عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ترودو: بحذر عن قلقه إزاء تنامي شعبية الأحزاب اليمينية بالبرلمان الأوروبي

ترودو
ترودو

عبر رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو عن قلقه إزاء تنامي شعبية الأحزاب اليمينية، الذي أظهرته نتائج انتخابات البرلمان الأوروبية الجارية.

تزايد شعبية القوى اليمينة الشعبوية

وقال ترودو للصحفيين، تعليقا على نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي في فرنسا، يوم الاثنين: "في كافة أنحاء العالم نرى تزايدا لشعبية القوى اليمينية الشعبوية، في كل بلد ديمقراطي تقريبا... وهذا مثير للقلق".

واعتبر ترودو أن الأحزاب اليمينية تستغل "الغضب والخوف والانقسام والقلق" لحشد التأييد، معبرا عن استيائه بهذا الشأن.

التجمع الوطني اليميني المتطرف

ويأتي ذلك على خلفية حصول حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بقيادة جوردان بارديلا، خلف مارين لوبان في قيادة الحزب، على 31.4% من الأصوات، فيما حصل حزب "النهضة" الموالي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على 14.6% بالمئة فقط.

وفي ظل هذه النتائج لانتخابات البرلمان الأوروبي في فرنسا، أعلن الرئيس ماكرون عن حل الجمعية الوطنية وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في البلاد يوم 30 يونيو الجاري.

صعود اليمين المتطرف 

صعود اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي، لعل هذه الجملة هي الأكثر تداولاً في الصحف العالمية، وسط تساؤلات حول تأثير هذه المكاسب التى حققها المعسكر اليميني في انتخابات البرلمان الأوروبي على سياسة القارة الأوروبية في ملفاتها الخارجية.

ماكرون يحل البرلمان بعد تقدم اليمين في الانتخابات الأوروبية

وأمس أعلن الرئيس الفرنسي إيمانوين ماكرون، حل مجلس النواب، ودعا إلى انتخابات مبكرة في 30 يونيو الجاري، وذلك بعد تقدم اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

وفاز اليمين المتطرف بالانتخابات الأوروبية بقيادة جوردان بارديلا، وذلك بحصوله على نسبة تتراوح بين 31.5 و32.5% من الأصوات، أي ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون مما يمثل ضربة كبيرة لماكرون.

وقال ماكرون في كلمة متلفزة، إن نتائج الانتخابات الأوروبية "ليست جيدة بالنسبة للأحزاب التي تدافع عن أوروبا"، مضيفاً أن أحزاب اليمين المتطرف "الذين يعارضون الوحدة الأوروبية يتقدمون في كل مكان في القارة الأوروبية".

واحتفظت كتل الحزب الشعبي الأوروبي وهو يميني مع الاشتراكيين والديمقراطيين و"تجديد أوروبا" (وسطيون وليبراليون) مجتمعة بالغالبية في البرلمان الأوروبي.

ومع 181 مقعداً متوقعاً للحزب الشعبي الأوروبي، و135 للاشتراكيين والديمقراطيين و82 لـ"تجديد أوروبا" (رينيو يوروب)، تشكل هذه الكتل "الائتلاف الكبير"، الذي ستحصل في إطاره التسويات في البرلمان الأوروبي، مع جمعها 398 مقعداً من أصل 720.

وفازت كتلة الحزب الشعبي الأوروبي، حزب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بعدد إضافي قليل من المقاعد، في حين تراجع عدد مقاعد الاشتراكيين والديمقراطيين بشكل طفيف، وخسرت كتلة "تجديد أوروبا"، التي تضم حزب "النهضة" بزعامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نحو 20 مقعداً.

وبدأت رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين، الاثنين، حملتها لولاية ثانية على رأس السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي.

أما كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين التي تضم حزب "إخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا) بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وحزب القانون والعدالة البولندي، فقد فازت بمقعدين إضافيين وفق التقديرات.

هزيمة ساحقة لمعسكر شولتس

وتعرض الائتلاف الحاكم في ألمانيا بزعامة المستشار أولاف شولتس، لهزيمة قاسية في الانتخابات الأوروبية، إذ جاءت الأحزاب الثلاثة في حكومته خلف المحافظين واليمين المتطرف، وفق ما أظهرت الاستطلاعات الأولية.

 المستشار أولاف شولتس

ووفقاً لاستطلاعين نشرتهما الشبكتين الوطنيتين "إيه آر دي" و"زد دي إف"، فحصل "الحزب الديمقراطي الاشتراكي" بزعامة شولتز على أسوأ نتيجة له في التاريخ بنسبة 14%، فيما حل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف في المركز الثاني بعد حصوله على ما بين 16 و16.5%، فيما حصلت كتلة "الاتحاد المسيحي" التي تضم حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري" المحافظ، على 29.5%.

ولم يسجل "حزب الخضر"، شريك شولتز في الائتلاف الحكومي، سوى على 12 إلى 12.5%، بينما حصل "الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي" على 5%.

وفي فنلندا، حقق حزب "تحالف اليسار" تقدماً بحصده 17.3% من الأصوات، أي أكثر بـ4 نقاط مقارنة بعام 2019، وفق النتائج المعلنة بعد فرز 99% من بطاقات الاقتراع.

وقالت زعيمة "تحالف اليسار" لي أندرسون: "لم أكن أحلم قط بمثل هذه الأرقام". وسيحصل الحزب على 3 مقاعد من أصل 15 مخصصة لفنلندا في البرلمان الأوروبي، مقارنة بمقعد واحد فقط خلال الانتخابات السابقة

وتراجعت شعبية "حزب الفنلنديين" اليميني المتطرف المشارك في الائتلاف الحكومي، بحصوله على 7.6% من الأصوات، أي بانخفاض قدره 6.2%، ولن يحصل إلا على مقعد واحد

وفي السويد، حقق حزب الخضر تقدماً بحصوله على 15.7% من الأصوات، بزيادة قدرها 4.2 نقطة، وفق استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أجرته قناة SVT التلفزيونية.

وتقدم "حزب اليسار" أيضاً (+4 نقاط إلى 10.7%)، بينما سجل اليمين المتطرف الذي يمثله "حزب ديمقراطي السويد" تراجعاً بمقدار 1.4 نقطة إلى 13.9%.

وفي الدنمارك، احتل الحزب الشعبي الاشتراكي الصدارة وحقق تقدماً ملحوظاً بحصوله على 18.4% من الأصوات، بزيادة قدرها 5.2% مقارنة بعام 2019.

ماذا يعني صعود اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي؟

والتوجه المتوقع للبرلمان الأوروبي نحو اليمين، يعني أن المجلس قد يكون أقل حماساً للسياسات الرامية إلى معالجة تغير المناخ، بينما سيكون حريصاً على التدابير الرامية للحد من الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي، وهو تكتل يضم 450 مليون مواطن.

فيما يتعلق بملف التغير المناخي، يرى اليمين المتطرف أن هناك تكلفة للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر. فالاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة للمزارعين التى ، والتي نزلوا فيها بجراراتهم من جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي إلى بروكسل والبرلمان الأوروبي، مما أدى إلى شلل الحركة فيهما، وقال المحتجون إن القوانين البيئية الوطنية وقوانين الاتحاد الأوروبي والبيروقراطية تعطّل أعمالهم.

ويخشى أنصار البيئة أن يتجنب الاتحاد الأوروبي الآن تحديد كيفية مساهمة المزارعين في رؤيته لخفض 90٪ من الانبعاثات بحلول عام 2040. ويعتقدون أن التحول نحو اليمين في البرلمان الأوروبي قد يعني المزيد من التخفيف أو تأخير لا نهاية له للأهداف الخضراء.

قد يبدو الأمر جلياً بأن التحول إلى اليمين في البرلمان الأوروبي من شأنه أن يؤدي إلى تشريعات أكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي حول موضوع الهجرة.

فالزعيم اليميني المتطرف في هولندا، خيرت فيلدرز، والذي أصبح حزبه، حزب من أجل الحرية، أكبر مجموعة في البرلمان الهولندي هذا الخريف بعد الانتخابات الوطنية. تعهد بـ "أشد قانون للهجرة على الإطلاق".

ومن المفترض أن تأخذ كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي حصة من طالبي اللجوء، أو على الأقل تدفع مساهمات كبيرة، لمساعدة زملائها الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا واليونان، حيث يصل معظم المهاجرين عن طريق قوارب مهربي البشر.بينما أعضاء البرلمان الأوروبي من اليمين القومي قد يرفضون ذلك كما رأينا بالفعل مع الحكومات القومية الشعبوية في المجر، وحتى وقت قريب، في بولندا.

وكانت الحرب الروسية الأوكرانية، سبباً في دفع زعماء الاتحاد الأوروبي في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي إلى الحديث عن إنفاق المزيد على الدفاع، بل وأيضاً توسيع عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مثل أوكرانيا وجورجيا ودول غرب البلقان مثل كوسوفو وصربيا، لكن اليمين القومي يخشون تكاليف التوسعة، ومن المرجح أن يحتاج الاتحاد الأوروبي الأكبر، الذي يضم المزيد من الدول الأكثر فقرا، إلى ميزانية اضخم، مع مساهمات أكبر من الدول الأعضاء الأكثر ثراءً نسبيا.

تابع موقع تحيا مصر علي