عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

حكم جمع طواف الإفاضة مع الوداع في طواف واحد.. اعرف الضوابط الشرعية

طواف الإفاضة
طواف الإفاضة

ما حكم جمع طواف الإفاضة وطواف الوداع في طواف واحد؟ تأخير طواف الإفاضة إلى آخر مكث الحاج بمكة ليُغنِيَ عن طواف الوداع جائز شرعًا، ولا يضر ذلك أداءُ السعي بعده، وأجاز المالكية والحنابلة الجمعَ بين طوافي الإفاضة والوداع في طواف واحد؛ بناءً على أن المقصود هو أن يكون آخرُ عهدِ الحاج هو الطواف بالبيت الحرام، وهذا حاصلٌ بطواف الإفاضة؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنه-  قال: «أُمِرَ الناسُ أن يكون آخرُ عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفِّفَ عن الحائض» متفق عليه.

 

وقال الإمام مالك -كما في «المدونة الكبرى»: «بلغني أن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا يأتون مراهقين -أي ضاق بهم وقت الوقوف بعرفة عن إدراك الطواف قبله- فينفذون لحجهم ولا يطوفون ولا يسعون، ثم يقدمون منى ولا يفيضون من منى إلى آخر أيام التشريق، فيأتون فينيخون بإبِلِهم عند باب المسجد ويدخلون فيطوفون بالبيت ويسعون ثم ينصرفون، فيجزئهم طوافهم ذلك لدخولهم مكة ولإفاضتهم ولوداعهم البيت».

 

وقال سيدي أبو البركات الدردير المالكي في «الشرح الكبير»: «(وتَأَدَّى) الوداعُ (بالإفاضة و) بطواف (العمرة) أي ســقـط طلبــه بهــما ويحصــل له ثـواب طـواف الـوداع إن نواه بهما».

تأخير طواف الإفاضة وجمع مع الوداع

وذكر الإمام ابن قدامة الحنبلي في «المغني»: «فإن أخر طواف الزيارة فطافه عند الخروج ففيه روايتان: إحداهما: يجزئه عن طواف الوداع؛ لأنه أُمِرَ أن يكون آخر عهدِه بالبيت، وقد فعل؛ ولأن ما شُرِعَ لتحية المسجد أجزأ عنه الواجب من جنسه، كتحية المسجد بركعتين تجزئ عنهما المكتوبة».

 

وقال العلامة المرداوي الحنبلي في «الإنصاف»: «قوله: (ومَن أخَّر طواف الزيارة فطافه عند الخروج: أجزأ عن طواف الوداع) هذا المذهبُ، وعليه الأصحابُ، وقاله الخرقي في «شرح المختصر»، وصاحب «المغني» في كتاب الصلاة قاله في القواعد. وعنه: لا يجزيه عنه فيطوف له، وأطلقهما في «المغني»».

 

حكم جمع طواف الإفاضة مع الوداع

وقالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع شرعًا من الأخذ بقول المالكية ومن وافقهم في استحباب طواف الوداع وعدم وجوبه، وكذلك القول بإجزاء طواف الإفاضة عن الوداع عندهم وعند الحنابلة، حتى ولو سعى الحاج بعده؛ لأن السعي لا يقطع التوديع.

 

ونقلت دار الإفتاء، قول العلامة الدسوقي المالكي في حاشيته على «الشرح الكبير» للإمام أبي البركات الدردير (2/53): «ولا يكون سعيه لها طَوْلًا حيث لم يُقِمْ عندها إقامةً تقطع حكم التوديع».

 

كيفية الطواف حول الكعبة

 

وكيفية الطواف كالآتي: يقصد الحجر الأسود إذا دخل المسجد الحرام؛ ليبدأ مِن عنده الطواف بعد تقبيله عند الاستطاعة دون مزاحمة لأحد، أو يلمسه بيده ويقبلها إن أمكنه، أو يستقبله من بعيد.

ثُمَّ يضطبع الرجل -دون المرأة- قبل بدء الطواف بقليلٍ أو مع دخوله فيه؛ بأن يجعل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن عند إبطه، ويطرح طرفيه على منكبه الأيسر، ويكون منكبه الأيمن مكشوفًا.

فإذا انتهى من تقبيل الحجر الأسود واضطبع حاذى بجميع بدنه جميع الحجر الأسود، ثم مَرَّ بجميع بدنه على جميع الحجر، ثمَّ ينوي الطواف لله تعالى، ثمَّ يبدأ في المشي ويجعل البيت على يساره، ويمضي على يمينه، فيطوف سبعة أشواط، يرمل في الثلاثة الأُوَل، ثم يمشي في الأربعة.

فيمشي هكذا تلقاء وجهه طائفًا حول البيت كله، فيمر على الملتزم -وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود والباب-، ثم يمر إلى وراء الحِجر فيمشي حوله، ثمَّ يدور حول الكعبة حتى ينتهي إلى الركن الرابع المسمى بالركن اليماني، ثم يمر منه إلى الحجر الأسود، فيصل إلى الموضع الذي بدأ منه، فيكمل له حينئذٍ طوفة واحدة.

ثمَّ يطوف كذلك ثانية وثالثة حتى يكمل سبعة أشواط؛ فكلُّ مرة من الحجر الأسود ثم العودة إليه شوط واحد، والسبعة أشواط طواف كامل.

والرَّمَل والاضطباع -عند الجمهور- من سُنن الطواف؛ فلا يجب شيءٌ بتركه.

 

شروط الطواف حول الكعبة


أولًا: يشترط في الطواف الطَّهَارَة مِنْ الْحَدَثِ الأكبر والأصغر، فلا يجوز من الحائض، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاةٌ، إلا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ». رواه الترمذي (960)، وثبت في الصحيحين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعائشة لما حاضت: «افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي».
 

الشرط الثاني: يشترط في الطواف أن يبدأ الطواف من الحجر الأسود وينتهي إليه، والثالث: أن تكون الكعبة على يسار مَن يطوف حولها، والرابع: أن يكون الطواف حول الكعبة، فمن طاف داخل حجر إسماعيل، لم يصح طوافه، لأن حجر إسماعيل من الكعبة، والشرط الخامس أن يكون الطواف سبعة أشواط كاملة، وعند الشك في عدد الأشواط، يُبنى على العدد الأقل.
 

الشرط السادس: الموالاة بين الأشواط السبعة -في طواف الوداع - شرط عند الإمامين مالك وأحمد فإن فرق بين أجزائه استأنف إلا أن يكون يسيرًا ولو لغير عذر أو كثيرًا لعذر، ويرى الحنفية والشافعية أن الموالاة بين أشواط طواف الوداع سنة فلو فرق تفريقًا كثيرًا بغير عذر لا يبطل طوافه ويبنى على ما مضى منه، والأرحج أنه يجوز الاستراحة بين الأشواط.

 

سنن الطواف 

‏1 - الاضطباع للرجال: وهو أن يكشف الكَتف اليمنى، ويجعل وسط الرداء تحت إبطه اليمنى، ويلف طرفيه على كتفيه اليسرى.

‏2 - الرَّمَل للرجال: وهو إسراع المشي مع تقارب الخُطى في الأشواط الثلاثة الأولى، ثم يمشي في الأشواط الأربعة الأخرى.

‏3- استلام الحجر الأسود وتقبيله إن استطاع في ابتداء الطواف وفي كل شوط، وإلّا اكتفى بالإِشارة إليه قائلاً: (بسم الله والله أكبر ولله الحمد. اللهمّ إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنّة نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم).

‏4 - استلام الركن اليماني: وهو الذي يقع قبل ركن الحجر الأسود. والاستلام: هو المسح باليد فقط.

‏5 - الإِكثار من الدعاء والذكر والاستغفار، وليس ضرورياً أن يقيد نفسه بالأدعية المكتوبة أو بأدعية المطوفين. ومما ورد من الدعاء أثناء الطواف: «سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إله إلّا الله واللَّهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا بالله» رواه ابن ماجه.
وعند الركن اليماني: «ربنا آتِنا في الدنيا حَسنة وفي الآخرة حَسنةً وقِنا عذاب النار» رواه أبو داود.

‏6 - الموالاة بين الأشواط السبعة، ولا يقطعها إلّا لِعذر كما لو أقيمت الصلاة المكتوبة، فإنه يقطع طوافه ليدرك الجماعة ثم يتم طوافه بعد ذلك.

تابع موقع تحيا مصر علي