مفتي الجمهورية: لا يجوز نشر الفضائح والصور الخاصة بالآخرين على السوشيال ميديا دون إذن منهم
ADVERTISEMENT
أوضح الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، حكم نشر الفضائح والصور الخاصة بالآخرين دون إذن منهم وانتهاك خصوصيتهم، مؤكدا أنه لا يجوز بحال من الأحوال انتهاك الخصوصية وخرقها بأي صورة من الصور، كذلك لا يجوز انتهاك خصوصية الناس إلا بمبرر قانوني له ضوابطه المحددة.
نشر فضائح الناس أو نشر صورهم
وأضاف مفتي الجمهورية في فتوى له، أن النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم حذر من نشر فضائح الناس أو نشر صورهم وعوراتهم، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وعرضه وماله»، فمُرتكِب هذا الفعل وقع في ذنب مركَّب؛ وهو انتهاك الخصوصية ونشر الفضائح.
الصدام بين العلم والدين
ولفت إلى أن قضية وجود صِدام بين العلم والدين ليست مطروحة في الفكر الإسلامي، ولكن كان لها سياق معين في زمان معين ومرتبط ببعض الأماكن.
الأديان جميعها جاءت لصالح الإنسان وعمارة الأرض
ونوه بأن الأديان جميعها جاءت لصالح الإنسان وعمارة الأرض، ولكي يكون الإنسان مستقيمًا في سلوكه في الحياة، فالدين مؤثر بشكل كبير ولا يستغني عنه الإنسان، موضحًا أنه عندما تحيد البشرية عن الأحكام يرسل الله إليهم رسولًا يرشدهم إلى مراد الله عزَّ وجلَّ ويضبط حركة الحياة.
وأكمل: أن ادعاء التصادم بين العلم والدين يفرز عددًا من التساؤلات: عن أيٍّ علم نتحدث؟ وهل الدين في تضادٍّ مع العلوم مثل الطب والهندسة والعلوم وغيرها؟، مضيفا أنه في السياق التاريخي قد يكون الفهم غير الصحيح للدين عائقًا يحول دون إيجاد توءَمة بين العلم والدين في بعض السياقات التاريخية المعينة، ولكن في سياقنا المعاصر فإن الدين يعد محفزًا إلى التقدم العلمي، والشريعة صريحة بتكليف الله بإعمال العقل والنظر في الكون في آيات كثيرة من كتاب الله، فأول آية كانت: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}.
وقال فضيلة مفتي الجمهورية: "إن علماء الإسلام جعلوا البحث العلميَّ وما ينتج عنه من تطوير في مهنة معينة فرض كفاية، وهو ما يعني أنه لا بدَّ أن تقوم به مجموعة من المجتمع، فلا بدَّ في منظور الفقه الإسلامي من العناية بالبحث العلمي في المجتمع، وإلَّا نكون قد وقعنا في دائرة التقصير والمحاسبة من الله سبحانه وتعالى، لأنَّ فروض الكفاية هي فروض على الجميع، ولكن إذا قام بها البعض سقط التكليف عن الباقين".
واستطرد: أنَّ ارتقاء العلماء بمفردات البحث العلمي وتطبيقه إلى دائرة فرض الكفاية هو دلالة حقيقية على أن الدين يعد العلم فريضة، موضحًا أن من قالوا بأن هناك تصادمًا بين العلم والدين عملوا على تنحية الدين حتى في جانبه الأخلاقي كذلك، ثم عادوا لينادوا مرة أخرى بعودة الجانب الأخلاقي والمبادئ والقيم.
حكم قتل القطط والكلاب الضالة
وحول حكم قتل القطط والكلاب الضالة أجاب فضيلة المفتي بأن الإسلام جاء بالرحمة في كافة تفاصيل الحياة مع الإنسان والحيوان، بل مع النبات والجماد، فكان الجماد يشعر بوجوده ويحنُّ إليه، ولذلك لما صعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم جبل أُحد اهتزَّ الجبل، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أُحد جبل يحبنا ونحبه".
وأردف: أن إثبات علاقة الحب بين الإنسان والجماد يعطي مفهومًا أوسع للرحمة، حتى إنَّ الصالحين كانوا يرون أنه يجب أن يكون التعامل حتى مع الجمادات برفق، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلَّا شانه».
وأبان: الحيوانات هي أمَّة من الأمم ينبغي أن نتعامل معها بالرحمة، وأما أي فعل غير ذلك فيجب أن يكون تحت مبرر شرعي؛ وهو الضرر الشديد جدًّا، ويجب أن يكون من قِبل الدولة، والسلطات المختصة بهذا الأمر هي التي تقدر هذه الأمور.
حكم استخدام العطور للمرأة
وحول حكم استخدام العطور للمرأة في الحر عند الخروج من المنزل، أوضح فضيلة المفتي أنَّ العديد من الفتاوى التي صدرت من دار الإفتاء لا تمنع من هذا الأمر، ما دام غير لافت للأنظار وفي حيِّز المقبول والاعتدال فلا مانع منه.
أما عن حكم هجر الزوج لزوجته، فأكد مفتي الجمهورية أنه لا يجوز للزوج أو الزوجة أن يأتيا بالأسباب التي تصل بهما إلى الهجر، ولكن يجب أن تقوم العلاقة بينهما على المودة والرفق، والهجر يكون محاولةً لإنقاذ هذه العلاقة في بعض الحالات لرفع الضرر، ولكن ننصح بالمودة والرحمة وإيجاد السبل التي تؤدي إلى التقارب بين الزوجين.