عاجل
الجمعة 08 نوفمبر 2024 الموافق 06 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الفرق بين الحيض والاستحاضة .. وكيف تتطهر المرأة منهما؟

الفرق بين الحيض والاستحاضة
الفرق بين الحيض والاستحاضة

ما الفرق بين الحيض والاستحاضة ؟ الحيض دم جِبِلَّة يخرج من أقصى رحم المرأة بعد بلوغها على سبيل الصحة -أي: من غير مرض- في أوقات مخصوصة، ولا يُعدُّ الدم الخارج حيضًا، إلا إن كان من رحم المرأة بغير سبب الولادة والمرض، ولا بد أن يتقدمه نصاب الطهر ولو حكمًا، ونصاب الطهر خمسة عشر يومًا على الصحيح.

 

الاستحاضة هي نزول الدم باستمرار أو تقطع فى غير وقت الحيض أو النفاس وهو ليس دم حيض ولا دم نفاس، ويجب على المستحاضة الاغتسال بعد انتهاء مدة الحيض، وبعد ذلك عليها أن تتوضأ لوقت كل صلاة، بعد أن تغسل فرجها وتحشوه بالقطن وتعصبه، وتصلي، وحتى لو خرج الدم بعد ذلك فإن صلاتها صحيحة؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم- لفاطمة بنت أبي حبيش - رضي الله عنها- حين استحيضت: "اجتنبي الصلاة أيام محيضك، ثم اغتسلي وتوضئي لكل صلاة، ثم صلي، وإن قطر الدم على الحصير" أخرجه أحمد.

 

ألوان دم الحيض 


أفادت دار الإفتاء، بأن ألوان دم الحيض هي: السواد والحمرة والصفرة والخضرة والكدرة والتربية، فالصفرة كالصديد، والكدرة كالماء الكدر، والتربية نوع من الكدرة على لون التراب، والصفرة والكدرة لا يعدان حيضًا إلا إن كانا بعد نزول دم الحيض، فإن نزلا قبل الحيض أو في زمن الطهر فلا يعتد بهما.. وأقل زمن الحيض يوم وليلة، وغالب زمن الحيض ستة أيام أو سبعة، وأكثر زمن الحيض خمسة عشر يومًا بلياليهن.

 

وتابعت: بناءً على ذلك: فإن نزل الدم من فرج المرأة في زمن الحيض بالقدر المعهود في نزوله في أول أيام الحيض فإنه يكون دم حيض، أيًّا كان لونه: أحمر، أو أسود، أو بنيًّا، أو يميل إلى الاصفرار، فكل هذه الألوان هي ألوان لدم الحيض، وعلى المرأة التوقف عما يحرم على الحائض فعله؛ من صلاة، وصيام، وتلاوة للقرآن، وتمكين للزوج من الجماع.

 

وأكملت: كل ما ينزل على المرأة في فترة الحيض أيًّا كان لونه من إفرازات هو من الحيض كذلك، ولا تطهر المرأة من الحيض إلا بالنقاء التام، وتعرف ذلك بانتهاء عادتها لمن لها عادة، كما يختبر ذلك بالقصة البيضاء؛ بإدخال قطعة من القماش في الفرج، فإن خرجت بلا أثر كان النقاء، فتغتسل وتفعل ما كان محرمًا عليها، وعلى كل حال فلا يزيد الحيض على خمسة عشر يومًا لمن لا تستطيع أن تميز انتهاء دم الحيض، فإن زاد على ذلك اغتسلت واعتبرت ما زاد على هذه المدة استحاضة، ويحل للمستحاضة ما كان محرمًا عليها أثناء الحيض؛ من صلاة، وصيام، وتلاوة للقرآن، وتمكين للزوج من الجماع.

كيف تعرف المرأة أنها طهرت


قال مركز الأزهر للفتوى، في منشور له، إن المرأة إذا انقطع عنها الدَّمُ وَجفَّ المحل، أو رأت الماء الأبيض الذي يكون آخر الحيض، وبه تستبين براءة الرَّحِم فقد طَهُرتْ.

وذكر « الأزهر للفتوى» أن النساء كان يبعثن إلى أمِّ المؤمنين السَّيِّدة عائشة -رضي الله عنها- بالدُّرْجة (أي: الخِرقة) فيها الكُرْسُف (أي: القُطْن) فيه الصُّفْرَة من دم الحَيضة يسألْنَها عن الصَّلاة، فتقول لهنَّ: لا تعجلن حتَّى تَرَيْنَ القَصَّةَ البَيضَاء.

ونوه بأنه يجبُ على المرأة أن تغتسل إذا انقطع عنها الدم، مستشهدًا بقوله -تعالى-: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ»، [سورة البقرة: الآية 222].

وأوضح أن قوله - تعالى- «حَتَّى يَطْهُرْنَ» معناه: حتى ينقطع دَمُهُنَّ، «فَإِذَا تَطَهَّرْنَ» أي: فإذا اغْتَسَلْنَ بالماء، مشيرًا: فالحكم  يتوقف على شرطين: أحدُهُما: انْقِطَاعُ الدَّمِ، والثَّاني: الاغتسالُ بالماء.

وأضاف أنه إذا اغتسلت المرأة جاز لها عمل كل فعل يُشترط لجوازه الطَّهارة، وَجَاز لها دخول المسجد، والصَّوم، وما إلى غير ذلك.


كيفية الطهارة من الحيض


أقل واجب في الغسل أن تعم به جميع بدنها حتى ما تحت الشعر، والأفضل أن يكون على صفة ما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث سألته أسماء بنت شكل عن غسل المحيض فقال صلى الله عليه وسلم: «تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بِهَا، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا؟ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ! تَطَهَّرِينَ بِهَا» فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِي ذَلِكَ: تَتَبَّعِينَ أَثَرَ الدَّمِ» رواه مسلم، موضحا «الفرصة الممسكة» أي قطعة من القطن أو الصوف مطيبة بالمسك، وتكون بعد الغسل والحكمة من استعمالها: تطييب المحل، ودفع الرائحة الكريهة.

 

علامات الطهر من الحيض

 

علامات الطهر من الحيض الطهر من الحيض له علامتان؛ انقطاع الدم، ورؤية القصة البيضاء، فإذا تحققت واحدة منها وجب على المرأة التطهر من الحيض

انقطاع الدم وهو الجفاف؛ أي انقطاع خروج الدم، والكدرة، والصفرة؛ وهو المقصود بمصطلح الجفوف، وعلى المرأة وضع قطنة للتأكد من الطهر، فإن خرجت القطنة نقية جافة تماما من الدم، والكدرة، والصفرة، تحقق الطهر من الحيض، ووجب عليها الاغتسال.

 وإذا تحقق هذا الشرط فانقطع الدم وتحقق الجفاف فقد طهرت المرأة دون أن تنتظر ظهور علامة القصة البيضاء، ويجب عليها التطهر من الحيض، وهذا مذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة، وفي قول للإمام مالك أن المرأة إذا اعتادت رؤية القصة البيضاء فلا تطهر بانقطاع الدم وحده، بل يجب عليها انتظار نزول القصة البيضاء للتأكد من الطهارة، وإن كانت ممن لا ترى القصة البيضاء فتطهر بانقطاع دم الحيض.

رؤية القصة البيضاء المقصود بالقصة البيضاء: ماء أبيض نقي يخرج من فرج المرأة في نهاية الحيض، فإن رأت المرأة القصة البيضاء فقد تحقق الطهر من الحيض، وذهب جمهور الفقهاء إلى القول بأن انقطاع الدم أو رؤية القصة البيضاء كلاهما علامتان للطهر، فأيهما رأت المرأة أولا تحقق الطهر من الحيض به.

 

ما يجب على المرأة إذا طهرت من الحيض

 

 يجب على المرأة عند الطهر من الحيض الاغتسال؛ وكذلك يجب عليها الاغتسال عند الطهر من النفاس أيضا، لأن هذه الأحوال التي تصيب الجسم تجعل فيه شيئا من الكسل، والغسل يرجع له النشاط الذي كان عليه قبل هذه الأحوال، والغسل يعني تعميم الجسم بجميع أجزائه بالماء الطهور عبادة لله -تعالى-.

أما حكم الاغتسال فينقسم إلى ثلاثة أقسام: الغسل الواجب، والغسل المسنون، والغسل المباح، وتفصيل ذلك فيما يأتي: يكون الغسل واجبا عند الطهر من الحيض، والنفاس، والجماع، والاستمناء، والموت؛ إلا إذا مات المسلم في الجهاد في سبيل الله -تعالى- فلا يغسل، والغسل واجب كذلك لمن دخل في دين الإسلام.

 

 يكون الغسل مسنونا؛ يوم الجمعة، ويوم عيد الفطر وعيد الأضحى، وعند الإحرام للحج والعمرة، وعند الوقوف بعرفة، ودخول المسجد الحرام، والغسل بعد الانتهاء من تغسيل الميت، والغسل للنظافة، والغسل بعد دفن القريب المشرك، والغسل حين الإفاقة من جنون أو إغماء.

 

 يكون الغسل مباحا مثل الغسل للتبرد، والسباحة للترفيه عن النفس. كيفية غسل الحائض الغسل عند الطهارة من الحيض له كيفية معينة يجب القيام بها حتى يكون الغسل صحيحا:

 فأولا النية، حيث يجب على المرأة أن تنوي رفع حدث الحيض أو نية رفع الحدث عند أول الغسل. ثم تقوم بغسل اليدين ثلاث مرات، ثم تغسل الفرج وما يلوثه باليد اليسرى، ثم تتوضأ وضوءا كاملا. 

ثم تصب الماء على رأسها ثلاث مرات مع تدليك فروة الرأس، ثم تصب الماء على شقها الأيمن، ثم على شقها الأيسر، ثم تقوم بغسل قدميها. وهذه طريقة الغسل الواردة في السنة النبوية، حيث ثبت عن ميمونة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: «أدنيت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- غسله من الجنابة، فغسل كفيه مرتين، أو ثلاثا، ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ به على فرجه، وغسله بشماله، ثم ضرب بشماله الأرض، فدلكها دلكا شديدا، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحى عن مقامه ذلك، فغسل رجليه، ثم أتيته بالمنديل فرده»

 

 ما يحرم من الأمور بسبب الحيض يحرم على الحائض والنفاس عدة أمور نذكرها فيما يأتي:

الصلاة يحرم على الحائض والنفساء صلاة الفرض، والنفل، وصلاة الجنازة، وسجدة التلاوة، فإذا طهرت قبل خروج وقت الصلاة المفروضة ولو بمقدار زمن تكبيرة الإحرام فعليها قضاء هذه الصلاة بعد الغسل، وقال العلماء أيضا بوجوب قضاء ما قبلها من الصلاة حين الغسل إذا كانت من الصلوات التي يصح الجمع فيها. وذلك مثل صلاتي الظهر مع العصر، وصلاتي المغرب مع العشاء، فمثلا إذا تطهرت المرأة في وقت صلاة العصر فإنها تقضي صلاة الظهر وتصلي صلاة العصر، وإذا تطهرت في وقت العشاء فإنها تقضي صلاة المغرب وتصلي صلاة العشاء. الطواف يحرم على الحائض والنفساء الطواف بالبيت الحرام؛ لأن الطواف مثل الصلاة لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الطواف بالبيت بمنزلة الصلاة إلا أن الله قد أحل فيه النطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير».

 

وأجمع العلماء على أنه يحرم للحائض والنفساء طواف الفرض والنفل، ولا يحرم على الحائض والنفساء من مناسك الحج إلا الطواف وركعتيه، فتستطيع القيام بمناسك الحج الأخرى غير ذلك. مس المصحف وحمله يحرم على الحائض والنفساء مسك المصحف وحمله، بدليل قول الله -تعالى-: «لا يمسه إلا المطهرون».

 

الصوم اتفق الفقهاء على تحريم الصوم على الحائض والنفساء، بدليل قول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: «كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة»

 الطلاق يحرم طلاق الحائض عند الكثير من الفقهاء؛ لأنها تتضرر بطول مدة العدة.

 الجلوس في المسجد يحرم على الحائض والنفساء المكث في المسجد، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، لما جاء عن أم عطية -رضي الله عنها-: «أمرنا، تعني النبي صلى الله عليه وسلم، أن نخرج في العيدين، العواتق، وذوات الخدور، وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين».

 

 المرور في المسجد إذا خافت تلويثه يحرم على الحائض المرور في المسجد إذا خشيت تلويثه. الوطء يحرم مباشرة ما بين السرة والركبة للحائض، وقد أجمع الفقهاء على ذلك، لقول الله -تعالى-: «ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين».

الطهارة بنية التعبد يحرم على الحائض الغسل والوضوء بنية العبادة، فإن قامت بذلك وهي تعلم حرمته فهي آثمة، لأنها تتلاعب بالعبادة، ولا يحل للحائض بعد انقطاع الدم وقبل الغسل إلا الصوم والطلاق، وأما ما تبقى من أمور فتستطيع القيام بها بعد الغسل.

 قراءة القرآن بنية القراءة يحرم على الحائض والنفساء قراءة القرآن بنية القراءة، ويجوز لهما قراءة القرآن بنية الذكر، أو القصص، أو الموعظة، أو التحصن، ويجوز قراءة القرآن بعرضه على القلب دون التلفظ به باللسان، وكذلك النظر في القرآن الكريم دون تحريك اللسان به، واتفق الفقهاء على جواز التسبيح، والتهليل، وجميع الأذكار غير قراءة القرآن للحائض والنفساء.

وخالف المالكية جمهور الفقهاء في حكم قراءة الحائض للقرآن؛ فقالوا بجواز ذلك، وهو ما ذهب إليه بعض العلماء، لعدم وجود نص صريح ثابت يؤكد على حرمة قراءة القرآن للحائض.

 

تابع موقع تحيا مصر علي