وفد استخباراتي أمريكي إسرائيلي يتوجه إلى القاهرة وحماس تخفف من شروطها.. إليك ما نعرفه عن هدنة غزة المتعثرة
ADVERTISEMENT
كشفت وسائل إعلام عبرية أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار سيترأس وفدا سيتوجه إلى القاهرة للمشاركة في محادثات حول وقف إطلاق النار "مؤقتاً" في قطاع غزة واتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
رئيس الشاباك إلى القاهرة لاستكمال مفاوضات غزة
وبحسب تقرير نشره موقع "والا" العبري، فإن بار سيشارك في محادثات في العاصمة المصرية بشأن اتفاق محتمل لهدنة الأسرى، بما في ذلك مناقشة أسماء الأسرى الأمنيين الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم.
وكان رئيس الموساد ديفيد برنياع قد زار قطر الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن يعود مرة أخرى هذا الأسبوع، حيث تم استئناف المفاوضات بشأن صفقة محتملة.
وأمس، كشف مصدر رفيع المستوى، أنه من المتوقع أن يتوجه رئيس الـ CIA إلى القاهرة هذا الأسبوع للمشاركة في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى وإنهاء الحرب المستمرة منذ ٩ أشهر في قطاع غزة.
وأشار مصدر رفيع المستوى، أن وفد اسرائيلي يضم مسئولين من كافة الاجهزة المعنية بمفاوضات الأسرى من المتوقع وصوله القاهرة خلال الساعات القادمة وذلك لاستئناف مفاوضات التهدئة بالقطاع.
تدميرغزة ورقة إسرائيل للضغط على حماس
ونشرت وكالة أسوشيتد برس تحليل تتحدث عن اعتقاد عدد من المسؤولين في الشرق الأوسط والولايات المتحدة أن مستوى الدمار في قطاع غزة الناجم عن الحرب المستعرة كان سبب رئيسي في الضغط على حماس لـ "تخفيف من شروطها" بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
واستدلت بهذا السبب بعد تخلي حماس عن مطلبها القديم بأن تعد إسرائيل بإنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق لوقف إطلاق النار. وقد أثار هذا التحول المفاجئ آمالاً جديدة في إحراز تقدم في المفاوضات التي تتم بوساطة دولية.
ويوم الأحد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضغوط العسكرية ـ بما في ذلك الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ شهرين على مدينة رفح جنوب قطاع غزة ـ "هي التي دفعت حماس إلى الدخول في المفاوضات".
لكن في اتصالات داخلية حديثة اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس، حثت رسائل وقعها العديد من كبار الشخصيات في حماس على قبول اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ووصفت الرسائل، التي شاركها مسؤول في الشرق الأوسط مطلع على المفاوضات الجارية، الخسائر الفادحة التي تكبدتها حماس في ساحة المعركة والظروف المزرية في المنطقة التي مزقتها الحرب.
انقسام في حركة حماس
وأشارت وكالة اسوشيتد برس إلى أنه لم يكن معروفا ما إذا كان هذا الضغط الداخلي عاملا في مرونة حماس، لكن الرسائل تشير إلى انقسامات داخل الحركة واستعداد للتوصل إلى اتفاق بسرعة، حتى لو لم يكن المسؤول الأعلى لحماس في غزة، يحيى السنوار ، في عجلة من أمره.
كما كشف شخصا مطلعا على الاستخبارات الغربية، شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة هذه المسألة الحساسة، قال إن قيادة المجموعة تدرك أن قواتها تكبدت خسائر فادحة، وأن ذلك ساعد حماس على الاقتراب من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مسؤولان أمريكيان إن الأمريكيين يدركون الانقسامات الداخلية داخل حماس وأن هذه الانقسامات أو الدمار في غزة أو الضغوط من الوسطاء مصر وقطر ربما كانت عوامل دفعت حماس إلى تخفيف مطالبها بالتوصل إلى اتفاق.
وشارك المسؤول الشرق أوسطي تفاصيل من رسالتين داخليتين لحماس، وكلاهما كتبهما مسؤولون كبار داخل غزة إلى قيادة المنفية في قطر، حيث يقيم رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية.
وأشارت الرسالة إلى أن الحرب أثرت على حماس، حيث حث كبار الشخصيات الجناح السياسي للحركة في الخارج على قبول الصفقة على الرغم من تردد السنوار.
يأتي ذلك فيما نفى المتحدث باسم حركة حماس، جهاد طه، أي تلميحات حول وجود انقسامات داخل الحركة. وقال إن "موقف الحركة موحد ويتبلور من خلال الإطار التنظيمي للقيادة".
وأظهر المسؤول الاستخباراتي لوكالة أسوشيتد برس نص الاتصالات باللغة العربية، لكنه رفض الكشف عن تفاصيل محددة حول كيفية الحصول على المعلومات، أو الشكل الخام للاتصالات.
وقال المسؤول إن الاتصالات جرت في شهري مايو ويونيو وجاءت من مسؤولين كبار متعددين داخل الجناح العسكري للحركة في غزة.
وقد اعترفت الرسائل بمقتل مقاتلي حماس ومستوى الدمار الذي خلفته الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة. كما تشير إلى أن السنوار إما لا يدرك تمامًا حجم الخسائر الناجمة عن القتال أو لا ينقلها بالكامل إلى أولئك الذين يتفاوضون خارج القطاع.
وتعمل مصر وقطر مع الولايات المتحدة على التوسط في التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب المدمرة التي استمرت تسعة أشهر. وبعد أشهر من التعثر والتوقف، استؤنفت المحادثات الأسبوع الماضي ومن المقرر أن تستمر في الأيام المقبلة.
ولكن الاتفاق لم يحسم بعد حيث أعلن مكتب نتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع أن "الفجوات ما زالت قائمة".
ملامح هدنة غزة
وقال المسؤولون الأميركيون إنهم متفائلون بحذر بشأن احتمالات التوصل إلى وقف لإطلاق النار استناداً إلى التطورات الأخيرة، ويبدو أن الجانبين أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كان عليه الحال منذ أشهر.
وكشفت مصادر مطلعة إن الاتفاق المرحلي سيبدأ بوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وخلال هذه الفترة سيتم إطلاق سراح الرهائن المسنين والمرضى والنساء من قبل حماس مقابل مئات السجناء الفلسطينيين. وأضافوا أن المحادثات بشأن اتفاق أوسع نطاقاً، بما في ذلك إنهاء الحرب، لن تبدأ إلا خلال هذه المرحلة.
وتعهد نتنياهو بمواصلة القتال حتى تدمر إسرائيل القدرات العسكرية والحكومية لحماس، حتى لو تم إطلاق سراح الرهائن.