ماذا حققت المؤسسات الدينية في عهد الرئيس السيسي؟ 10 سنوات إنجازات في تجديد الخطاب
ADVERTISEMENT
لا تزال قضية تجديد الخطاب الديني من أهم القضايا، التي حملها الرئيس عبد الفتاح السيسي على عاتقه منذ عام 2014، حيث دعا المؤسسات الدينية لضبط الخطاب الديني ومواكبة العصر، فلم يترك فرصة في مناسبة دينية أو رسمية إلا ودعا بضرورة تحقيق هذا الأمر، وأحدثت دعوة الرئيس السيسي حراكًا فكريًا وثقافيًا غير مسبوق تجاوز صداه مصر إلى الأمتين العربية والإسلامية بل كان له صدى عظيم في مختلف أنحاء العالم ومؤسساته الدينية والثقافية.
بدروه، لبى الأزهر الشريف، دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأخذ على عاتقه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قضية تجديد الخطاب الديني، فالأزهر حامل لواء الوسطية والتيسير، بما ينفع الناس، ويحقق مصالحهم، دون تنكر للدين ومسلماته، وهذه حرفة صعبة تحتاج لعلماء أفذاذ راسخين، زخر بهم الأزهر الشريف طيلة هذه الفترة.
الأزهر وتجديد الخطاب
وعقد الأزهر الشريف أول مؤتمر دولي لمكافحة العنف ونبذ التطرف والإرهاب في أواخر عام 2014 بحضور قادة وزعماء الأديان وبمشاركة ممثلي 120 دولة وممثلي عن جميع المذاهب الإسلامية والطوائف المسيحية، لاتخاذ موقف واضح من الإرهاب وأثره على امن المجتمعات، وتفنيد المفاهيم وتحرير المقولات التي أساء المتطرفون توظيفها في عملياتهم الإرهابية.
وتجديداً للخطاب الديني، تطور الأزهر الشريف مناهجه بما يناسب روح العصر، ويجمع بين أصالة النص، ومعاصرة تطبيقه في واقع الناس، من خلال إنشاء «اللجنة العليا لإصلاح التعليم»، و«لجنة إعداد وتطوير المناهج»، وهي لجنة تضم علماء متخصصين، وخبراء تربويين، كما تم استعادة دور «هيئة كبار العلماء» الرائد في تجديد الخطاب الديني، والحفاظ على الثوابت الإسلامية في كثير من القضايا المجتمعية والثقافية، من خلال أبحاث ومؤلفات وملتقيات فكرية شبابية.
وأنشا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، «مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية»، متابعة لمستجدات الواقع المعاصر، وتجديد الرؤية الشرعية للعديد من القضايا الفقهية المستحدثة، كما تم إنشاء «مركز الأزهر للتراث والتجديد»، وهو مركز متخصص يعنى ببحث مسائل وقضايا الفقه الإسلامي، ويجدد النظرة الشرعية لها؛ بما يحفظ أصالة النص، ويواكب مستجدات الواقع المعاصر؛ وفق شروط التجديد، ودواعيه، وضوابطه، وثبات بعض أحكام الشريعة، وتغير بعضها.
وطور الإمام «الطيب» برامج «الرواق الأزهري» في الجامع الأزهر وفروعه في محافظات الجمهورية؛ ليؤدي دوره التعليمي والدعوي للمصريين والأجانب من الناطقين بالعربية والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية؛ وفق منهج الأزهر الوسطي والمستنير؛ ويجري العمل فيه من خلال عدة أروقة داخلية: رواق القرآن الكريم؛ لتحفيظ أبناء المسلمين القرآن الكريم من المصريين والوافدين، وفق برامج مناسبة لظروف وأحوال الدارسين، وعلى يد نخبة من معلمي الأزهر من حفظة القرآن الكريم الذين اجتازوا اختبارات لجنة مراجعة المصحف الشريف، رواق التجويد والقراءات؛ لتعليم أحكام التجويد، وأوجه القراءات الصحيحة والمتواترة عن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رواق العلوم الشرعية: ويمر الدارس بثلاثة مراحل دراسية: (التمهيدية - المتوسطة - المتخصصة) وتدرس العلوم العربية والشرعية وفق المنهج الأزهري الوسطي على يد علماء متخصصين.
واستحدت الأزهر الشريف، وحدة «فتاوى التنمية والاستثمار» التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لتقديم الفتاوى الاقتصادية المتخصصة لجمهور المستفتين حول الاقتصاد وفقه المال والأعمال بما يواكب مستجدات الواقع ويراعي مصالح الناس.
دور الأوقاف في تجديد الخطاب الديني
ومن أهم الإنجازات التي حققتها الأوقاف في تجديد الخطاب الديني، إحكام السيطرة على المساجد وضبط شؤونها وتكثيف الأنشطة الدعوية في المساجد وأيضا استحداث أنشطة جديدة منها، وعقد مجالس الإفتاء للأئمة والواعظات ومقارئ الجمهور والبرنامج الصيفي للطفل وتحسين الأحوال المالية والمعيشية للأئمة بزيادات غير مسبوقة.
وصرفت الأوقاف أكثر من 18,661 مليار جنيه لعمارة بيوت الله (عز وجل) إحلالا وتجديدا وصيانة وتطويرا لأكثر من 12081 مسجدا، وافتتاح أكثر من 4960 مسجدًا من سبتمبر 2020 م حتى نهاية يونيو 2024، وحصول 446 مسجدا على شهادة الاعتماد وضمان الجودة من الفئتين (أ) و(ب)، كما
وتحسنت الحالة المالية للأئمة تحسن ملحوظاً في عهد الرئيس السيسي، وكذلك المستوى الدعوي للأئمة، حيث عقدت وزارة الأوقاف العديد من الدورات التأهيلية لهم حتى يصبح إماماً وخطيباً عصرياً قادراً على مواكب التطور والواقع الذي نعيشه.
وفي مجال التأليف والترجمة أصدرت وزارة الأوقاف نحو 500 مؤلف ومترجم، منها 135 كتابًا في قضايا تجديد الفكر الديني من أهمها : (نحو تجديد الفكر الديني - نحو تفكيك الفكر المتطرف - خطورة التكفير والفتوى بدون علم - بناء الشخصية الوطنية، وتمت طباعة 141 كتابًا مترجمًا إلى اللغات الأجنبية من أهمها: (الفهم المقاصدي للسنة النبوية وترجم إلى (14) لغة - نحو تجديد الفكر الديني وترجم إلى (13) لغة.
التدريب والتثقيف والدعوة الإلكترونية
افتتحت وزارة الأوقاف، الأكاديمية الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين يناير 2019م، وقيامها بدور رائد في مجال التدريب، وتم اعتماد مركز الحاسب الآلي بأكاديمية الأوقاف الدولية ليكون مركزًا دوليًّا معتمدًا، وحصول (1727) إمامًا وواعظة وإداريًّا على رخصة الحاسب الآلي منه، وأطلقت الأوقاف استراتيجية بناء الوعي 2021م بالتعاون بين وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للإعلام، وتنفيذ عدد من فعالياتها.
وتوسعت وزارة الأوقاف، في النشر الدعوي الإلكتروني من خلال 36 موقعًا وصفحة وقناة تتبع وزارة الأوقاف والجهات التابعة لها منها 10 صفحات متخصصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
دور دار الإفتاء في تجديد الخطاب
زاد عدد الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء، عن مليون فتوى، شملت كل ما يهم المسلم من أمور في مناحي حياته المختلفة، وأشادت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الحادية والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان بمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة التابع لدار الإفتاء المصرية، وذلك في الفقرة العاشرة من التقرير، بعد اعتماد دار الإفتاء مرجعية بالبرلمان الأوروبي.
إصدارات وموسوعات علمية معاصرة
وصدر عن دار الإفتاء مجموعة من الإصدارات زادت عن ٣٠٠ إصدار، أَثْرَتِ المكتبةَ الإسلامية وساهمت في بناء خطاب إفتائي رصين متصل بالأصل ومرتبط بالعصر، يأتي في مقدمتها موسوعة فتاوى الدار في ٤٦ مجلدًا، والفتاوى المؤصلة، وأخرى عن الحج والعمرة، والصيام، وفقه الأقليات الإسلامية، والجهاد، وفتاوى الشباب، وفتاوى المرأة المسلمة، وأحكام الأسرة وغيرها الكثير باللغات المختلفة.
الفضاء الإلكتروني
ولم تغفل دار الإفتاء في مسيرتها لتجديد الخطاب الديني الفضاء الإلكتروني ودوره، حيث تقوم دار الإفتاء من خلال موقعها الإلكتروني وصفحاتها على موقع الفيسبوك التي تجاوزت 13 مليون متابع، وتويتر وموقع اليوتيوب بأكبر الأنشطة الدعوية، من خلال نشر أفكار التجديد، وقد تجاوزت نسبة المشتركين في هذه المواقع الملايين.
أما الواقع الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي، فتعد دار الإفتاء المصرية رائدة المؤسسات الدينية في هذا المجال، سواء في مصر أو في العالم العربي والإسلامي، فقد قال الفيلم الوثائقي إن دار الإفتاء المصرية استفادت من هذه الوسائل في نشر رسالتها أيما استفادة، فكثَّفت من حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي بإنشاء ١٨ منصة تعبر عن منهجها وتذيع أفكارها من خلالها، وصفحة دار الإفتاء المصرية على الفيس بوك تعد النافذة الكبرى والأهم في التواصل مع الجمهور، تلك الصفحة أُطلقت في عام 2010، وحازت التوثيق والاعتماد من إدارة الفيسبوك.
الدور الخارجي
وأما عن الدور الخارجي للدار فلم تغب عنه برغم تحيات السفر بسبب فيروس كورونا فقد برزت دار الإفتاء المصرية من خلال مشاركة فضيلة مفتي الجمهورية وعلماء دار الإفتاء في العديد من المحافل الدولية المهمة، حيث التقى فضيلته عددًا من زعماء العالم وقادة الرأي والفكر وصناع القرار، سواء عن طريق المقابلات المباشرة في الربع الأول من العام أو عن طريق منصة زووم.
وأصدرت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التابعة لدار الإفتاء المصرية، والتي تُعد أكبر مظلة إفتائية تجمع لفيفًا من المفتين والهيئات الإفتائية شاملة تحت مظلتها ستين دولة حول العالم كتابًا تذكاريًّا باللغة الإنجليزية يوثق نجاحات الأمانة العامة خلال السنوات الخمس الماضية، والتي نحتفل هذه الأيام بمرور خمس سنوات على إنشائها.مكافحة التطرف
وفي مجال مكافحة التطرف، أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية حسبما عرض الفيلم الوثائقي أربعة وخمسين تقريرًا حول الفكر المتطرف، كما أصدرت الدار الدليل المرجعي لمكافحة التطرُّف في أكثر من ألف صفحة إلى جانب كتابها المهم حول التأسلم السياسي.
إنشاء وحدة للفتاوى القصيرة
وإيمانًا منها بدور الميديا، قامت دار الإفتاء المصرية بإنشاء وحدة للفتاوى القصيرة المصحوبة بالرسوم المتحركة "موشن جرافيك" واستخدامها في الرد على الأفكار المتطرفة بطريقة سهلة وجذابة، وقد أنتجت الوحدة خلال العام ٢٠٢٠ أكثر من ١٥٦ منتجًا من أفلام الرسوم المتحركة تناولت فيها عددًا من الأفكار المغلوطة التي ترددها جماعات الظلام ثم الرد عليها بمنهج علمي منضبط ودحضها بطريقة ميسرة قريبة للجميع.
المؤشر العالمي للفتوى
جاء إنشاء المؤشر العالمي للفتوى التابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم انطلاقًا وإيمانًا منها بدور الفتوى في توجيه الرأي العام والسلوك والفردي؛ من أجل تتبع ورصد الفتاوى الشاذة وتفنيدها والرد عليها، وقد جرى الانتهاء من نسخة المؤشر للعام 2020، برسم خريطة تحليلية دقيقة لما كان عليه خطاب الفتوى بالعالم هذا العام.
كان أبرزها قضايا الفتوى وكورونا والتنظيمات المتطرفة والإلحاد والإفتاء الإلكتروني وقضايا الإسلاموفوبيا، كما تم الانتهاء من مشروع "محرك البحث الإلكتروني للمؤشر العالمي للفتوى"، كأول محرك بحث متخصص في رصد وتتبع الفتاوى وتحليلها عالميًّا، ويعد النواة لأكبر قاعدة بيانات للفتوى المصنفة بالعالم.
إعداد المفتين عن بُعد
وأسست دار الإفتاء أول مركز من نوعه للتعليم عن بُعْد في المجال الإفتائي والشرعي؛ حيث تم إعداد المناهج المتخصصة في مجال الإفتاء الشرعي؛ ليتم بث ذلك على موقع خاص بالتعليم عن بُعْد.
وتوفر هذه الخدمة على طلاب العلم عناء السفر للحصول على دراسة دورة الإفتاء بالدار كما هو حاصل في وقتنا هذا، حيث يمكنهم من خلال موقع التعليم عن بُعْد أن يحصلوا على المعارف والمهارات الإفتائية التي تؤهلهم للقيام بدَور الإفتاء بعد ذلك في بلادهم.