عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

استقبال ملوكي.. كيف استقبلت إندونيسيا شيخ الأزهر؟

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

استقبل الشعب الإندونيسي، بحفاوة شديدة،  الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال زيارته الخارجية لجنوب شرق آسيا، التي شملت ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا، وأكد شيخ الأزهر تلبية كل احتياجات إندونيسيا من خلال زيادة أعداد الطلاب الوافدين للدراسية في الأزهر، وتكثيف دورات الأئمة والوعاظ الإندونيسيين في الأزهر.

 

استقبال ملوكي للإمام الأكبر شيخ الأزهر في إندونيسيا 

 

استقبال ملوكي ، والتقى الإمام الأكبر في إندونيسيا عددًا من المسئولين، واستقبلوا شيخ الأزهر استقبالا ملوكيا، في مقدمتهم الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، والسيد برابوو سوبيانتو وزير الدفاع الإندونيسي والرئيس المنتخب، وعددا من القيادات الدينية والثقافية في إندونيسيا لمناقشة سبل تعزيز الأزهر والاستفادة من خبراته الدعوية والعلمية.

 

الالتقاء بالشباب الإندونيسي والاستماع إليهم

 

وحرص شيخ الأزهر، على الالتقاء بالشباب الإندونيسي، والاستماع إليهم، ومناقشتهم، والإجابة عن تساؤلاتهم حول مختلف القضايا المعاصرة، من خلال عدد من اللقاءات الجماهيرية التي يعقدها فضيلته مع شباب الجامعات الإندونيسية وأئمة إندونيسيا ووعاظها.

 

ستقبل الرئيس جوكو ويدودو، رئيس إندونيسيا، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في قصر ميرديكا بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا؛ وذلك لبحث سُبُل تعزيز التعاون المشترك.

 

 الزيارة الملهمة والمهمة للشعب الإندونيسي

ورحَّب الرئيس الإندونيسي بشيخ الأزهر في إندونيسيا، مؤكدًا أهمية هذه الزيارة الملهمة والمهمة للشعب الإندونيسي، وذلك لما يحظَى به شيخ الأزهر من محبَّة واحترام كبيرين في نفوس الإندونيسيين، فالأزهر الشريف هو المرجعيَّة الأولى لمسلمي إندونيسيا في العلوم الشرعية والعربيَّة، وبذلك فإننا نسعى لزيادة أعداد الطلاب الوافدين -بل مضاعفتهم- الدارسين في الأزهر؛ لأنهم يمثلون الحصن المنيع الذي يساعد على حماية بلادنا وشبابنا من الأفكار المتطرفة.

إندونيسيا تسعى إلى تعزيز علاقتها مع الأزهر

وأشار الرئيس الإندونيسي إلى أن إندونيسيا تسعى إلى تعزيز علاقتها مع الأزهر، وبخاصةٍ في مجال تدريب الأئمَّة والوعَّاظ في أكاديمية الأزهر العالمية، وتعزيز التعاون بين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والمراكز الإندونيسية التي تعمل في نفس المجال، بالإضافة إلى عقد بروتوكولات تعاون بين جامعة الأزهر والجامعات والمراكز البحثية الإندونيسيَّة في مجالات تبادل العلماء والأساتذة والباحثين والطلاب، مشيدًا بجهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز قيم الأخوَّة والسلام عالميًّا، وسعادته بافتتاح مكتب إقليمي للمجلس في إندونيسيا، مؤكدًا ثقته في أن يمثل هذا الفرع شعاع نور ومنصة متميزة لخدمة مسلمي جنوب شرق آسيا.

إعلان الأزهر عن برنامجه الدَّولي لنشر اللغة العربية

وقدَّم الرئيس الإندونيسي الشكر لفضيلة الإمام الأكبر على استضافة الأزهر لوفود برنامج كوادر العلماء الإندونيسي، التي تسعى إندونيسيا من خلاله لتكوين جبهة شبابيَّة من الباحثين المتميزين في العلوم الشرعية والعربية ليكونوا نواةً لعلماء المستقبل، مشيرًا إلى ترحيب إندونيسيا بإعلان الأزهر عن برنامجه الدَّولي لنشر اللغة العربية، ورغبة إندونيسيا في إنشاء عددٍ من المراكز الأزهرية لتعليم اللغة العربية في مختلف المحافظات الإندونيسية.

 

مواقف الإمام الأكبر في دعم قضايا العالم الإسلامي

وأكَّد الرئيس جوكو ويدودو أن إندونيسيا تتابع كل مواقف الإمام الأكبر في دعم قضايا العالم الإسلامي، وبخاصة مواقفه المشرفة في دعم غزة ورفض العدوان على المدنيين الأبرياء، مشيدًا بدور مصر في تيسير دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان، مؤكدًا أن موقف شيخ الأزهر يتوافق مع موقف إندونيسيا: قيادةً وشعبًا، وقد سارعت إندونيسيا إلى التضامن مع موقف الأزهر من خلال المشاركة في القوافل الإغاثيَّة والإنسانيَّة التي يُسيِّرها الأزهر إلى قطاع غزة المعزول، وأنَّ هناك تنسيقًا كاملًا مع الأزهر بشأن الضغط الدولي للتحرك في إنقاذ النساء والأطفال والأبرياء في غزة.

 

نموذج راقٍ للتقدم والتطور

من جهته، أعرب شيخ الأزهر عن سعادته بزيارة إندونيسيا، وامتنانه لما وجده من حبٍّ وتقديرٍ كبيرين للأزهر الشريف في إندونيسيا، مشيرًا إلى أنَّ هذه هي المرة الثالثة التي يزور فيها إندونيسيا؛ الدولة الإسلامية الأكبر من حيث عدد السكان، معربًا عن تقديره لجهود الرئيس الإندونيسي في خدمة وطنه خلال توليه مهام رئاسة الدولة في فترتين رئاسيتين متتاليتين، قاد فيها بلاده لتقديم نموذج راقٍ للتقدم والتطور تقتدي به باقي الدول الإسلامية، مؤكدًا أن العلاقات بين إندونيسيا والأزهر هي علاقات تاريخيَّة، وأنَّ الطلاب الوافدين يلعبون دورًا كبيرًا في تعزيز هذه العلاقة، وأنَّ طلاب إندونيسيا في الأزهر يتجاوز عددهم ١٤ ألف طالب، ويتميزون بحرصهم الشديد على ضرب المثل في الأدب والأخلاق والتحلِّي بالقيم.

 

 زيادة أعداد الطلاب الوافدين للدراسية في الأزهر

وأكَّد شيخ الأزهر سعي الأزهر لتلبية كل احتياجات إندونيسيا من خلال زيادة أعداد الطلاب الوافدين للدراسية في الأزهر، وتكثيف دورات الأئمة والوعاظ الإندونيسيين في الأزهر، وإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في إندونيسيا، وفتح أفق التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الإندونيسية لتأهيل الشباب الإندونيسي خاصة في مجالات الدعوة والتعليم الديني.

 

حشد الجهود الدولية لوقف العدوان على غزة

ونبه شيخ الأزهر، على ضرورة حشد الجهود الدولية لوقف العدوان على غزة، وأهميَّة التضامن العربي والإسلامي، والخروج بموقف موحَّد ومؤثِّر لوقف نزيف شلالات الدماء التي تُسالُ يوميًّا في غزة، معربًا عن تقديره لموقف إندونيسيا في دعم غزة من خلال تكثيف القوافل الإنسانية والإغاثية إلى القطاع المحاصر بالتعاون مع الأزهر.

 

وفي نهاية اللقاء، أهدى الإمام الأكبر الرئيس الإندونيسي درع الأزهر الشريف، وميدالية مجلس "حكماء المسلمين" بمناسبة مرور عشرة أعوام على إنشاء المجلس.

رافق شيخ الأزهر خلال لقائه الرئيس الأندونيسي وفدٌ رفيع المستوى ضمَّ السفير ياسر الشيمي، سفير مصر لدى جمهورية إندونيسيا، وفضيلة أ. د. عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر، وفضيلة الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد المحرصاوي، نائب رئيس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، والسفير عبد الرحمن موسى، مسئول العلاقات الخارجية بالأزهر، ومن الجانب الإندونيسي، وزيرة الخارجية ريتنو مارسودي، ووزير الدولة براتيكنو، ووزير الشئون الدينية، ياقوت خليل قوماس.

 

الرئيس الإندونيسي: مستعدون لاستقبال الجرحى من غزة لعلاجهم 

استقبل الجنرال برابوو سوبيانتو، وزير الدفاع الإندونيسي -الرئيس الإندونيسي المنتخب، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، لبحث التعاون المشترك بين الأزهر وإندونيسيا وسُبُل تكثيف الحشد الدولي لوقف العدوان على غزة.

 

إندونيسيا تمثل نموذجًا إسلاميًّا يُحتذَى به 

 

وفي بداية اللقاء، هنأ شيخ الأزهر الجنرال برابوو سوبيانتو، بفوزه في انتخابات الرئاسة الإندونيسية، داعيًا المولى -عز وجل- له بالسَّداد والتوفيق في قيادة بلاده ودعم قضايا أمته، مشيرًا إلى أن إندونيسيا تمثل نموذجًا إسلاميًّا يُحتذَى به في التطور والتنمية والرقي والحفاظ على الدين والقيم في مجتمع متعدِّد الديانات والثقافات.

 

الوقف الفوري للعدوان على غزة

 

وأكَّد شيخ الأزهر ضرورة حشد الجهود الدوليَّة من أجل الوقف الفوري للعدوان على غزة، وتسيير دخول المساعدات الإنسانيَّة والإغاثيَّة إلى القطاع المعزول، وتوفير كل أوجه الدعم اللَّازم من أجل وقف شلالات الدماء التي تُسالُ لأكثر من ثمانية أشهر دون رادعٍ دوليٍّ أو قانوني، أو إنساني أو أخلاقي، معربًا فضيلته عن تقدير الأزهر للموقف الإندونيسي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وبخاصة منذ بدء العدوان على غزة، ومد يد العون لإخواننا في غزة من خلال تجهيز القوافل الإغاثية وتسييرها بالتعاون مع الأزهر.

 

 

 

موقفٌ سياسيٌّ ودينيٌّ موحَّدٌ تجاه ما يحدث في غزة

 

ونبه شيخ الأزهر، على ضرورة أن يكون هناك موقفٌ سياسيٌّ ودينيٌّ موحَّدٌ تجاه ما يحدث من الانتهاكات غير الإنسانية في قطاع غزة؛ بحيث يقوم صنَّاع القرار السياسي بدورهم وواجباتهم في حشد الرأي العام السياسي عالميًّا، واستخدام أدوات السياسة والقانون جنبًا إلى جنبٍ مع قيام علماء الدين بدورهم في التَّعريف بما يتعرَّض له الشعب الفلسطيني من مجازر ومحارق يوميَّة من خلال تواجدهم في المؤتمرات والمناسبات والقمم الدينيَّة.

 

من جهته، أكد وزير الدفاع الإندونيسي -الرئيس المنتخب- دعم بلاده للشَّعب الفلسطيني والمطالبة بالوقف الفوري للعدوان على غزة، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلَّة، مشيرًا إلى تقديره للجهود المصرية الحثيثة في تسيير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتسليط الضوء على المأساة التي يتعرَّض لها الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ في القطاع المعزول.

 

صوت الأزهر جاء معبِّرًا عن آلام الشعوب الإسلامية

 

ونوه الرئيس الإندونيسي المنتخب، بأنَّ صوت الأزهر جاء معبِّرًا عن آلام الشعوب الإسلامية ومشاعرها تجاه ما يحدث في غزة؛ ولذا حرصت إندونيسيا على التعاون مع الأزهر الشريف في إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية، مشيرًا إلى استعداد بلاده لاستقبال الجرحى من غزَّة، وبخاصة الأطفال والأيتام؛ لعلاجهم في المستشفيات الإندونيسية، واستضافتهم لحين عودتهم إلى ديارهم مرة أخرى، وإعادة ترميم المجمع الطبي الإندونيسي في غزة فور تحسُّن الأوضاع ووقف العدوان.

 

واتَّفق شيخ الأزهر والرئيس الإندونيسي المنتخب على إطلاق دعوةٍ عالميَّةٍ للمطالبة بوقف العدوان على غزة، وحثِّ كلِّ الأطراف المعنيَّة بتغليب مصلحة الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، والاستمرار في اتخاذ كافة التَّدابير القانونيَّة والدوليَّة من أجل إيجاد حلٍّ قاطعٍ لوقف الانتهاكات وضمان عدم تكرارها في المستقبل والإسراع في حل الدَّولتين.

 

 

مبادرة إطلاق تحالف عالمي للقيادات الدينية

 

وأشار شيخ الأزهر إلى أنَّ مجلس حكماء المسلمين يدرس مبادرة إطلاق تحالف عالمي للقيادات الدينية، ومن بينها القيادات الدينيَّة في جنوب شرق آسيا تحت عنوان: "أديان من أجل التنمية والسلام"، تستهدف الاستفادة من تعاليم الأديان لخدمة ودعم جهود التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها، وبخاصة في منطقة جنوب شرق آسيا، وأن إندونيسيا تمثل أنموذجًا في التنمية مع الحفاظ على القيم الدينية؛ حيث رحَّب وزير الدفاع الإندونيسي  -الرئيس المنتخب- بالمبادرة مصرحًا: "إن إندونيسيا تتشرَّف باستضافة مبادرة مجلس حكماء المسلمين "أديان من أجل التنمية والسلام" التي طرحها فضيلة الإمام الأكبر، رئيس المجلس، وسنعمل على توفير البيئة المناسبة لإنجاحها والاستفادة منها.

 

وفي نهاية اللقاء، أهدى شيخ الأزهر وزيرَ الدفاع الإندونيسي -الرئيس المنتخب- درع الأزهر الشريف  وميدالية مجلس حكماء المسلمين بمناسبة مرور ١٠ أعوام على مرور المجلس.

 

 

 

 

 

 

تابع موقع تحيا مصر علي