عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

«ضرب النسيج الوطني والعبث بالأمن القومي».. جرائم إخوانية لاتسقط بالتقادم

خطايا الإخوان الإرهابية
خطايا الإخوان الإرهابية

الشعب المصري لاينسى الوجه القمعي لجماعة الإخوان

ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة المصرية من مخطط شيطاني 


شكلت فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين للبلادشكّل فترةً مظلمةً في تاريخ مصر، تميّزت بسيطرة الجماعة على مؤسسات الدولة، وفرضِهم لأجندتهم الخاصة، ممّا أدّى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية وتصاعد الاحتقان الشعبي.

لقد كانت ثورة 30 يونيو بمثابة شعلة أمل أعادت مصر إلى مسارها الصحيح، وأنقذتها من خطر الانزلاق نحو هاوية التطرف والظلام.

دستور مُفصّل على مقاس الإخوان

سعى محمد مرسى، خلال فترة حكمه القصيرة، إلى بسط سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة المصرية، مستغلاً ثقة الناخبين الذين أوصلوه إلى سدّة الرئاسة. تمثّل ذلك في تعيين كوادر إخوانية في المناصب الحساسة، ومحاولة إقصاء المعارضين، ممّا أدّى إلى حالة من الاستقطاب والانقسام داخل المجتمع.

تجاهل مرسى دعوات التوافق الوطني، وأصرّ على تمرير دستور 2012 بفرضه على الشعب دون إتاحة الفرصة لمناقشته بشكل كافٍ. تضمّن الدستور الجديد موادًا تُعلي من شأن الشريعة الإسلامية وتُرسّخ هيمنة جماعة الإخوان، ممّا أثار حفيظة القوى المدنية والليبرالية التي اعتبرته خطرًا على مستقبل مصر.

أحداث الاتحادية ودماء تُراق على مذبح الإخوان 

في لحظة فارقة، شهدت مصر أحداث الاتحادية الدامية عام 2013، عندما هاجم أنصار مرسى معارضيه أمام قصر الرئاسة، ممّا أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. عكست هذه الأحداث الوجهة القمعية لجماعة الإخوان واستعدادها لاستخدام العنف ضدّ من يختلف معها، ممّا أدّى إلى تصاعد الغضب الشعبي ضدّ حكم مرسي.

بدلًا من السعي لتوحيد الصف الداخلي ونزع فتيل التطرف، فتح مرسى أبواب القصر الرئاسي لقيادات من الجماعات الإسلامية المتشددة، ممّا أثار قلق القوى الوطنية ودفعها لاتخاذ موقف حازم ضدّ تلك التوجهات.

فقدان الثقة الشعبية في الإخوان

واجهت الهوية الوطنية المصرية أخطارًا جسيمة خلال الحقبة التي سيطرت فيها جماعة الإخوان المسلمين على مقاليد الحكم. فبعد أن وعدوا الشعب بمشروع نهضة ضخم، انكشف زيف ادعاءاتهم، وتبيّن افتقارهم لأي رؤية أو خطة إصلاحية حقيقية على الصعيد الاقتصادي. تجاهلوا معاناة الطبقات الفقيرة وسكان المناطق العشوائية، عكس ما نشهده الآن من اهتمام حكومي واضح بهذه الفئات المهمشة. كل هذه العوامل أدت إلى فقدان الثقة الشعبية في جماعة الإخوان، وعجّلت بسقوطهم المدوي.

وعلى الصعيد الخارجي، ساءت علاقات مصر مع الدول الأخرى بشكل ملحوظ خلال فترة حكم الإخوان، مما أدى إلى عزلتها على الساحة الدولية. فقد رفضت الدول التحالف أو التعاون مع مصر، عكس ما نراه الآن من علاقات قوية ومتينة مع مختلف دول العالم، وذلك على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد.

إن حقبة حكم الإخوان المسلمين تُمثّل صفحة سوداء في تاريخ مصر الحديث، تميزت بالخداع والفشل على كافة الأصعدة. ولحسن الحظ، تمكن الشعب المصري من تجاوز هذه المحنة، وها هي مصر الآن تسير بخطى ثابتة نحو التقدم والازدهار، بفضل القيادة الحكيمة والرؤية الثاقبة للحكومة الحالية.

30 يونيو تنقذ الشعب المصري وتحافظ على الدولة

في فجر مشرق على تاريخ مصر، هب الشعب المصري في ثورة عارمة، يرفض ظلم جماعة الإخوان المسلمين وتسلطهم. في 30 يونيو 2013، خرج الملايين من المصريين إلى الشوارع، موحدين تحت راية الحرية والديمقراطية، مطالبين بعزل الرئيس محمد مرسي وإسقاط حكمه المتطرف.

مثلت ثورة 30 يونيو انتصارا مدويا للشعب المصري، فقد عبرت عن رفض قاطع لسياسات جماعة الإخوان المتطرفة، والتي هددت بتحويل مصر إلى دولة دينية استبدادية. لقد أظهر الشعب المصري بشجاعة وصمود عظيمين قدرته على إسقاط الظلم وتغيير مسار بلاده نحو مستقبل أفضل.

بعد سنوات من الظلم والقمع، عادت مصر إلى مسارها الديمقراطي الصحيح بفضل ثورة 30 يونيو. لقد أثبت الشعب المصري للعالم أجمع أنه شعب عظيم لا يقبل الظلم ولا ينحني أمام الطغاة. ستبقى ثورة 30 يونيو رمزا خالدا للنضال من أجل الحرية والديمقراطية في مصر والعالم العربي.

تابع موقع تحيا مصر علي