عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

البابا تواضروس لـ"الشاهد": مصر كانت في طريقها إلى المجهول بعد فوز مرسي بالرئاسة

تحيا مصر

قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن مصر كانت في طريقها إلى المجهول بعد فوز محمد مرسي بالرئاسة، وكان هناك حالة من الخوف والفزع بعد إعلان فوزه.
 

 الأحداث كانت تنذر أن هناك شيئًا يختطف مصر

وأضاف خلال شهادته مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "الشاهد" المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"،  أن الأحداث كانت تنذر أن هناك شيئًا يختطف مصر.

وصول مرسي لرئاسة مصر 

قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن مصر كانت في طريقها إلى المجهول بعد فوز محمد مرسي بالرئاسة، وكانت هناك حالة من الخوف والفزع بعد إعلان فوزه.

وأضاف البابا تواضروس،  أن الأحداث كانت تنذر أن هناك شيئًا يختطف مصر، ووقت إعلان فوز مرسي كان في مهمة في سيدني، وعندما سمعوا الخبر كان هناك بكاء وصريخ وكان الأقباط الموجودين في سيدني، يفكرون في أن يحضروا أقاربهم من مصر، خوفًا مما قد يحدث لهم.

الانسحاب من إعداد دستور الإخوان 

قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الأنبا باخميوس اتخذ قرار بالانسحاب من اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور في عهد الإخوان.

أضاف البابا تواضروس، الأنبا باخميوس شعر أن المناقشات جميعها تسير في اتجاه بعيد عن الوطنية ومراعاة أن مصر شعبها مسلم وقبطي، وتابع البابا تواضروس:" هذا الشعب أو هذا النسيج في الجمعية التأسيسية كان يتم إهماله سواء الجانب المسيحي أو الجانب القبطي وصبغ الحياة بكل صورة كأنه لم يكن هناك وجود للأقباط في مصر وهذا كان أمر مؤلم جدًا وبهذا كان الانسحاب من لجنة إعداد الدستور قرار حاسم جدا.

اختيار البطريرك الجديد 

قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه كان هناك تخوف من أن إجراءات اختيار البطريريك الجديد لا تتم في عهد محمد مرسي.

أوضح  البابا تواضروس، أن مرجع هذا التخوف، هو خروج فكرة منذ تنيح البابا شنودة في مارس وحتى نوفمبر، أن الأنبا باخوميوس يختار بطريريك دون إجراءات، وكان التخوف أن الإجراءات لا تكتمل، لأي سبب.

وأردف: “الأنبا باخوميوس رفض والمجمع الكنسي رفض، وقال هنمشي في الإجراءات كما ينص التقليد الكنسي، وكان متوقعًا أن يجامل مرسي الكنيسة ويحضر التنصيب، لكن لم يفعل”

اختطاف مصر بعد فوز مرسي 

قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه كان في مهمة كنسية في أستراليا، في وقت إعلان فوز محمد مرسي، بمنصب الرئاسة.

وأوضح  أنه في البداية أعلن عن فوز منافسه الفريق أحمد شفيق، فاستقبلوا الخبر بالزغاريد، لكن بعد نصف ساعة، انقلب الفرح لحزن وغم، وانقلبت الزغاريد لصويت وبكاء، عندما وصل  خبر آخر بنجاح محمد مرسي.

وأردف: "كنا نصف الليل، وعم البكاء والعياط، واللي فكر يحضر أهله لأستراليا، واحد قال لي أنت هترجع مصر؟ قلت لهم طبعًا هأرجع مصر، كانت الأحداث تنبؤ بأن شيئاً يُسرق وشيئاً يختطف مصر، ليست هذه مصر، وليست هذه الطبيعة الحياتية لإخوتنا وجيرانا في مصر، ليست هذه نكهة مصر، ولا طبيعة كل يوم، حتى اللغة المستخدمة في الإعلام ليست اللغة التي اعتدنا عليها، أقرب تشبيه هو السرقة، وواحد شبه لي الموقف لما الفرخة تطير عند الجيران ينتفوا ريشها، احنا كده بينتفوا ريشنا".

مرسي لم يشارك باحتفالات عيد الميلاد 

قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن: "الرئيس المعزول محمد مرسي لم يشارك في احتفالات عيد الميلاد المجيد، واكتفى فقط بالتواصل هاتفيا معي، وكانت مكالمة تقليدية يُقال فيها المتداول في أي مناسبات، وكان حديثه "بلا مشاعر"، فقد كان يؤدي الواجب فقط، حتى يظهر في الأخبار أنه قام بذلك الأمر".

وأضاف: "الكلمة لا تخرج من اللسان فقط، ويجب أن تنبع من القلب أيضًا، حتى تظهر فيها المشاعر الخاصة بها، فمن فضله القلب ينطق اللسان، فكلام اللسان لا يعول عليه؛ لأن أفعاله كانت غير ما يقوله تماما".

وأشار إلى انه وقت إعلان فوز مرسي كان في مهمة في سيدني، وعندما سمعوا الخبر كان هناك بكاء وصريخ وكان الأقباط الموجودون في سيدني، يفكرون في أن يحضروا أقاربهم من مصر، خوفًا مما قد يحدث لهم.

الاعتداء على الكاتدرائية أيام الإخوان 

قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن: "بعد أيام قليلة من أحداث الخصوص والاعتداءات التي تمت هناك والتي وصلت إلى بيوت الأقباط والكنسية، حدثت الاعتداءات على الكاتدرائية (الكنسية الأم)، وتحديدا يوم 7 أبريل 2013، وكنت متواجدا في محافظة الإسكندرية حينها، ووصفت هذا الحدث بالتواطؤ، الأمر الذي أزعج العديد من المسؤولين في ذلك الحين".

وأضاف: "كنت أواجه المسؤولين حينها بكل حزم حول كيفية الاعتداء على الكاتدرائية رغم الحراسة الأمنية المشددة عليها، فهي ليست كنيسة صغيرة أو داخل قرية، بل متواجدة في العاصمة، فضلا عن رمزيتها الهامة للدولة المصرية، ولم يحدث في التاريخ السابق مثل هذه الحادثة، فقد رأينا اعتداءات على كنائس صغيرة وفي أماكن بعيدة، ولكن الكنيسة المركزية كان أمرا غير مقبولا بالمرة".

وتابع: "تواصل معي محمد مرسي في الهاتف بعد وقوع الحادثة، وأخبرني أنها مجرد اعتداءات من مواطنين عاديين، ولم أتقبل حديثه تماما، خاصة حين قال لي إن الاعتداء على الكاتدرائية هو اعتداء عليه شخصيا، فلم أصدق ما قاله، وكانت تلك اللحظة صعبة للغاية علينا جميعا".

تجليس البابا 

كشف البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كواليس التجليس الذي لم يحدث في مصر منذ 40 عامًا والتي كان آخرها تجليس البابا شنودة، مؤكدًا أنه على المستوى الشخصي لم يحضر تجليس قبل ذلك.

وأضاف البابا تواضروس، أن التجليس له طقس كبير، وما حدث وقتها أن إجراءات التجليس تمت والطقس الكنسي اكتمل وكان بالنسبة لي أمر جديد، والكنيسة القبطية أكبر كنسية في منطقة الشرق الأوسط وهي الكنسية الأولي في افريقيا تاريخيا وهي الكنيسة  الوطنية المصرية الأصلية ولها وضع مهم.

وأشار، إلى أن الرئيس مرسي لم يجامل في هذا الأمر فإن هذا يؤخذ عليه وأرسل رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل آنذاك، حيث أرسله ذرًا للرماد، وحضر وقتها وكان معه عدد كبير من المسؤولين المحليين والدوليين مثل آباء بطاركة وأساقفة وكان حاضر مندوب بابا روما وعدد كبير من السفراء وهكذا وتمت عملية التجليس.

بعض الأقباط طلبوا الهجرة أيام حكم مرسي 

قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن: "الوفد الأمريكي الذي زارنا في ظل الأحداث الإرهابية عام 2013 كان يشمل حوالي 8 أفراد منهم سيدتين، كان يتابع بكثب الاعتداءات التي تعرضنا لها داخل الكنيسة والكاتدرائية، ويستفسرون عن رد فعلنا كأقباط حول ما حدث، وحاولت حينها إخبارهم أن الكنيسة لا تعادي الوطن في مثل هذه الاعتداءات، ونعلم جيدا أن جميع من ماتوا هم شهداء".

وأضاف: "قررت حينها توزيع الحلوى على هذا الوفد، فأصبحوا جميعهم متأثرين بما يحدث، وشرحت لهم أنه في تاريخ الكنيسة القبطية هي كنيسة شهداء، وأننا نعلم جيدا تواجد طرف ثالث يتسبب في مثل هذه الأحداث الإرهابية، وربما يكون ذلك بسبب السلطة التي كانت ترأس الحكم حينها أو التسيب الأمني في الشارع المصري".

وتابع: "عدد كبير من الأقباط المصريين طلب الهجرة خارج البلاد أيام حكم مرسي، حتى أنهم ذهبوا إلى بلاد كنا أول مرة نسمع عنها، مثل جورجيا، التي لم يكن لها فيها شخصا قبطيا واحدا، فقد كانوا يريدون فقط البعد عن خطر الإرهاب، وكنت في حيرة شديدة من الرد عليهم في هذه الأمور، لكن الآن، حين يحدثني أحد عن ترك مصر، أرفض هذا الأمر تماما؛ لأن قناعتي الشخصية أن مصر ستكون قريبا أفضل من دول عدة حول العالم".

حادث كنيسة القديسين 

وقال البابا تواضروس: "عند وقوع حادث كنيسة القديسين، كانت خدمته في البحيرة بالقرب من الإسكندرية، وكان وثيق الصلة بكنيسة القديسين، مشيرًا إلى أن تلك المنطقة كان فيها كثافة من السكان.

وأضاف: "لما حصل حادث الكنيسة في رأس السنة كان في منتهى الألم، وتردّدت أقوال عن سبب الانفجار، هل قنبلة ألقيت، أو تم تفجير سيارة، أو انتحـ.ـاري، وكان تشييع الجنازة في دير مارمينا بعيدًا عن الزحمة، لكن كان أمرًا مذهلًا لأول مرة أودع مجموعة صناديق، ومش عارفين نقف نصلي من زحمة الصناديق".

وأردف: "الناس ملتهبة، متألمة والبكاء عالي، والصراخ عالي، كانوا يقولوا مبارك يا طيار قلب القبطي قايد نار، وكان السؤال مَنْ ولماذا؟ ما الهدف، كان رسالة للرئيس".

وأشار إلى أنه حتى اليوم لا يوجد تحديد للجهة أو الشخص الذي فجّر، لكن كان الحادث أزمة في قلب الوطن، وأزمة للكنيسة وعند الناس ووسط الشعب، أن يتم توجيه الأمر للأقباط، فالكنيسة كان يقابلها جامع وكانت العلاقة طيبة، وكان إحساس القلق شديدًا جدًا"

لقاء الرئيس السيسي لأول مرة 

قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن: "هناك فارقاً كبيراً بين لقائي الأول مع الرئيس المعزول محمد مرسي والرئيس عبد الفتاح السيسي، فكان اللقاء الأول لي مع الرئيس السيسي حين كان يشغل منصب الفريق الأول حينها، وكنت قد شغلت منصبي منذ 5 أشهر فقط، في ظل تصاعد الأحداث في الشارع المصري".

وأضاف  "تلقيت دعوة من وزارة الدفاع بهدف التعارف، وبالفعل شكلت وفدًا من 3 أشخاص، وحين أرسلنا الأسماء إلى الوزارة طلبوا منا رفع عدد الأشخاص الوافدين، وبالفعل شكلت وفدًا كبيرًا من حوالي 12 شخصًا من كافة قطاعات الكنيسة، سواء البطارنة أو الأساقفة أو الرهبان أو أساتذة الجامعة أو رجال الأعمال أو السيدات".

وتابع: "كنت أرى أن هذه الزيارة فرصة كبيرة ويجب استغلالها بأفضل شكل ممكن، واستقبلونا حينها بشكل طيب للغاية، واستغرقت الزيارة حوالي ساعتين، رغم أن الوقت المحدد حينها نصف ساعة فقط، وشمل الحديث موضوعات عدة حول نظرتنا للدولة، كما أن الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع حينها، تحدث عن التعليم بشكل خاص، وذكر إحصائيات محددة حول ما لدينا من مدارس مصرية وما ينقصنا".

واستكمل: "ما نسمعه من الرئيس عبد الفتاح السيسي الآن ليس جديدا، فهو يحفظ دائما الأرقام الخاصة بقضايا الدولة؛ لأن الأرقام دائما ما تكون موضحة لطبيعة المشكلة أو الموضوع، كما أن جميع أعضاء الوفد المشاركين في الزيارة توجهوا بأسئلة واستفسارات حول المستقبل والاقتصاد وغيره، وكان الانطباع الأول جيدا للغاية، وخرجت من هذا الاجتماع مطمئنا بشأن مستقبل الدولة، وعدنا جميعًا سعداء".

تابع موقع تحيا مصر علي