنون والكفار..
فلما وصل إلى السجدة سجدْ فسجد معه المسلمون والكفار..
لم يسعهم جميعًا إلا السجود تلبيةً لقول الله تعالى:
{هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأُولَى * أَزِفَتِ الآزِفَةُ* لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ * أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ* فَاسْجُدُوا للهِ وَاعْبُدُوا}
قال ابن عباس رضي الله عنه: «سَجَدَ النَّبِيُّ ﷺ بِالنَّجْمِ، وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ»
إنه الله يا شاعر .. فَعُدْ أدراجك والزم حدك أمامه.