اليسار يقلب الطاولة على اليمين.. ماذا يعني عدم حصول أى حزب على الأغلبية في انتخابات فرنسا؟
ADVERTISEMENT
استطاع تحالف اليسار بقيادة الجبهة الشعبية الجديدة في فرنسا أن تتصدر نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المبكرة، وذلك بعد توقعات حصوله ما بين 172 إلى 215 مقعدا في البرلمان الفرنسي من أصل 577، لكنه لن يصل إلى 289 مقعدا اللازمة لضمان الأغلبية المطلقة في البرلمان.
هزيمة قاسية لليمين المتطرف في فرنسا
فيما حل في المركز الثاني تحالف الوسط "معا من أجل الجمهورية" المدعوم من الرئيس إيمانويل ماكرون، وتوقعت حصوله على ما بين 150 إلى 180 مقعدا.
في المقابل، أخفق تحالف أقصى اليمين في الحصول على الأغلبية وذلك بعد أن عمل حزب الجبهة الشعبية الجديدة وكتلة معا للرئيس إيمانويل ماكرون بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات وقاموا بتصويت مضاد للتجمع الوطني.
وبعد صدور هذه النتائج فلن تستطيع أي من الكتل الثلاث الحصول على غالبية مطلقة في البرلمان ولن تتمكن من تشكيل حكومة.
وينص الدستور الفرنسي على أن الرئيس لا يمكنه الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية جديدة قبل 12 شهرا أخرى.
وقال رئيس الوزراء جابرييل أتال إنه سيقدم استقالته إلى ماكرون، لكنه مستعد للمواصلة لتصريف أعمال الحكومة.
كما ينص الدستور على أن الرئيس هو الذي يختار من سيقوم بتشكيل الحكومة، لكن من سيختاره سيواجه تصويتا بالثقة في الجمعية الوطنية، التي ستنعقد لمدة 15 يوما في 18 يوليو، وهذا يعني أن ماكرون يحتاج إلى تسمية شخص مقبول لدى أغلبية المشرعين.
ومن المرجح أن يأمل ماكرون في إخراج الاشتراكيين والخضر من التحالف اليساري، مما يترك حزب فرنسا الأبية بمفرده، لتشكيل ائتلاف يسار وسط مع كتلته.
ومع ذلك، لا يوجد أي مؤشر على تفكك وشيك للجبهة الشعبية الجديدة في هذه المرحلة.
وهناك احتمال آخر هو تشكيل حكومة تكنوقراط تدير الشؤون اليومية، ولكنها لا تشرف على التغييرات الهيكلية
ولم يتبين إن كانت كتلة اليسار ستدعم هذا التصور الذي سيظل يتطلب دعم البرلمان.
ماذا نعرف عن الجبهة الشعبية الجديدة؟
وتم إطلاق الجبهة الشعبية الجديدة هي تحالف انتخابي يساري في 10 يونيو الماضي، لم يتجاوز عمره الشهر. وتم تدشينه استجابة لدعوة إيمانويل ماكرون لانتخابات تشريعية مبكرة.
تجمع الجبهة الشعبية الجديدة بين أحزاب مثل "فرنسا الأبية" (LFI)، والحزب الاشتراكي، وحركة "الخضر" (Les Ecologistes)، والحزب الشيوعي الفرنسي، وحركة "الأجيال" (Generations)، وحركة "المكان العام" (Place Publique)، وعدة أحزاب ومجموعات يسارية أخرى.
ماذا يعني عدم حصول أى حزب على الأغلبية في انتخابات فرنسا؟
وعدم تمكن أي من التحالفات من تحقيق أغلبية في الانتخابات سيقود فرنسا إلى اضطرابات سياسية واقتصادية. حيث زاد المعسكر اليميي المتطرف بشكل كبير عدد المقاعد التي يشغلها في البرلمان.
وفقا للنتائج، فقد الرئيس ماكرون الذي لا يحظى بشعبية كبيرة السيطرة على البرلمان، مما يعني أن الرئيس الذي يقود حزب النهضة المنضوي تحت جبهة "معا" (يمين الوسط) احتمال قيادة البلاد إلى جانب رئيس وزراء يساري يعارض معظم سياساته الداخلية.
كما ستواجه فرنسا احتمال أسابيع من الصراعات السياسية لتحديد من سيكون رئيس الوزراء وزعيم الجمعية الوطنية.
وفي يونيو الماضي، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، وذلك بعد أن فاز حزب التجمع الوطني بقيادة ماريان لوبان بأكثر من 31% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية وهزيمة التكتل الوسط التابع لماكرون.